
اللقاء مع الرئيس اللبناني جوزيف عون يجسد مزيجاً من المشاعر، حيث يأتي هذا الرجل ذو الخلفية العسكرية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، بشخصية محبوبة وخفيفة الظل، تترك انطباعاً بالثقة، وهو يتولى مهاماً شاقة تتراوح بين التحديات الأمنية والجيوسياسية، وصولاً إلى الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف ببلاد الأرز.
في هذا اللقاء، يظهر وجه لبنان المعروف بخصوصيته بين أشقائه العرب، ووجهه الذي يشتاق إليه العرب واللبنانيون على حد سواء، ومع مقولة “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، فإن الأمل معقود على أن يكون العزم اللبناني اليوم متماشياً مع آمال وتطلعات اللبنانيين، ليظهر لبنان بصورة مشرقة، يحمل في تاريخه إشراقات حضارية لا تزال آثارها قائمة أمام العالم.
على هامش زيارته الأخوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولقائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أبوظبي، استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية رؤساء تحرير عدد من الصحف، في لقاء اتسم بالشفافية والصراحة والانفتاح.
وقد حرص عون على التأكيد على تفاؤله بأن العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات ولبنان ستستعيد مسارها الطبيعي، خاصة مع تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة على موقف الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار، بالإضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.
مقال له علاقة: تفاقم النزاع التجاري: الصين تحظر على شركات طيرانها شراء طائرات بوينج الأمريكية
الوضع الأمني
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أن الوضع الأمني في لبنان أفضل من كثير من دول العالم، بما فيها أمريكا، رغم تداعيات الأزمة المالية الخانقة ووجود أكثر من مليون نازح سوري ومخيمات الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الأمن ممسوك بشكل كبير، رغم الإمكانات غير الكافية للقوات المسلحة اللبنانية.
شوف كمان: وفد من الطائفة الدرزية في سوريا يقوم بزيارة موقع ديني في إسرائيل
وخلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف في أبوظبي، أشار عون إلى حرص لبنان على أموال المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين، مؤكداً أن لبنان مقبل على إصلاحات تشريعية كبيرة في هذا المجال، حيث بدأ معالجة الأمر من خلال إقرار قانون إصلاح المصارف، والذي سيتبعه قانون الفجوة المالية.
وفيما يتعلق بالمودعين واستعادة أموالهم، جدد عون التأكيد على أن القانون سيحدد المسؤوليات في إطار الهدف الرئيسي المتمثل في حل أزمة أموال المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين، مشيراً إلى أن هناك مودعين تظل علامة استفهام حول أموالهم، وأن هذا الموضوع يعالج عبر القضاء.
وأبدى الرئيس عون امتنانه لدولة الإمارات التي تحتضن أكثر من 190 ألف لبناني يعيشون فيها بأمان وكرامة، ويسهمون في نجاحات كبيرة في مختلف المجالات، وخاصة في الشركات العالمية التي تتخذ من الإمارات مقراً إقليمياً لها.
التنقيب عن الغاز
وفيما يخص التنقيب عن الغاز، أشار عون إلى أنه طلب العودة إلى التنقيب من الفرنسيين والقطريين في ظل الاتفاقات المعقودة، خاصة مع إنجاز مسألة ترسيم الحدود البحرية، متمنياً عودة شركات التنقيب في وقت قريب.
وأكد الرئيس اللبناني أن الحكومة تعمل على تنفيذ الإصلاحات التي تُعتبر حاجة لبنانية ومطلباً لبنانياً قبل أن تكون دولية أو عربية، وهو متفائل بشكل عام، خاصة بعد توقيع الاتفاقات مع البنك الدولي، وقرب التوقيع على اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الوفد الوزاري اللبناني إلى اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن.
