أيادي الإمارات تمد الخير إلى السودان من أجل الوفاء بالالتزامات ودعم الشقيق

أيادي الإمارات تمد الخير إلى السودان من أجل الوفاء بالالتزامات ودعم الشقيق

تُعتبر الإمارات العربية المتحدة رمزًا للجود والعطاء، حيث تمتد يدها دائمًا للمحتاجين، سواء كانوا نازحين أو لاجئين، وتلبي النداء في الأزمات، سواء كانت طبيعية أو صحية، وهذا التوجه يعكس مبدأً راسخًا في السياسة الإماراتية، التي لا تفرق بين الأفراد بناءً على الدين أو العرق أو التوجهات السياسية، إذ يُعتبر الجانب الإنساني هو الأولوية القصوى، وهو ما يتجلى في الوثائق الرسمية والممارسات اليومية.

من بين الوثائق الحديثة التي تعكس هذا النهج، جاءت مبادئ الخمسين التي أُصدرت في سبتمبر 2021، حيث أكد البند التاسع على هذه الثوابت، مشددًا على أن “الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات”، مما يبرز التزام الإمارات الثابت بالمساعدات الإنسانية.

عطاء ممتد

إن الحديث عن المساعدات الإنسانية الإماراتية للسودان ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لجهود مستمرة، خاصة في ظل الأزمات المتكررة التي شهدتها البلاد، حيث اعتبر رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي أن المساعدات التي تم تقديمها تعكس عمق العلاقات الأخوية بين الإمارات والسودان، مؤكدًا على أهمية تخفيف المعاناة عن الأسر المتضررة، وفي ظل الفيضانات التي ضربت السودان، استفاد حوالي 140 ألف شخص من المساعدات التي تضمنت 120 طناً من مواد الإيواء و28 ألف طرد من الإغاثة، بالإضافة إلى 10 آلاف خيمة.

ومن جهة أخرى، فإن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية قدمت مساعداتها لأكثر من 5 ملايين سوداني منذ تأسيسها في عام 2007، حيث أرسلت المؤسسة و هيئة الهلال الأحمر طائرة محملة بالإمدادات الغذائية للاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد، تجسيدًا لحرص الإمارات على المشاركة الفعالة في جهود الإغاثة الدولية.

بعد أيام من اندلاع النزاع في السودان، اتخذت الإمارات خطوات ملموسة لتخفيف الوضع الإنساني، حيث أعلنت عن تقديم معونات إنسانية عاجلة بقيمة 50 مليون دولار، واستمرت المساعدات الإماراتية، حيث قدمت 130 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية و9500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر 148 رحلة إغاثية، فضلاً عن سفينة تحمل 1000 طن من المستلزمات العاجلة.

وفي إطار حرص الإمارات على دعم الفئات الضعيفة، تم توقيع اتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتقديم 6 ملايين دولار لدعم عمليات المنظمة في السودان، مما يؤكد التزام الإمارات برعاية الأطفال والنساء خاصة في أوقات الأزمات.

يد ممدودة رغم الادعاءات

رغم هذا العطاء المستمر، ظهرت بعض الادعاءات حول جهود الهلال الأحمر الإماراتي في تشاد، خاصة فيما يتعلق بالمستشفى الميداني في أمد جراس، حيث نفى الهلال الأحمر هذه الادعاءات، موضحًا أن المستشفى تم إنشاؤه بعد شهرين من النزاع، وأنه يعالج السودانيين والتشاديين على حد سواء، مشددًا على أن هذه المزاعم تعرض سلامة العاملين في المجال الإنساني للخطر.

ستبقى الإمارات تمد يد العون للشعب السوداني، مع التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية تؤدي إلى حكم مدني، مما يساعد الشعب السوداني على استئناف مسيرته نحو التنمية.

إغاثة مستمرة للاجئين السودانيين في تشاد

لم يقتصر الدعم الإماراتي على الداخل السوداني، بل شمل أيضًا اللاجئين في الدول المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان، حيث تم إرسال طائرة محملة بـ100 طن للاجئين في جنوب السودان، عبر برنامج الأغذية العالمي، وفي غضون 16 شهرًا من النزاع، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية فعلية بقيمة نحو 200 مليون دولار، بالإضافة إلى 30 مليون دولار كانت في طريقها للوصول، كما تم علاج أكثر من 45 ألف مريض في مستشفيين ميدانيين في تشاد، حيث تم تسيير 159 طائرة تحمل أكثر من 10 آلاف طن من المستلزمات الطبية والغذائية.

تواصل المساعدات الإماراتية زخمها، ليصل إجمالي الدعم إلى 600 مليون دولار للسودان والدول المجاورة، مع تأكيد الإمارات على توزيع المساعدات بشكل حيادي ودون تمييز، مما يعكس التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناتهم.

تقدير أممي للدعم الإماراتي المنقذ للحياة

تسعى الإمارات، بجانب جهود هيئاتها الإنسانية، إلى التعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بالإغاثة، وهو ما يقدره المجتمع الدولي، حيث أشار مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى دعم الإمارات السخي الذي بلغ 70 مليون دولار، مما يعزز الجهود الإنسانية في السودان، ويعكس أهمية التعاون العالمي في إحداث تغيير ملموس في حياة الفئات الأكثر ضعفًا، ويأتي هذا الدعم في وقت تعاني فيه العديد من الدول من عدم الوفاء بالتزاماتها، مما يؤثر سلبًا على الأنشطة الإغاثية.

قد يهمك أيضاً :-