حرائق ضخمة في إسرائيل تؤجل احتفالات التأسيس وتثير القلق بين المواطنين

حرائق ضخمة في إسرائيل تؤجل احتفالات التأسيس وتثير القلق بين المواطنين

شهدت إسرائيل، يوم أمس الأربعاء، حدثاً غير مسبوق في تاريخها، حيث اندلعت حرائق غابات عنيفة في المناطق المحيطة بالقدس، وانتشرت إلى «بيتاح تكفا» شرقي تل أبيب وغلاف غزة، مما أدى إلى إخلاء عدد من المستوطنات، وسط استنفار أمني كبير، واستغاثات لطلب المساعدة الدولية، وقد أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لتلبية هذا الطلب، لكن سلطات تل أبيب لم تستجب على الفور، في حين يشتبه المسؤولون الإسرائيليون في أن هذه الحرائق قد تكون بفعل فاعل وليست عفوية
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحرائق بدأت صباح أمس بالقرب من بلدة «واحة السلام»، وسرعان ما امتدت إلى غابات ومناطق سكنية غرب القدس، حيث التهمت النيران أحراجاً على طول الطريق بين منطقتي اللطرون وبيت شيمش، مما اضطر سائقين إلى ترك مركباتهم والفرار من ألسنة اللهب، التي دمرت متحف المدرعات في اللطرون قرب القدس
تسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح العاتية في اتساع دائرة الحرائق، مما أدى إلى إخلاء عدة تجمعات سكنية وإغلاق طريق رئيسي يربط القدس بتل أبيب، وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة الطوارئ لمواجهة هذه الكارثة
وأعلنت خدمة الطوارئ «نجمة داوود الحمراء» عن علاج 22 شخصاً، بينهم 12 تم نقلهم إلى المستشفيات بسبب استنشاق الدخان، محذرةً من تعرض المئات للخطر
كما حشدت فرق الإطفاء 120 وحدة وعشرات الطائرات الخاصة لمكافحة النيران، ونشر الجيش الإسرائيلي قوات لدعم العمليات، وتم إخلاء قرى ومناطق سكنية تقع على بعد 30 كم غرب القدس، وانتشرت وحدة المركبات الثقيلة التابعة للشرطة، في محاولة لتسهيل إجلاء السكان ومواجهة الحريق
طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساعدة دولية عاجلة، وذكرت «القناة 12» العبرية أن وزير الخارجية غدعون ساعر يناشد عدداً من الدول الأوروبية للمساعدة في التعامل مع الحرائق، وتوقعت سلطات تل أبيب وصول طائرات إطفاء من إيطاليا وكرواتيا، بعد نداءات إلى قبرص واليونان وإيطاليا، فيما أصدر وزير الجيش يسرائيل كاتس تعليمات بتعبئة كل القوى المتاحة للسيطرة على الحرائق، واصفاً الوضع بأنه طوارئ وطنية، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية إلغاء الاحتفال الرئيسي بذكرى الـ77 لتأسيس الدولة، المقرر مساء أمس في القدس، بناءً على توجيهات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أشرف بنفسه على عمليات الإطفاء، مؤكداً تركيز الجهود على إنقاذ الأرواح أولاً
تأتي هذه الحرائق بعد أيام من إخماد حرائق مشابهة في بيت شيمش وجبال القدس، والتي استغرقت جهود إطفائها أكثر من 21 ساعة، وتثير الكارثة الجديدة تساؤلات حول فاعلية الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة كوارث مماثلة، خاصة مع التحذيرات من تفاقم الحرائق بسبب التغيرات المناخية، ولا تزال الجهود جارية للسيطرة على النيران، بينما تتوارد تقارير عن أضرار مادية واسعة في المناطق المحترقة، دون الإعلان عن خسائر بشرية خطيرة حتى مساء أمس، وأكد المفوض العام للإطفاء والإنقاذ في إسرائيل أن طائرات الإطفاء لا يمكنها العمل بسبب حالة الطقس، واصفاً الوضع بأنه أحد أصعب الأحداث التي شهدها
عرضت السلطة الفلسطينية على إسرائيل المساعدة في إخماد الحرائق التي اتسعت رقعتها، وكشفت قناة «كان» العبرية أن السلطة قدمت عرضاً رسمياً لمساعدة الحكومة الإسرائيلية في إخماد الحرائق الواسعة التي اندلعت في مناطق متفرقة من القدس المحتلة، وامتدت إلى محيط المستوطنات، دون أن تتلقى على الفور أي رد من الطرف الإسرائيلي، فيما طالب عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب الليكود نتنياهو بإصدار أمر بفرض طوق على القرى الفلسطينية وفرض حظر تجول فوري في مستوطنات الضفة
أعلن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عن فتح تحقيق في مصادر الحرائق، والتي يُشتبه في أن بعضها متعمد، كما يُساعد الجهاز الشرطة الإسرائيلية في تحديد هوية الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا قد أشعلوا بعض الحرائق، وفقاً لما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، وأعلنت دائرة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، أنه نظراً للظروف الجوية القاسية التي تزيد من احتمال انتشار الحرائق، فقد حظرت إشعال النيران حتى السابع من مايو
(وكالات).

قد يهمك أيضاً :-