تدهور الوضع الإنساني في غزة بعد شهرين من الحصار والآلاف في خطر الموت

تدهور الوضع الإنساني في غزة بعد شهرين من الحصار والآلاف في خطر الموت

جنيف – أ ف ب
بعد مرور شهرين على بدء إسرائيل حظرها الشامل لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، رسمت وكالات الإغاثة يوم الجمعة صورة مروعة عن أطفال يتضورون جوعاً ومعارك يومية للحصول على المياه، حيث أكد غافين كيليهر، المسؤول في المجلس النروجي للاجئين، الذي عاد مؤخراً من غزة، أن الوضع الحالي إذا استمر، سيؤدي إلى وفاة آلاف الأشخاص، بدءاً من الأكثر ضعفاً، بينما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العمليات الإنسانية في غزة “على وشك الانهيار التام”، وأكدت أنه “بدون اتخاذ إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى مزيد من الفوضى التي لن تتمكن الجهود الإنسانية من التخفيف منها”، ويعيش حوالي 2.4 مليون شخص في القطاع الصغير في ظروف كارثية، بعد 18 شهراً من الحرب التي خلفت 52500 قتيل على الأقل، معظمهم من المدنيين الفلسطينيين، وتمنع السلطات الإسرائيلية دخول أي مساعدات إنسانية بهدف إجبار “حماس” على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023، ومنذ بداية الحصار، كررت الأمم المتحدة التحذير من عدم قانونية هذا الإجراء وفقاً للقانون الإنساني الدولي ومن خطر المجاعة، وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن قبل أسبوع أنه “استنفد آخر مخزوناته الغذائية المتبقية”، كما أغلقت المخابز الـ25 التي يدعمها البرنامج أبوابها بسبب نقص الدقيق والوقود.
– «حصار مميت»
أكدت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن “مخزونات الغذاء نفدت تقريباً”، وأضافت أن “المطابخ المجتمعية بدأت في الإغلاق وبات عدد متزايد من الناس يعانون الجوع”، مشيرة إلى تقارير عن وفاة أطفال وأشخاص ضعفاء بسبب سوء التغذية، وحذرت المسؤولة التي تعمل في غزة منذ عشر سنوات من أن “الحصار قاتل” و”الوصول إلى المياه أصبح مستحيلاً أيضاً”، وروت أن “تحت هذا المبنى مباشرة، هناك أناس يتقاتلون من أجل الحصول على المياه”، وقالت: “وصلت شاحنة صهريج للتو والناس يتقاتلون للحصول على المياه”، وأشار غافين كيليهر إلى أن “شهدنا زيادة في ما نسميه النهب بسبب الحاجة في غزة.. وما يحدث حالياً هو انهيار منظم للنظام المدني”، بينما ذكرت غادة الحداد، مسؤولة الإعلام في منظمة أوكسفام الدولية غير الحكومية في غزة، أنها شاهدت أماً تشتري حبة طماطم بخمسة شواكل (1.4 دولار) وتقطع الثمرة لتشاركها مع أطفالها الأربعة، ورأى كيليهر أن إسرائيل خلقت وضعاً لا يستطيع فيه الفلسطينيون زراعة طعامهم أو صيد الأسماك، وأضافت: “غزة مهدمة والشوارع يكسوها الركام، وفي أحيان كثيرة، ترتفع صرخات الجرحى المروعة إلى السماء بعد دوي انفجار جديد يصم الآذان”.
– «فظاعة»
نددت تشيريفكو بالنزوح الجماعي، مع اضطرار سكان غزة تقريباً إلى النزوح مرات عدة، إما بحثاً عن مأوى أو امتثالاً للأوامر الإسرائيلية، ومنذ فشل وقف إطلاق النار القصير الذي استمر بضعة أسابيع في منتصف مارس/آذار الماضي، “أُجبر أكثر من 420 ألف شخص على الفرار مرة أخرى، وكثيرون منهم حملوا فقط ملابسهم على ظهورهم ووصلوا إلى ملاجئ مكتظة بينما يتم استهدافهم مع تواصل القصف”، وقال باسكال هوندت، نائب مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان يوم الجمعة: “يواجه المدنيون في غزة صراعاً يومياً هائلاً من أجل البقاء في مواجهة مخاطر القتال والتعامل مع النزوح المستمر وتحمّل عواقب الحرمان من المساعدات الإنسانية العاجلة”، ووصف مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، الوضع في غزة بأنه “فظيع”، حيث قال في مؤتمر صحفي يوم الخميس: “نحن نحطم أجساد وعقول أطفال غزة، نحن نجوّع أطفال غزة، لأننا إذا لم نتحرك، فسنكون متواطئين في ما يحدث أمام أعيننا”، وانتقدت تشيريفكو بشدة صناع القرار الذين “تابعوا بصمت مشاهد لا نهاية لها لأطفال ملطخين بالدماء، ومبتوري الأطراف وآباء حزانى، على شاشاتهم، شهراً بعد شهر”، وتساءلت: “كم من الدماء يجب أن تُراق قبل أن نقول كفى؟”.

قد يهمك أيضاً :-