
.
أعرب وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو عن قدرة الدراما المصرية على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة، مما يعكس هوية بلد عريق ومتجذر في ثقافته.
شوف كمان: مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 52: اختطاف سايرا واسترجاع قلعة حارم
جاء ذلك أثناء ترؤسه الاجتماع الأول للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام، والتي تم تشكيلها بقرار من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، لمناقشة تأثيرات الدراما والإعلام على المجتمع، ووضع آليات لتطوير المحتوى الدرامي المصري.
ويأتي هذا الاجتماع تجسيدًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يؤكد على أهمية تطوير الدراما لخدمة متطلباتنا التنموية، وتعزيز هويتنا الوطنية، وتفعيل دور الدراما كأداة رئيسية في تشكيل وجدان المواطن وتعزيز الانتماء الوطني في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية الحالية.
وأضاف الوزير – خلال كلمته في الاجتماع – أن الهدف من كل فن هو ترك أثر من الجمال في النفس، ورفع مستوى الوجدان والعقل نحو فهم أعمق لمعنى الإنسان والحياة.
وأشار إلى أن الدراما تظل الفن الذي يتجلى فيه جماليات التشكيل، والموسيقى، والمعمار، واللغة، والشعر، وسحر الحوار، في بناء سردي يعكس المجتمع ويعيد تشكيله.
وأوضح أن كل دراما حقيقية ومؤثرة تحمل في عمقها تأثيرات من الفنون المصرية الخالدة، بدءًا من لوحات محمود سعيد وسيف وانلي، وصولاً إلى موسيقى بليغ حمدي وسيد درويش، وشعر صلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وصوت أم كلثوم، وطابع المعمار المصري الفريد.
وأضاف أن الدراما المصرية خرجت من قلب “الحارة” التي كتب عنها نجيب محفوظ، وتجسدت في أعمال كُتّاب كبار مثل صنع الله إبراهيم، وفتحية العسال، وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ووحيد حامد، وأسامة أنور عكاشة، وغيرهم ممن شكلوا وجدان هذا الشعب.
وأكد أن الدراما المصرية تسير بخطى واثقة منذ ما يقرب من 110 أعوام في السينما وأكثر من 65 عامًا في الدراما التليفزيونية، حيث تطورت فيها الرؤية الجمالية وصقلت الأدوات وتنوعت التجارب، لتخلق حكايات ملهمة تعبر عن هوية مصر العميقة وتصبح مرآة حقيقية لملامح الشخصية المصرية.
وأشار إلى أن صناعة الدراما تستلهم الجمال وفق قواعده المعرفية، وتُنسج بمواهب صناعها في الكتابة، والإخراج، والتصوير، والمونتاج، والديكور، وهندسة الصوت والإنتاج، لتقديم شكل جمالي يرتقي بذوق المشاهد.
ممكن يعجبك: مسلسل المدينة البعيدة الحلقة 22: فكرية تفضح حقيقة قتل بوران ودموع عليا تثير الجدل
وشدد على أن اجتماع اللجنة ليس لوصاية على الفن، بل لاستعادة بريقه وبهائه، مؤكدًا أن قرار رئيس الوزراء بتشكيل اللجنة العليا للدراما هو خطوة ضرورية ومدروسة، تهدف لدراسة التأثيرات الاجتماعية والنفسية للدراما والإعلام المصري، واقتراح سبل معالجتها وتفادي سلبياتها، ووضع مسار متكامل لإصلاح المزاج العام وبناء الشخصية المصرية في ضوء وعي ثقافي وفني وإنساني.
ولفت الوزير إلى التزام الدولة بحرية الفكر والتعبير، كركيزة لأي نهضة فنية حقيقية، مما يضع على عاتق الفنان والمثقف واجبًا تجاه مجتمعه، ويحفزه لصون الهوية ومواكبة الواقع وتقديم فن يعزز القيم الجمالية.
وذكر أن صناع الجمال من رواد الدراما المصرية قدموا أعمالًا شكلت ذاكرة الأجيال، ولا تزال عليهم مسؤولية تقديم المزيد من الأعمال الملهمة لأجيال قادمة، قائلًا: “نحن لا نعيد إحياء الدراما، بل نقدم الدعم والرؤية؛ لتظل سفير مصر الثقافي، وعينًا صادقة ترى الواقع وتكتبه بالفن والجمال”.
وخلال الاجتماع، تم مناقشة عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بتطوير المحتوى الدرامي، ودراسة مدى تأثيره على المجتمع، واقتراح آليات التعاون بين الجهات المختصة، وشارك فيه عدد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية، مثل المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وعماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، وعلا الشافعي، رئيس لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والمخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، والكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، والكاتبة مريم نعوم، والمنتج جمال العدل، والمخرج شريف عرفة.
تعليقات