نتائج انتخابات كندا 2025 تبرز المشهد السياسي الجديد مع عودة الليبراليين إلى الحكومة الأقلية

نتائج انتخابات كندا 2025 تبرز المشهد السياسي الجديد مع عودة الليبراليين إلى الحكومة الأقلية

.

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده لن تخضع أبداً للولايات المتحدة، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الفيدرالية صباح الثلاثاء، حيث طغت الحملة الانتخابية على الاستفزازات المتكررة والرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووجه زعيم الحزب الليبرالي توبيخاً لترامب، كما أرسل رسالة وحدة إلى أمة منقسمة، مؤكداً التزامه بتمثيل كل من يعتبر كندا وطنه، وفقاً لشبكة CBS.

الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني يفوز بأكبر عدد من المقاعد ويواجه تحدي تشكيل حكومة

رغم انتصار الحزب الليبرالي، إلا أن الوضع كان مخففاً، حيث يبدو أنهم قد يفشلون في الحصول على 172 مقعداً، وهو العدد اللازم لتشكيل حكومة دون دعم من حزب أصغر، واعترف زعيم المعارضة المحافظ بيير بولييف بالهزيمة صباح اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يخسر أيضاً المقعد الذي شغله لما يقرب من عقدين، وقد قاد كارني موجة من المشاعر المناهضة لترامب بعد فوزه الكبير في سباق قيادة الحزب عقب استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو الشهر الماضي، حيث حشد الرأي العام ضد تهديدات ترامب بضم كندا كـ«الولاية رقم 51»، وجعل الدفاع عن كندا محوراً رئيسياً في برنامجه الانتخابي.

كان بولييف المرشح الأوفر حظاً عندما أعلن ترودو استقالته في يناير، في ظل نتائج استطلاعات كارثية، وأزمة غلاء معيشة حادة، وتمرد داخلي في حكومته، لكن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على البضائع الكندية وتهديداته لسيادة البلاد غيرت مسار السباق بشكل جذري، ليصبح أشبه باستفتاء على الرئيس الأمريكي، حيث أكد بولييف أن حزبه المحافظ سيتعاون مع كارني وباقي الأحزاب للدفاع عن مصالح كندا وحماية سيادتها، مشيراً إلى أن كندا ستظل في المقام الأول لمواجهة الرسوم الجمركية وغيرها من التهديدات غير المسؤولة من ترامب.

تفاصيل مقاعد كل حزب في البرلمان الكندي بعد انتخابات إبريل 2025

حصل حزب الليبراليين بقيادة مارك كارني على 168 مقعداً، لكنه لا يزال بحاجة إلى 172 مقعداً لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس العموم، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، أما حزب المحافظين، فمن المتوقع أن يبقى في صفوف المعارضة كثاني أكبر كتلة، حيث يتصدر في 144 مقعداً.

• حصل حزب الكتلة الكيبيكية (Bloc Québécois) على 23 مقعداً، ولا يتم ترشيحه سوى في مقاطعة كيبيك.

• الحزب الديمقراطي الجديد (NDP) حصل على 7 مقاعد.

• حزب الخضر (Green Party) حصل على مقعد واحد فقط.

بهذه النتائج، سيكون على كارني، إذا لم يحصل على الأغلبية الكاملة بعد انتهاء الفرز، أن يتفاوض مع أحد الأحزاب الأصغر، مثل NDP أو الكتلة الكيبيكية، لتشكيل حكومة أقلية مستقرة أو التوصل لاتفاق دعم برلماني.

أظهرت نتائج الانتخابات الفيدرالية الكندية لعام 2025 تحولاً واضحاً في توجهات الناخبين نحو الأحزاب الكبيرة، حيث سجل كل من الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني والحزب المحافظ بقيادة بيير بويليفر ارتفاعاً ملحوظاً في حصتهما من التصويت الشعبي مقارنة بانتخابات 2021.

