تأهيل 1000 طالب جامعي سنويًا في مجال المهارات السيبرانية عبر مبادرة الاتصالات

أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن الأمن السيبراني هو مسؤولية مشتركة، تشمل جميع أفراد ومؤسسات المجتمع، مما يستدعي تضافر الجهود لبناء مجتمع رقمي أكثر أمانًا واستدامة، حيث أصبح التحول الرقمي ظاهرة عالمية تتجه نحو بناء اقتصادات رقمية وتقديم خدمات مؤتمتة، بالإضافة إلى الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة المؤسسات، ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، تزداد أيضًا التهديدات السيبرانية، مما يتطلب من المجتمعات أن تكون حذرة تجاه هذه المخاطر المتزايدة.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتور عمرو طلعت في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، وبحضور المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي.

اقرأ كمان: انخفاض أسعار الذهب في مصر: سعر جرام عيار 24 يصل إلى 5257 جنيهًا للشراء في تحديث الساعة 03:15 مساءً

وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن الهجمات الإلكترونية لم تعد تقتصر على استهداف الحواسب والبيانات، بل أصبحت تستهدف الثقة والسيادة واستقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن التقارير الدولية تشير إلى تعرض المؤسسات حول العالم لهجمات برمجيات الفدية بمعدل هجمة كل 11 ثانية، وأن أكثر من 300 مليون فرد تعرضوا لهجمات سيبرانية في عام 2023، بينما قُدرت التكلفة العالمية للجرائم السيبرانية بنحو 9.5 تريليون دولار في عام 2024، مع نمو سنوي يصل إلى 15%.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن هناك تطورًا نوعيًا في طبيعة التهديدات السيبرانية، حيث تشمل هجمات تستهدف سلاسل الإمداد الرقمية، وأخرى تُدار من قبل جهات دولية تستغل الثغرات في شبكات الاتصالات أو البرمجيات المستخدمة على نطاق واسع، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت مؤسسات مالية ومستشفيات ومحطات طاقة وأنظمة مراقبة الحركة الجوية، مستعرضًا أمثلة على الهجمات السيبرانية التي استهدفت دولًا كبرى في السنوات الأخيرة.

مواضيع مشابهة: سعر الدولار في المعاملات الصباحية ليوم الأحد 13 أبريل 2025

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالأمن السيبراني، من خلال اعتماد استراتيجيات وسياسات لتأمين البنى التحتية للاتصالات، ووضع برامج لتنمية صناعة الأمن السيبراني، وإعداد الكوادر اللازمة لمواجهة التحديات، والتنسيق مع المؤسسات الدولية، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى وضع الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2023 – 2027، التي تشمل برامج تنفيذية مثل بناء إطار تشريعي متكامل وتغيير الثقافة المجتمعية حول الأمن السيبراني وتعزيز الشراكة الوطنية وبناء دفاعات سيبرانية وتشجيع البحث العلمي وتعزيز الابتكار والنمو والتعاون الدولي، موضحًا توقيع مصر العديد من الاتفاقيات على المستويين الإقليمي والدولي في هذا المجال لتبادل الخبرات وبناء القدرات.

ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أن التهديدات السيبرانية تمثل خطرًا مباشرًا على الاقتصاد العالمي، حيث هناك نقص حاد في متخصصي الأمن السيبراني يقدر بـ 3.5 مليون وظيفة شاغرة في هذا المجال، مشددًا على أن الأمن السيبراني لم يعد شأنًا نخبويًا بل أصبح مسؤولية مجتمعية شاملة، تستوجب نشر الثقافة السيبرانية، موضحًا أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنظم ورش عمل للتوعية بأهمية الأمن السيبراني وسبل التعامل مع التهديدات للمواطنين والعاملين بالجهاز الإداري للدولة، بالإضافة إلى تنفيذ برامج تدريبية متخصصة للطلاب والخريجين، مثل مبادرة “مهارات سيبرانية” التي تهدف لتأهيل 1000 طالب جامعي سنويًا، لينضموا إلى كوادر الأمن السيبراني فور تخرجهم، مؤكدًا أن هناك طلبًا متناميًا على خريجي هذه البرامج، حيث يحظى متدربو الأمن السيبراني بأعلى نسبة توظيف تصل إلى 100% قبل انتهاء الطلاب من الدورة التدريبية في بعض الأحيان.

وأكد الدكتور عمرو طلعت على مواصلة العمل لنشر منظومات الأمن السيبراني في الدولة، والتعاون مع الأطراف الدولية لتبادل أفضل الممارسات، إلى جانب وضع الأطر التشريعية التي تحدد معايير حماية الأفراد والمؤسسات من الهجمات السيبرانية وآثارها، فضلاً عن الاستمرار في تنفيذ البرامج المعنية بزيادة الوعي وبناء القدرات في مختلف تخصصات الأمن السيبراني، مع مواصلة الجهود لتعزيز مركز مصر في هذا المجال بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

حضر الجلسة داليا الباز رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، والمهندس محمد شمروخ الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمهندس محمد نصر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات.