الهيدروجين الأبيض يحدث ثورة في عالم الطاقة ويغير المشهد العالمي بشكل جذري

تم تحديثه الثلاثاء 2025/4/29 03:28 م بتوقيت أبوظبي.

يشهد العالم تزايدًا ملحوظًا في عدد الشركات الكبرى، بدءًا من عمالقة التعدين وصولًا إلى شركات الطاقة الرائدة، التي تستثمر في الهيدروجين الطبيعي، وهو مورد يكتسب زخمًا متزايدًا.

مواضيع مشابهة: «قرية المستقبل».. تجربة استثنائية في إكسبو أوساكا

تتزايد الأحاديث حول الإمكانيات الكبيرة لهذا المورد، حيث يعتقد مؤيدوه أنه يمكن أن يحدث تحولًا جذريًا في مشهد الطاقة العالمي.

الهيدروجين الطبيعي، المعروف أيضًا باسم الهيدروجين الأبيض أو الذهبي أو الجيولوجي، هو غاز الهيدروجين الموجود في حالته الطبيعية تحت سطح الأرض.

هذا المورد، الذي تم اكتشافه بالصدفة في مالي قبل حوالي 40 عامًا، يتميز بعدم احتوائه على الكربون، حيث ينتج فقط الماء عند حرقه، وفقًا لشبكة سي إن بي سي.

شهد قطاع الهيدروجين الطبيعي الناشئ ازدهارًا في الأشهر الأخيرة، مما زاد من التفاؤل الذي بدأته الشركات الناشئة في مجال الأبحاث والاستكشاف.

خلال العام الماضي، كانت شركات التعدين الكبرى مثل ريو تينتو وفورتيسكو، بالإضافة إلى شركة غازبروم الروسية العملاقة، من بين الداعمين الرئيسيين لهذا القطاع، إلى جانب ذراع رأس المال الاستثماري لشركة بي بي وصندوق “بريكثرو إنرجي فينتشرز” الذي أسسه بيل غيتس.

تجري حاليًا جهود استكشافية في عدة دول حول العالم، حيث تتصدر كندا والولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد المشاريع في الهيدروجين الطبيعي، وفقًا لبحث أجرته شركة الاستشارات “ريستاد إنرجي”.

يتوقع المحللون أن يكون العام المقبل عامًا محوريًا، حيث يأمل العاملون في هذا القطاع أن تسهم حملاتهم الاستكشافية في تحديد مواقع الغاز قريبًا.

مع ذلك، لا يزال هناك من يشكك في إمكانيات الهيدروجين الطبيعي كمصدر للطاقة النظيفة، حيث يشير النقاد إلى المخاوف البيئية والتحديات المتعلقة بالتوزيع.

حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن هذا المورد قد يكون “متناثرًا للغاية” مما يجعل استغلاله اقتصاديًا أمرًا صعبًا.

تدافع عالمي على “الذهب الأبيض”

صرح “مينه خوي لي”، رئيس أبحاث الهيدروجين في شركة ريستاد إنرجي، بأنه من الصعب التنبؤ بمدى قدرة الهيدروجين الطبيعي على الوفاء بوعوده بحلول عام 2025.

أضاف لي لشبكة CNBC، “أعتقد أن العام الماضي كان عامًا شهد تطورًا ملحوظًا في مجال الهيدروجين الطبيعي، حيث بدأت العديد من الشركات في التخطيط لحملات الحفر واختبارات الاستخراج، وبدأنا نشهد مشاركة بعض الشركات الكبرى”.

كما أشار إلى أن التقدم كان بطيئًا نسبيًا، حيث لم تبدأ سوى عدد قليل من الشركات في الحفر فعليًا.

وصف لي، الذي أشار إلى السعي العالمي نحو الهيدروجين الطبيعي بـ”الاندفاع نحو الذهب الأبيض”، أن زيادة اهتمام المستثمرين قد تؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة.

قال أيضًا، “بدأنا نرى شركات تحصل على استثمارات، مما يمكّنها من تمويل حملات الحفر، لذا، إذا أردنا الحصول على إجابة حول مدى نجاح هذا الأمر، فسوف نصل إلى هذا الاستنتاج سريعًا هذا العام”.

لطالما اعتُبر الهيدروجين أحد المصادر المحتملة للطاقة التي قد تلعب دورًا رئيسيًا في التحول في مجال الطاقة، إلا أن معظم إنتاجه يعتمد على الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي، وهي عملية تُنتج انبعاثات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري.

الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه من خلال فصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء المتجددة، يُعتبر استثناءً في هذا السياق.

ومع ذلك، فإن تطويره تأخر بسبب ارتفاع التكاليف والبيئة الاقتصادية الصعبة.

طاقة نظيفة محلية الصنع

أعلنت شركة هاي تيرا الأسترالية عن استثمار بقيمة 21.9 مليون دولار أمريكي من شركة فورتيسكو في أغسطس من العام الماضي، حيث ستُستخدم العائدات لتمويل مشاريع استكشاف موسعة بالكامل.

صرح متحدث باسم شركة فورتيسكو، التي تعد من الشركات الرائدة في تطوير الهيدروجين الأخضر، بأن توجه الشركة نحو قطاع الهيدروجين الطبيعي يتماشى مع “التزامها الاستراتيجي باستكشاف أنواع وقود خالية من الانبعاثات”.

كما أقرّ المتحدث بالحاجة إلى مزيد من العمل لتقييم انبعاثات الهيدروجين الطبيعي بشكل كامل، واصفًا هذه التقنية بأنها “فرصة واعدة” لتسريع عملية إزالة الكربون من الصناعة.

ممكن يعجبك: أسعار الذهب اليوم 21 أبريل: ما هي أسعار الذهب عيار 21 في مصر؟

في سياق آخر، قادت شركة BP Ventures، ذراع رأس المال الاستثماري لشركة BP، جولة تمويل من الفئة A لشركة Snowfox Discovery، وهي شركة بريطانية ناشئة في مجال استكشاف الهيدروجين الطبيعي، في وقت سابق من هذا العام.

بينما تلقت شركة Mantle8 الفرنسية الناشئة مؤخرًا تمويلًا تأسيسيًا بقيمة 3.4 مليون يورو (3.9 مليون دولار) من مستثمرين، من بينهم Breakthrough Energy Ventures، وهو صندوق متخصص في المناخ والتكنولوجيا أسسه بيل غيتس عام 2015.

صرح إريك تون، كبير مسؤولي التكنولوجيا في Breakthrough Energy، بأن الصندوق دعم شركات مثل Mantle8 وشركة Koloma الأمريكية الناشئة، لأن الهيدروجين الطبيعي يُبشر بعصر جديد من الطاقة النظيفة والمُنتجة محليًا.

أضاف تون لشبكة CNBC، “الهيدروجين طاقة كيميائية تفاعلية نقية، إذا كان لدينا ما يكفي من الهيدروجين وبسعر رخيص، يمكننا فعل أي شيء تقريبًا، يمكننا استخدامه في صناعة المعادن والوقود وحتى في صناعة الطعام، وكل ذلك بانبعاثات أقل بكثير من الطرق التقليدية”.

نحن نعلم أنه موجود، وليس فقط في بؤر معزولة، حيث كشفت الاستكشافات المبكرة عن وجود الهيدروجين الطبيعي في ست قارات.

التحدي الآن يكمن في كيفية استخراجه بكفاءة، ونقله بأمان، وبناء الأنظمة اللازمة لتشغيله.