بايدن يتصدر المشهد بعد 100 يوم في البيت الأبيض.. كيف يؤثر ذلك على ترامب؟

بايدن يتصدر المشهد بعد 100 يوم في البيت الأبيض.. كيف يؤثر ذلك على ترامب؟

واشنطن ـ (أ ف ب) .

بعد مرور مئة يوم على عودته إلى البيت الأبيض، لا يزال طيف الرئيس السابق جو بايدن يطارد دونالد ترامب، حيث يستغل الرئيس الأمريكي كل فرصة ليشير إلى سلفه الذي يظل الخصم السياسي الأبرز له، وقد رصدت صحيفة «واشنطن بوست» حوالي ثلاثين إشارة لبايدن في خطاب ترامب الأخير يوم الثلاثاء، مشيرًا إلى أن التراجع في إجمالي الناتج المحلي الأمريكي في الربع الأول من العام يعود إلى «مخلّفات» بايدن، وفق ما ذكر ترامب عبر شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» بعد تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، ورغم ذلك، نفى ترامب أي علاقة بين تباطؤ الاقتصاد وسياسته الحمائية، رغم أن السبب الرئيسي وراء انكماش النشاط الاقتصادي هو الزيادة الكبيرة في الواردات تحسبًا للرسوم الجمركية المرتفعة التي ينوي فرضها، وقد اعتبر ترامب خلال جلسة لمجلس الوزراء أنه «يمكن حتى القول إن الربع المقبل سيكون إلى حد ما نتيجة لبايدن».
ـ 6 مرات
ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز»، ذكر ترامب سلفه نحو ست مرات يوميًا منذ توليه الرئاسة، حتى أن المؤثر المحافظ دايف بورتنوي، الذي كان من أبرز المدافعين عن السردية المعادية لبايدن خلال الحملة الانتخابية، بدأ يظهر علامات التبرم من الوضع الراهن.

 «تبرئة ساحته».

كتب بورتنوي على إكس أن «السوق المالية تعكس مباشرة الأيام المئة الأولى لترامب في الحكم، وهذا لا يعني أن الوضع لن يتحسن أو أن الصبر لن يجدي نفعًا، لكنها سوقه وليست سوق بايدن»، ولا يفوت ترامب، الذي شهد تراجع شعبيته في الفترة الأخيرة، فرصة لانتقاد سلفه، حيث أشار جوزيف غريكو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك، إلى أن ترامب يدرك وجود مشاكل اقتصادية وسياسية ويبحث عن سردية لتبرئة ساحته، وقد كانت مهاجمته لبايدن مفيدة له في السابق لكنها لن تستمر إلى الأبد، وخلال تجمع في ميشيغان، سأل ترامب أنصاره عن اللقب الذي يفضلونه لبايدن، بين «جو النعسان أو جو النصّاب»، ثم قدم وصفًا ساخرًا لسلفه كما فعل أثناء حملته الانتخابية، قائلاً «يذهب إلى الشاطئ، ومن المحتمل أن يغفو.. -ويسيل اللعاب من فمه».

 «ذاك الرجل».

كرر ترامب اتهام سلفه بسرقة الانتخابات الرئاسية منه في 2020، رغم جميع الأدلة التي تنفي هذه الادعاءات، ومن الواضح أن ترامب، المحاط بوزراء ومستشارين يمدحونه، يبحث عن جهة يصبّ عليها غضبه، فيعود دائمًا إلى بايدن، الذي يظل غريمه المفضل في ظل غياب أي صوت قوي من المعارضة الديمقراطية، ووجه ترامب انتقادات لبايدن في مجالات متعددة، بدءًا من ارتفاع أسعار البيض وأعواد المصّاصات الورقية، وصولاً إلى الضربات على الحوثيين في اليمن، مرورًا بالهجرة غير القانونية، حيث يستغل كل فرصة لانتقاده في تصريحات تُتداول على شبكة «إكس» من حسابات مؤيدة له، مرفقة برموز تعبيرية ضاحكة، وفي مارس/آذار، خلال ترويجه لسيارات «تيسلا» المملوكة لإيلون ماسك، أحد أبرز حلفائه، سأل ترامب الصحفيين عند خروجه من مركبة حمراء «هل تعتقدون أن بايدن يمكنه الدخول في هذه السيارة؟ لا أظن ذلك»، بينما اعتمد بايدن خلال فترة رئاسته استراتيجية مختلفة تمامًا، حيث كان يمتنع في كثير من الأحيان عن ذكر اسم ترامب، مكتفيًا بالإشارة إليه بـ«ذاك الرجل».

قد يهمك أيضاً :-