صفقة المعادن تعزز موقف ترامب في محادثات السلام مع روسيا في واشنطن

كييف – رويترز.

من نفس التصنيف: مرشحة للكونغرس تعلن رفضها للإسلام خلال فعالية للمسلمين في تكساس (فيديو)

أعربت كييف وواشنطن، الخميس، عن تقديرهما لصفقة تمنح الولايات المتحدة أفضلية في الوصول إلى معادن أوكرانية جديدة، حيث اعتبر مسؤول أمريكي رفيع أن هذه الخطوة تمثل مرحلة محورية، مما سيمكن الرئيس دونالد ترامب من التفاوض مع روسيا من موقف أقوى.

فيما التزم الكرملين الصمت حيال الصفقة التي تم التوصل إليها الأربعاء، إلا أن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أشار إلى أن هذا يعني أن ترامب قد “كسر نظام كييف”، حيث سيتوجب على أوكرانيا دفع ثمن المساعدات العسكرية الأمريكية من مواردها المعدنية.

ويشمل الاتفاق، الذي تم توقيعه في واشنطن وروَّج له ترامب بشدة، إنشاء صندوق استثماري مشترك لإعادة إعمار أوكرانيا، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الروسية في أوكرانيا.

كما يمنح الاتفاق واشنطن تفضيلاً في الوصول إلى مشروعات المعادن الأوكرانية الجديدة، ويعتبر خطوة محورية في جهود أوكرانيا لإعادة بناء علاقاتها مع ترامب والبيت الأبيض، التي شهدت توتراً منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن يتعين أن يتم عرض الصفقة على البرلمان الأوكراني.

وفي تصريحات لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع شبكة فوكس بيزنس، أكد أن الصفقة تمثل “رسالة قوية للقيادة الروسية، وتمنح الرئيس ترامب القدرة الآن على التفاوض مع روسيا من موقف أقوى”.

تبدو تصريحاته وكأنها تحمل رسالة إلى روسيا، مفادها أن واشنطن لا تزال تدعم كييف على الرغم من الشكوك حول التزامها تجاه حليفتها منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، وما تبع ذلك من تحولات كبيرة في الدبلوماسية الأمريكية.

اعتمدت كييف بشكل كبير على الإمدادات العسكرية الأمريكية خلال فترة الحرب، وتؤكد أن روسيا قد كثفت هجماتها على أوكرانيا منذ أن زادت الولايات المتحدة من جهودها للتوصل إلى تسوية سلمية.

عبرت واشنطن عن إحباطها من عدم قدرة موسكو وكييف على الاتفاق على البنود، كما أبدى ترامب خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعدم تحركه بشكل أسرع نحو السلام.

قال ترامب الثلاثاء إنه يعتقد أن بوتين يرغب في إنهاء الحرب، مضيفاً: “أعتقد أنه، لو لم يكن موجوداً، لكان أراد الاستيلاء على البلاد بأكملها”.

* مرحلة محورية

أوضح وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أن الاتفاق يمثل “مرحلة محورية مهمة في الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، التي تستهدف تعزيز اقتصاد أوكرانيا وأمنها”، وقد أطلع سيبيها مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على تفاصيل الاتفاق. وأكدت الدول الأعضاء في الاتحاد أنها ستعزز إنفاقها الدفاعي رداً على انتقادات ترامب لمساهمتها في المجهود الحربي لأوكرانيا.

وأشار ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب مسؤول أمني رفيع المستوى في روسيا، إلى أن أوكرانيا أُجبرت على الاتفاق.

كتب على “تيليجرام”: “كسر ترامب نظام كييف لدرجة أنها ستضطر إلى دفع ثمن المساعدات الأمريكية من الموارد المعدنية.. الآن سيتعين على الأوكرانيين دفع ثمن الإمدادات العسكرية من الثروة الوطنية لبلد يختفي”.

ارتفعت أدوات الدين الدولية لأوكرانيا بأكثر من سنتين اليوم، بعد توقيع صفقة المعادن، التي قال محللون ماليون إنها جاءت بشروط أفضل لأوكرانيا مما كانوا يعتقدون في البداية.

تتمتع أوكرانيا بموارد طبيعية غنية، تشمل العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات الكهربائية والتطبيقات العسكرية وغيرها، حيث تهيمن الصين حالياً على التعدين العالمي لهذه العناصر، وتخوض بكين حرباً تجارية مع الولايات المتحدة بعد الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

مقال له علاقة: دعوة الصين لنزع السلاح النووي وأمريكا تؤكد أن القوة تصنع الحق

تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من الحديد واليورانيوم والغاز الطبيعي، وأكدت يوليا سفيريدنكو، النائب الأول للرئيس الأوكراني ووزيرة الاقتصاد التي وقعت على الاتفاقية، أن أوكرانيا ليست ملزمة بسداد ديون للولايات المتحدة بموجب هذه الاتفاقية، وهو أمر كان محور المفاوضات المطولة بين البلدين.

وأضافت أن الاتفاق يتماشى مع دستور أوكرانيا، ويعزز حملة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهما عنصران أساسيان في موقف أوكرانيا التفاوضي.

ومع ذلك، لم تقدم الصفقة أي ضمانات أمنية أمريكية ملموسة لأوكرانيا، وهو أحد الأهداف الأساسية للاتفاق.

من المقرر أن يعرضها رئيس الوزراء دينيس شميهال على الكتل البرلمانية اليوم، حيث يرغب بعض المشرعين في عرضها أيضاً في جلسة برلمانية يوم الجمعة، ولا يتوقع أن يتم التصويت عليها في وقت قريب.