لماذا يفضل الناس الذهب على الماس رغم ارتفاع أسعاره؟

يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تجعل الناس لا يقبلون على شراء الماس بنفس الحماس الذي يشهدونه عند شراء الذهب، خصوصًا مع الارتفاع غير المسبوق في أسعار الذهب، والإقبال الكبير من المشترين في جميع أنحاء العالم، نتيجة الاضطرابات الاقتصادية العالمية، وعدم وضوح الرؤية حول مستقبل الاقتصاد، ورغبة الأفراد في الحفاظ على قيمة أموالهم.

كان متوقعًا أن يشهد سوق الماس رواجا مماثلا للذهب، إلا أن هذا لم يحدث، فما السبب وراء ذلك؟

مقال له علاقة: سعر الريال السعودي اليوم، الثلاثاء 8 أبريل 2025، في منتصف التداولات

في السطور التالية، نستعرض أسباب عدم إقبال الناس على شراء الماس بنفس الوتيرة مع الذهب، حيث يمكن تفسير عدم الإقبال على الماس رغم ارتفاع سعر الذهب بعدة عوامل.

1. الماس ليس سلعة استثمارية بنفس قوة الذهب، حيث يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة في أوقات الأزمات الاقتصادية، ويمكن بيعه بسهولة في أي مكان بالعالم، بينما الماس ليس له سعر موحد عالمي، وتقييمه يعتمد على عوامل متعددة مثل القطع، النقاء، اللون، والوزن، مما يجعله أقل سيولة.

2. صعوبة إعادة البيع، حيث يتم بيع الماس المستعمل عادة بسعر أقل بكثير من سعر الشراء، وهو ما يُثني العديد من الأشخاص عن شرائه بهدف الاستثمار.

3. قلة المعرفة بسوق الماس، حيث لا يمتلك معظم الناس معرفة كافية بكيفية تقييم الماس، مما يزيد من مخاطر الشراء الخاطئ أو الاحتيال.

مقال له علاقة: سعر الجنيه الإسترليني يحافظ على استقراره يوم الجمعة 11 أبريل 2025

4. العرض الصناعي، حيث يوجد الكثير من الماس الصناعي حاليا، مما يقلل من الإحساس بندرته الطبيعية، وقد يؤثر على قيمته.

5. تغيّر الاتجاهات، حيث أصبحت الأجيال الجديدة أقل اهتمامًا بالمجوهرات الفاخرة لأسباب اقتصادية وثقافية، ويميل البعض إلى إنفاق المال على تجارب الحياة بدلاً من الكماليات.

تُعد تجارة الماس واحدة من أهم الصناعات العالمية التي تتميز بالقيمة العالية والتأثير الاقتصادي الكبير، حيث يُستخدم الماس في صناعة المجوهرات الفاخرة والأدوات الصناعية، مما يجعله مادة ذات طلب واسع النطاق، وتتميز هذه التجارة بالتحكم الكبير من قبل أسواق عالمية كبرى مثل بورصة الماس في بلجيكا وإسرائيل والهند، حيث تلعب دورًا محوريًا في تحديد أسعاره.

تُحدد أسعار الماس بناءً على عوامل متعددة، منها الوزن بالقيراط، النقاء، اللون، والقطع، وتُعتبر الماسات النادرة ذات الألوان المميزة مثل الأزرق والوردي الأكثر تكلفة، كما تؤثر التقلبات الاقتصادية والطلب العالمي على أسعار الماس، حيث يمكن أن تشهد الأسعار ارتفاعًا كبيرًا في فترات ازدياد الطلب، خاصة في أسواق آسيا والولايات المتحدة.

تتنوع الماسات بين طبيعية ومصنعة، حيث تُستخرج الماسات الطبيعية من المناجم وتتميز بندرتها وقيمتها العالية، بينما تُنتج الماسات المصنعة في المختبرات باستخدام تقنيات متطورة، وتتميز بجودتها العالية وسعرها الأقل مقارنة بالطبيعية، وتشمل الماسات الطبيعية تصنيفات مختلفة بناءً على درجة نقائها وصفائها، مما يساهم في تحديد قيمتها السوقية.

تُعتبر أفريقيا من أكبر منتجي الماس في العالم، حيث تشتهر دول مثل بوتسوانا وجنوب أفريقيا وروسيا بمنجمها الغني، كما تُعد كندا وأستراليا والهند مراكز إنتاج هامة، وتختلف طرق استخراج الماس بين التعدين التقليدي والحديث، حيث تلعب الشركات الكبرى دورًا في تنظيم هذه العمليات بما يضمن الحفاظ على البيئة والاستدامة.