
مع إعلان أسطورة الاقتصاد وارن بافيت عن تقاعده من رئاسة بيركشاير هاثاواي، إحدى أكبر الشركات القابضة في العالم، وهو في عمر الـ 94 عاماً، ينتهي فصل مهم من مسيرته الطويلة التي تكللت بالنجاح، حيث حصل على لقب «عراف أوماها»، نسبة إلى أكبر مدن ولاية نبراسكا الأمريكية، التي كانت نقطة انطلاقه ووجهته النهائية.
شوف كمان: البيت الأبيض: لدى الولايات المتحدة وسائل تأثير فعّالة على الصين
ـ أسهم بعمر 11 عاماً:
يعتبر بافيت، الذي يحتل حالياً المرتبة الخامسة بين أغنى الأشخاص في العالم، ليس مجرد عبقري، بل هو شخص قضى حياته في شغف بسوق الأسهم، حيث قام بشراء أسهمه الأولى في عام 1942، عندما كان في الحادية عشرة من عمره، واشتهر بين أقرانه بشغفه بجمع المعلومات حول الشركات، ومتابعة تقاريرها كما يستمتع الآخرون بالموسيقى.
ـ ذاكرة حديدية:
من المعروف عن بافيت أنه يمتلك ذاكرة قوية، حيث يُقال إنه كان يتذكر صفحات كاملة من الكتب التي قرأها منذ سنوات، وبفضل معرفته الواسعة بالمعلومات المالية وذاكرته القوية، شبهه بعض الكتّاب بنموذج بشري من الذكاء الاصطناعي، حيث كان بإمكانه الإجابة عن أي استفسار تقريباً من قاعدة بياناته الذهنية، مما ساعده في اقتناص الفرص المتاحة.
كان حظ بافيت جيداً بتعلمه على يد بنجامين جراهام، رائد تحليل الأوراق المالية، حيث بدأ في بناء سجله المذهل من خلال استثماراته في أسواق الأسهم، حيث راهن بقوة على الشركات الصغيرة، وفي مرحلة من حياته كانت شراكاته الاستثمارية تمتلك 21% من إجمالي أصولها في شركة تصنيع معدات زراعية، و35% في شركة خرائط مقرها نيويورك، ولم يشترِ أي شيء تقريباً مما كان جزءًا من مؤشرات السوق الرئيسية مثل داو جونز أو ستاندرد آند بورز.
ـ لم يتأثر بالثروة:
تميز نجاح بافيت بمدى اختلافه عن الطريقة التي جمع بها الآخرون ثرواتهم، حيث أثر المال عليه بشكل ضئيل، إذ اشتهر بسكنه في نفس المنزل ذي الخمس غرف نوم في أوماها، والذي اشتراه عام 1958 مقابل 31500 دولار.
وعلى الرغم من تركيز محركات الثروة في البلاد على السواحل، حيث وادي السيليكون غربًا وول ستريت شرقًا، استقر بافيت في قلب نبراسكا، حيث قال إنه يتناول فطورًا بسيطًا كل يوم، لكن بعد إلحاح، تبنّى فكرة السفر بالطائرات الخاصة، خاصة بعد أن اشترت شركة بيركشاير هاثاواي شركة الطائرات التجارية «نت جيتس».
ـ شركتان متعثرتان:
عندما كان بافيت في الأربعينيات من عمره، تمكن من تحويل شركة متعثرة لصناعة بطانات البدلات في الستينيات إلى واحدة من أقوى الشركات الاقتصادية في العالم، حيث بلغت قيمتها السوقية تريليون دولار، وهي أول شركة أمريكية غير تقنية تصل إلى هذه القيمة، ولكن بداياته مع الأسهم والمغامرات الاقتصادية كانت قبل ذلك بكثير.
لم يقتصر نجاح بافيت على الأسهم فقط، بل امتد إلى إدارة شركة بيركشاير، وهي شركة منسوجات متهالكة، عام 1965، حيث حقق بحلول نهاية العام الماضي عائدًا سنويًا متوسطًا بلغ 19.9%، مقارنةً بـ 10.4% لمؤشر ستاندرد آند بورز، مما يعني أنه تفوق على السوق بشكل غير مسبوق على مدار ستة عقود.
ـ 330 مليار دولار:
تعمل بيركشاير هاثاواي كشركة قابضة عامة، وتعتبر مستودعاً لكل ما يستحق التملك، من أسهم عامة وسندات خزانة وشركات خاصة، وفي وقت ما، كانت من أكبر مالكي الفضة في العالم، أما الآن، فهي تمتلك أكثر من 330 مليار دولار نقدًا.
