
تم تحديثه الأحد 2025/5/4 09:21 ص بتوقيت أبوظبي
لطالما كانت العلاقات بين الإمارات والسودان مثالاً يُحتذى به للتعاون الاستراتيجي، حيث تجاوزت تلك العلاقات حدود الإغاثة والعطاء إلى شراكة تنموية شاملة، تعزز النمو الاقتصادي وتدعم الاستقرار، خصوصًا في أوقات التحديات التي واجهتها الخرطوم منذ عام 2019.
اقرأ كمان: سعر الأسمنت بتاريخ اليوم، الخميس 17 أبريل 2025: الطن يبلغ 3350 جنيهاً.
في وقت كان فيه المستثمرون الدوليون يتوخون الحذر في بلد يشهد تحولاً كبيرًا، وقفت الإمارات بقوة إلى جانب السودان، موفرة كل ما يلزم لإنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق الأهداف المرجوة، وضخت الاستثمارات التنموية في مختلف قطاعات الاقتصاد، وحشدت الدعم الدولي للخرطوم ماليًا وفنيًا، لتتواصل قصة العطاء والدعم التي امتدت عبر تاريخ العلاقة بين البلدين.
لم تكن العلاقة بين الإمارات والسودان مجرد لحظة عابرة، بل هي نتاج سنوات طويلة من التعاون منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، حيث نسج البلدان علاقات أخوية عميقة، واستثمرت الإمارات في مجالات متعددة مثل الزراعة والمياه، مما أسهم في خلق فرص عمل للشعب السوداني، الذي يُعتبر من أكثر الجاليات احترامًا ونشاطًا في المجتمع الإماراتي.
لقد لعبت الإمارات دوراً محورياً في تعزيز الاقتصاد السوداني من خلال استثمارات ضخمة ومبادرات تنموية متعددة، حيث تمثل رئة حقيقية للعديد من رواد الأعمال والشركات السودانية، وقاعدة انطلاق للشركات السودانية إلى السوق العالمية.
شراكة اقتصادية راسخة.. واستثمارات استراتيجية
ترتبط الإمارات والسودان بعلاقات استراتيجية تاريخية قائمة على التعاون والتنسيق المشترك، حيث ساهمت الشراكات الاقتصادية والتنموية في تحقيق التقدم والازدهار في السودان.
تسعى القيادة الرشيدة في الإمارات إلى دعم السودان لتحقيق التنمية الشاملة، من خلال تمويل مشاريع تنموية استراتيجية وتشجيع الاستثمارات المتنوعة للشركات الإماراتية في السودان.
تُعتبر الإمارات شريكاً اقتصادياً استراتيجياً للسودان، حيث تجاوز حجم الاستثمارات والتمويلات التنموية الإماراتية في السودان 28 مليار درهم (7.6 مليار دولار)، منها 6 مليارات دولار في القطاع الزراعي، مع وجود 17 شركة إماراتية تعمل في مجالات متنوعة مثل الزراعة والسياحة والطيران والنفط والغاز، وفقًا لبيانات وكالة أنباء الإمارات (وام) من عام 2018.
لعبت هذه الاستثمارات دوراً محورياً في تنشيط القطاعات الاقتصادية، خاصة القطاع الزراعي، حيث تم توفير سلع زراعية استراتيجية للسوق السوداني بأسعار تنافسية مثل القمح والعلف.
صندوق أبوظبي للتنمية.. داعم رئيسي لقطاعات حيوية
يُعتبر صندوق أبوظبي للتنمية من أبرز المؤسسات الإماراتية الداعمة لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان، حيث قام بتمويل مشاريع تنموية في قطاعات متنوعة باستثمارات وودائع إجمالية بلغت نحو 7.3 مليار درهم (1.9 مليار دولار)، ليكون السودان من الدول المستفيدة بشكل رئيسي من تمويلات الصندوق.
مول الصندوق 17 مشروعاً تنموياً بقيمة حوالي ملياري درهم (544.6 مليون دولار)، تركزت على أكثر القطاعات حيوية وتأثيراً مثل الصناعة والنقل والطاقة والمياه والري، وغيرها من المشاريع التنموية.
كما ركزت تمويلات الصندوق على المشاريع ذات التأثير الشمولي، مثل مشاريع السدود التي تعزز إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير المياه للري، ومشروع مطار الخرطوم وشبكة السكك الحديدية، مما يعكس المساهمة التنموية الحقيقية التي لعبتها تمويلات الصندوق في هذا المجال، تماشياً مع رسالته الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة في الدول الشقيقة.