إنجازات 100 يوم
وعن إنجازات العهد في أول 100 يوم، شدد عون على أن الإنجازات بدأت تظهر رغم التحديات، حيث لم تصل الحكومة بعد إلى 100 يوم من عمرها، موضحاً أن الإنجازات تقاس الآن في إطار السعي لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهذا الأمر بدأ يظهر من خلال إنجاز التعيينات الأمنية والقضائية وتعيين حاكم مصرف لبنان، وإقرار قانون السرية المصرفية، والذي سيتبعه قانون الفجوة المالية.
ويبدو الرئيس عون واثقاً من أن الخطوات التي تسير بها الحكومة مقبولة وثابتة وغير متسرعة، مشيراً إلى أن بعض الأمور تحتاج إلى عامل الوقت، مع التأكيد على تصميمه وكامل الفريق الحكومي ورئيس مجلس النواب على نقل البلاد إلى مكان آخر في أقرب وقت.
التحديات الخارجية
فيما يتعلق بالتحديات الجيوسياسية في الإقليم، شدد عون على إيمانه بأن الاستقرار مطلب إقليمي ودولي لا يستثني أحداً، وأن استقرار لبنان مرتبط باستقرار سوريا، حيث إن عدم الاستقرار في سوريا يؤثر سلباً على لبنان.
أما عن الجنوب، فقد جدد عون تأكيده على ضرورة مواصلة العمل الدبلوماسي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، مشيراً إلى أن على إسرائيل الالتزام بالاتفاق الذي وقعته.
وأوضح الرئيس اللبناني أن الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار يفوق طاقته على كامل الأرض اللبنانية والحدود، مشيراً إلى أن عمليات الجيش اللبناني جنوب الليطاني مستمرة رغم التحديات الجغرافية، حيث المنطقة حرجية وكثيرة الأودية والأشجار، مع التأكيد على أن الإمكانات محدودة، وشدد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل ليكون الجيش اللبناني مسؤولاً كلياً عن ضبط الحدود.
ورغم تجديد عون رفضه الاسترسال بالكلام الإعلامي حول مسألة سلاح “حزب الله” شمال وجنوب نهر الليطاني، فإنه أكد أن الجيش اللبناني يتحمل عبئاً كبيراً على كامل التراب الوطني، والجهود اليوم تركز على نزع فتيل الحرب جنوب الليطاني، مع التأكيد على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اتخذ، ولكن عبر الحوار حول الهواجس وليس بالقوة التي قد تؤدي إلى “حرب أهلية”، وهو أمر لن يقبل به.
وشدد الرئيس اللبناني على ضرورة تقديم الدعم للجيش اللبناني، حيث إن ما يصل حالياً لا يكفي.
وفي إطار العلاقات العربية، وعن تأثير الخلاف مع العراق فيما يتعلق بمسألة الحشد الشعبي ومشاركته في القمة العربية ببغداد، أشار عون إلى أن رئيس الحكومة نواف سلام سيرأس وفد لبنان إلى القمة، وأنه سيقوم بزيارة خاصة للعراق في وقت لاحق، مؤكداً أنه لا مشكلة مع بغداد، وأن كل ما قاله هو أن النموذج العراقي لا يصلح في لبنان، حيث لكل بلد خصوصياته ونموذجه، لكن هناك من يسعى “للاصطياد في الماء العكر”.
ممكن يعجبك: حلف الناتو: التزامنا بدعم أوكرانيا لا يت falters
قد يهمك أيضاً :-
- تابع الآن البث المباشر لمباراة الزمالك ضد المصري
- نجل شقيق عبد الحليم حافظ يشارك أسرارًا نادرة عن حياة الفنان الراحل في فيديو مثير
- رئيس لبنان يرسل رسالة إلى نظيره الإماراتي بعد زيارته الأولى لأبوظبي
- احصل على شهادة الميلاد الرقمية بلمسة واحدة للأسر الحاضنة مع توثيق ذكي وسهل الاستخدام
- إكسيجر تفتح مقراً إقليمياً في أبوظبي لتعزيز سلاسل الإمداد المدعومة بالذكاء الاصطناعي
تعليقات