خلال مسيرته المهنية، اكتسب بافيت سمعته بفضل استثماراته المدروسة وطويلة الأجل في مجموعة متنوعة من الشركات، معظمها أمريكية، مشيداً بفضائل اتخاذ القرارات الصبورة والرصد الجيد، حيث امتلكت بيركشاير حصصًا ضخمة في شركات استهلاكية رائدة، بالإضافة إلى حصص في شركات التأمين والسكك الحديدية.
يأتي رحيل بافيت بعد عامين من وفاة شريكه التجاري القديم ونائب رئيس شركة بيركشاير تشارلي مونجر، الذي توفي عام 2023 عن عمر ناهز 99 عامًا.
ـ نصيحة بيل غيتس:
على الرغم من أن بافيت لم يشترِ أول جهاز كمبيوتر له حتى عام 1994 بناءً على إلحاح صديقه المقرب بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، إلا أنه ظل متحفظاً في استثماراته في أسهم التكنولوجيا لفترة طويلة، ومع ذلك، انخرط فيها منذ ذلك الحين، حيث شكلت أسهم أبل أكثر من 20% من إجمالي استثمارات بيركشاير بحلول نهاية عام 2024، وفقًا لسجلات الشركة، وقد صرح بافيت مازحًا بأنه لا يمانع في امتلاك جميع أسهم أبل.
بصفته تلميذًا لخبير الاستثمار بنجامين غراهام، كان بافيت من أنصار الاستثمار القائم على القيمة، حيث كان يبحث عن شركات تجاهلها المستثمرون الآخرون، واستمر محافظاً على هذه القاعدة حتى أصبح مليونيراً عام 1962 بناءً على قيمة حصته في الشركة، وبحلول عام 1985، قدرت مجلة فوربس صافي ثروته بمليار دولار.
ـ مع تنامي سجل بيركشاير في اختيار الشركات الرابحة، زادت النظرة إلى قراراتها الاستثمارية على أنها دليل على الثقة، وغالباً ما تبعها المزيد من المستثمرين، مما أدى إلى انتعاش ثروات الشركات، وكان ذلك بالغ الأهمية خلال الأزمة المالية عام 2008، عندما انهارت أسواق الأسهم وتعثر الاقتصاد، حيث قدمت بيركشاير عرضاً علنياً باستثمار 5 مليارات دولار في جولدمان ساكس لدعم شركة الاستثمار المتعثرة.
ـ ضرائب سكرتيرته:
ـ دعا بافيت إلى تعديلات على النظام الضريبي الأمريكي ليدفع الأثرياء أكثر، وخلال إدارة باراك أوباما، أيد البيت الأبيض ما أُطلق عليه «قاعدة بافيت»، التي أكدت أن الأسر الغنية لا ينبغي أن تدفع ضرائب أقل من دخلها مقارنةً بأسر الطبقة المتوسطة، حيث أشار بافيت إلى أنه يدفع ضرائب أقل من سكرتيرته لأن معظم أمواله تأتي من الاستثمارات وليس من الراتب.
ـ مؤخراً، انتقد بافيت التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، ودافع عن التجارة العالمية، مؤكداً أن الولايات المتحدة سوف تزدهر من خلال مواصلة التجارة مع الشركاء الدوليين بحرية، حيث حذر من أن الحرب التجارية تهدد بعزل الولايات المتحدة عن بقية العالم.
اقرأ كمان: تصعيد قصف على أهداف في صنعاء ومناطق أخرى
ـ أشهر أقواله:
ـ لم يبخل بافيت على الملايين بنصائحه الاستثمارية التي قادته إلى النجاح، ومن بين أبرز أقواله: «القاعدة الأولى يجب ألا تخسر المال، والقاعدة الثانية تتمثل في عدم نسيان الأولى»، وكذلك قوله: «استثمر فقط في ما تفهمه»، أما مقولته الأشهر فقد كانت: «الأفضل أن تشتري شركة رائعة بسعر جيد بدلاً من شركة جيدة بسعر رائع».
مواضيع مشابهة: احتجاجاً على الحرب في غزة.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين
قد يهمك أيضاً :-
- مباراة فاركو ضد الأهرام في الدوري المصري الممتاز 2024-2025: القنوات الناقلة والموعد والتشكيلات المتوقعة
- مباراة فاركو ضد بيراميدز اليوم في الدوري المصري 2025.. مفاجآت مثيرة لجماهير الأهرام
- ياسر ريان يشيد بقدرة عماد النحاس على توحيد الفريق وكسب ثقة كبار الأهلي
- اكتشف القنوات الناقلة لمباراة فاركو والأهرام اليوم في دوري نايل
- محمد صلاح يتصدر سباق الحذاء الذهبي الأوروبي 2025 ويحقق إنجازات مذهلة
تعليقات