دعم الصندوق أيضًا السيولة والاحتياطيات من العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي، من خلال إيداع نحو 5 مليارات درهم (1.4 مليار دولار) لمساعدة الحكومة السودانية على النهوض بالاقتصاد، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي، وفقًا لبيانات وكالة أنباء الإمارات (وام).
حرص الصندوق على التعاون الاستثماري مع الحكومة السودانية لتحفيز التنمية الاقتصادية، من خلال تأسيس شركة الظبي للتنمية، التي تعمل في عدة مجالات.
ساهم صندوق أبوظبي للتنمية خلال العقد الثاني من القرن الحالي بتمويل مشاريع تنموية تخدم أهم القطاعات الاقتصادية الرئيسية في السودان، وكانت الشراكة بين الصندوق والحكومة السودانية نموذجاً يُحتذى به من التعاون البناء، مما ساهم في دعم الخطط التنموية للبلاد.
مواضيع مشابهة: دور كل فرد في صناعة النفط لتحقيق الاستراتيجية: رؤية كريم بدوي
أدنوك.. داعم رئيسي للطاقة والصناعة في السودان
منذ عام 2017، قامت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بتزويد السودان بكميات من وقود الديزل لتلبية احتياجات السوق المحلي، مما يدعم مختلف المجالات بما في ذلك قطاع النقل والصناعة، وقدرت قيمة هذه الكميات بنحو 3.2 مليار درهم (900 مليون دولار)، وفقًا لبيانات وكالة أنباء الإمارات (وام).
وفي مايو 2021، تعهدت الإمارات بتزويد السودان بكل احتياجاته من المنتجات البترولية من خلال عقد مع شركة أدنوك.
اتفاقيات في البنية التحتية والزراعة والطاقة
وقعت الإمارات والسودان اتفاقيات في قطاعات حيوية، ففي مجال الطاقة، تم توقيع مذكرة تفاهم في نوفمبر 2020 لإنشاء محطات طاقة شمسية بطاقة 500 ميغاواط، مع التزام السودان بشراء الكهرباء المنتجة.
وفي القطاع الزراعي، أعلنت السودان في نوفمبر 2022 عن استثمار الإمارات في مشروع وادي الهواد الزراعي بمساحة 2.4 مليون فدان، بتكلفة تصل إلى 10 مليارات دولار.
شراكات ومبادرات وحياة كريمة
قدمت الإمارات في 25 يونيو 2020 نحو 50 مليون دولار لدعم مبادرات النمو الاقتصادي في السودان بالتعاون مع البنك الدولي، لخلق فرص عمل وتشجيع الاستثمارات النوعية، ودفع عجلة التنمية وتعزيز سبل العيش في السودان.
كما دعمت احتياطات العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي، بإيداع نحو 250 مليون دولار في أبريل 2021، لتحقيق الاستقرار النقدي والمالي.
أطلقت الإمارات والسودان، في 31 أغسطس 2021، شراكة استراتيجية في التحديث الحكومي، لتبادل الخبرات في مختلف المجالات، مما يعكس العلاقات القوية بينهما، ويؤكد على الثقة المتبادلة بين الحكومتين.
بلغت صادرات الإمارات للسودان في 2023 نحو 861 مليون دولار، ومن أبرزها المجوهرات بقيمة 128 مليون دولار، والنفط المكرر بقيمة 121 مليون دولار، والسكر الخام بنحو 35.5 مليون دولار، بينما بلغت صادرات السودان للإمارات نحو 1.09 مليار دولار، ومن أبرزها الذهب بقيمة 1.03 مليار دولار، والبذور الزيتية بقيمة 15.9 مليون دولار، والمحاصيل العلفية بقيمة 14.2 مليون دولار، وفقًا لتقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI في مارس 2025.
تطوير الموانئ
في يونيو 2022، أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أن السودان وقع مذكرة تفاهم مع الإمارات بشأن ميناء جديد ومشروع زراعي.
أفاد رئيس مجلس إدارة مجموعة دال أسامة داود عبد اللطيف بأن الإمارات ستبني ميناءً جديداً على البحر الأحمر، على بعد 200 كيلومتر شمال بورتسودان، في إطار حزمة استثمار بقيمة 6 مليارات دولار، بحسب “رويترز”.