وقد جاء هذا الارتفاع على حساب الأحزاب الصغيرة، خاصة الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، الذي تراجعت حصته من التصويت الشعبي بنحو 12 نقطة مئوية، مما يعكس تحولاً في أولويات الناخبين، الذين ركزوا بشكل أكبر على القضايا السيادية والتجارية المرتبطة بالعلاقة المتوترة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تصعيد ترامب، وقد يؤدي الاتجاه نحو الاستقطاب الثنائي بين الليبراليين والمحافظين إلى تراجع تأثير الأحزاب الصغيرة في البرلمان، ما يحد من قدرتها على التأثير في السياسات مستقبلاً، خاصة في ظل حكومة أقلية مثل تلك التي سيقودها كارني.

هل تتغير ملامح السياسة الكندية بعد فوز الليبراليين من دون أغلبية؟

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وبعد ليلة كاملة من فرز الأصوات، أعلنت هيئة الانتخابات الكندية أنها ستتوقف مؤقتاً عن الفرز وتستأنفه الساعة 9:30 صباحا بتوقيت شرق أمريكا، مما ترك السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان الليبراليون قد تمكنوا من تحقيق أغلبية ضئيلة في مجلس العموم، حيث ستحتاج حكومة الأقلية إلى دعم أحزاب أخرى لتمرير التشريعات، مما يجعلها أضعف وأقل استقراراً في المستقبل.

ما كان واضحاً هو أن الكنديين اختاروا مارك كارني، الاقتصادي الذي يترشح لأول مرة في انتخابات وطنية، وكان تأثير ترامب في الاقتصاد الكندي في أذهانهم، حيث قال كارني في خطاب النصر الذي ألقاه في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إن التركيز الأساسي كان على الرد الكندي على سياسات ترامب، حيث حذر من أن أمريكا تريد موارد كندا، مؤكداً أن ذلك لن يحدث أبداً، محذراً الكنديين من أن الطريق أمامهم سيكون صعباً وقد يتطلب تضحيات.

كان حزب المحافظين يتصدر استطلاعات الرأي بسهولة حتى مارس، حينما دخلت تعريفات ترامب الجمركية على البضائع الكندية حيز التنفيذ، وقد تولى كارني رئاسة الوزراء بعد استقالة ترودو، فيما تلقى زعيم المحافظين بيير بولييف هزيمة موجعة بتزايد مرارتها بخسارته لمقعده النيابي الذي شغله لمدة 20 عاماً لصالح مرشح ليبرالي.

وعلى الرغم من الهزيمة، أعلن بولييف أنه سيبقى زعيماً للحزب، لكن بإمكان الكتلة النيابية للمحافظين إقالته، كما فعلت مع زعيمي الحزب السابقين بعد فشلهما في تشكيل حكومة.

كانت الانتخابات تاريخية بكل المقاييس، ووصفها المرشحون والناخبون بأنها «الأهم في حياتهم».

كرر ترامب حتى صباح يوم الانتخابات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغبته في ضم كندا، زاعماً أن ذلك سيجلب منافع اقتصادية وعسكرية.

من هو مارك كارني رئيس الوزراء الكندي

مارك كارني، البالغ من العمر 60 عاماً، هو اقتصادي مخضرم تلقى تعليمه في هارفارد وأوكسفورد.

شغل منصب محافظ بنك كندا خلال أزمة 2008، ثم محافظ بنك إنجلترا خلال فترة بريكست، وبرز لاحقاً كصوت عالمي في مجال الاستثمار المناخي.

على الرغم من كونه مبتدئاً سياسياً، عكس كارني نبرة متزنة وحازمة تجاه ترامب، واستقطب بذلك شريحة من الناخبين المترددين، خاصة من الوسطيين الذين تخلوا عن المحافظين بعد تبني بولييف خطاباً شبيهاً بترامب ضد الأيديولوجيا اليسارية المتطرفة، ودعوته إلى إلغاء تمويل هيئة الإذاعة الوطنية وتقليص المساعدات الخارجية.

سيتوجب عليه إثبات قدراته الاقتصادية لتحسين النمو البطيء والبطالة المرتفعة، حيث اختتم كارني كلمته صباح اليوم بقوله: «سنقاتل بكل ما لدينا للحصول على أفضل صفقة لكندا.. سنبني مستقبلاً مستقلاً لبلدنا العظيم».

قد يهمك أيضاً :-