الميناء، الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، هو مشروع مشترك بين مجموعة دال ومجموعة موانئ أبوظبي، وسيكون قادراً على التعامل مع جميع أنواع السلع، ومنافسة الميناء الرئيسي بورتسودان.
يتضمن المشروع منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، بالإضافة إلى مطار دولي صغير.
علاوة على ذلك، يتضمن المشروع توسعة وتطوير مشروع زراعي بتكلفة 1.6 مليار دولار، تنفذه الشركة العالمية القابضة (IHC) وشركة دال للزراعة في مدينة أبو حمد بشمال السودان.
يستهدف المشروع زراعة البرسيم الحجازي والقمح والقطن والسمسم ومحاصيل أخرى، ومعالجتها على مساحة 400 ألف فدان من الأراضي المستأجرة، كما يهدف إلى رصف طريق بطول 500 كيلومتر يربط المشروع بالميناء بتكلفة 450 مليون دولار، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.
تضمن الاتفاق إيداع الصندوق 300 مليون دولار في بنك السودان المركزي.
أسهمت هذه الاستثمارات في خلق فرص عمل وتحسين بيئة الأعمال في السودان، حيث وفرت مشاريع الطاقة الشمسية فرص تدريب وتشغيل للعمالة الوطنية، مما ساعد في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية.
التزام ودعم إنساني تاريخي
يُعتبر السودان أحد أبرز محطات العمل الإنساني في الإمارات، حيث بدأت العطاءات بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مما ساهم في النهضة التجارية والصناعية والزراعية للشعب السوداني.
توالت منذ ذلك الحين المشروعات التنموية والاقتصادية الإماراتية في السودان، والتي أسهمت في زيادة الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص عمل كبيرة لأبناء الشعب السوداني الشقيق.
تواصل الإمارات دعم السودان خلال أزمته، حيث تلتزم بتقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني للتخفيف من حدة تداعيات الحرب.
تجاوزت قيمة المساعدات الإنسانية الإماراتية المقدمة للسودان منذ بداية الأزمة في 2023 نحو 600.4 مليون دولار، بما في ذلك 200 مليون دولار تعهدت بها الإمارات في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى الذي عُقد في أديس أبابا في فبراير 2025.
إجمالاً، تجاوز مجموع المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات للسودان خلال 10 سنوات (ما بين 2014-2025) 3.5 مليار دولار.
تتولى الإمارات أيضًا دورًا مهمًا في الجانب الصحي، حيث شيدت مستشفيين ميدانيين في تشاد لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين، واللذين استقبلا 90889 حالة، كما افتتحت مستشفى في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلاً عن تقديم الدعم لـ 127 منشأة صحية في 14 ولاية سودانية.
أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، وقدم الدعم للمنظمات الأممية، حيث خصصت الإمارات 30 مليون دولار لدعم جهود وكالات الأمم المتحدة في مساعدة الدول المجاورة للسودان، وخصصت 70 مليون دولار لدعم منظمات الأمم المتحدة العاملة داخل السودان.
منذ بدء الأزمة الراهنة، أرسلت الإمارات 5032 طناً من إمدادات الغذاء والإغاثة إلى تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، وفي أوغندا قدمت 200 طن من المساعدات، بالإضافة إلى حفر 3 آبار لضمان توفير الخدمات الأساسية للاجئين والمجتمعات المضيفة، وفقًا لتقرير نشره مركز الاتحاد للأخبار في أبريل 2025.
في إطار دعمها للنساء المتضررات من الأزمة، أعلنت الإمارات تقديم 10.25 مليون دولار للأمم المتحدة، والجهود مستمرة من جميع الجوانب من خلال الدبلوماسية الإماراتية النشطة على عدة صعد، بغرض إنهاء القتال في السودان، مما يبين أن العلاقة بين الدولتين ستبقى راسخة ومتجذرة.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==.
جزيرة ام اند امز.
قد يهمك أيضاً :-
- تصريحات مثيرة من مدرب كاواساكي بعد خسارة نهائي نخبة آسيا أمام الأهلي.. تعرف على التفاصيل!
- الأهلي يفكر في استعادة أحمد عابدين بعد تألقه مع منتخب الشباب
- تصرف مفاجئ وصادم من تمبكتي بعد إقالة خيسوس من الهلال وما حدث بعد ذلك
- وصول بعثة شباب كرة اليد إلى الكويت للمشاركة في كأس العرب
- استقرار سعر الفضة اليوم في مصر مع سعر جرام عيار 925 بـ 55 جنيها
تعليقات