ميرتس يحصل على منصب المستشار في ألمانيا ويتحدى صعوبات الائتلاف السياسي

ميرتس يحصل على منصب المستشار في ألمانيا ويتحدى صعوبات الائتلاف السياسي

عانى زعيم المحافظين، فريدريش ميرتس، في سعيه ليصبح مستشاراً لألمانيا، حيث اضطر لخوض جولة تصويت ثانية قبل انتخابه، مما يعكس التحديات الكبيرة التي سيواجهها في مرحلة مفصلية من تاريخ بلاده، وقد رحبت كل من باريس وواشنطن بالمستشار الجديد، بينما دعا حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى إجراء انتخابات جديدة.
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ ألمانيا، أُجريت جولة تصويت ثانية في البرلمان الألماني، ليتم انتخاب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي بصعوبة لمنصب المستشار، وبعد ذلك قام رئيس البلاد، فرانك-فالتر شتاينماير، بتعيينه رسمياً في المنصب.
ميرتس، البالغ من العمر 69 عاماً، الذي واجه صعوبة في الفوز بالانتخابات المبكرة في فبراير، حصل على 325 صوتاً من أصل 630 خلال الجولة الثانية، بعد أن أخفق في الدورة الأولى، مما أثار دهشة الجميع.
اختيار ميرتس لهذا المنصب من خلال تصويت سري كان يعتبر إجراءً شكلياً، بعد أن أبرم اتفاقاً لتشكيل ائتلاف مع الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة المستشار السابق، أولاف شولتس، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على العدد المطلوب من الأصوات.
هذا الفشل يعكس ضعف الائتلاف الذي يعتزم ميرتس المشاركة في الحكم معه لمدة أربع سنوات، ولم يسبق لأي مرشح في تاريخ ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية أن واجه مصيراً مماثلاً.
في إطار سعيه للفوز بمنصب المستشار العاشر في ألمانيا الحديثة، تعهد ميرتس بإنعاش الاقتصاد المتعثر، والحد من الهجرة غير النظامية، وتعزيز دور برلين في أوروبا.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يستقبل اليوم الأربعاء المستشار الألماني الجديد في باريس، بهدف جعل المحرك الألماني-الفرنسي “أقوى من أي وقت مضى”، بينما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن استعدادها للعمل مع ميرتس لبناء “أوروبا أقوى”، وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن “حسك القيادي سيكون حيوياً” في تعزيز الدفاع وقدرة الردع لضمان أمن شعوبنا.
رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، أكدت أن التعاون بين البلدين “أساسي” لإنعاش القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، يبدأ المستشار الجديد ولايته في موقع ضعف، فهو يفتقر إلى الشعبية بين المواطنين، ويواجه معارضة من داخل حزبه بسبب تراجعه عن وعده خلال الحملة بتخفيف القواعد الوطنية المتعلقة بنفقات الميزانية.
برر ميرتس هذا التراجع بحاجات التمويل الواسعة لبرنامج إعادة تسليح البلاد في مواجهة التهديد الروسي، وعودة الولايات المتحدة عن انخراطها العسكري في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى ضرورة تحديث البلاد.
لم يكن المستشار الجديد يتوقع هذه الإهانة البرلمانية، كما يتضح من تعابير وجهه بعد الجولة الأولى، وفي خضم الفوضى، سارع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى المطالبة بإجراء انتخابات جديدة.
آليس فيديل، التي يتجاوز حزبها المحافظين في بعض استطلاعات الرأي بعد حصوله على 20% في الانتخابات الأخيرة، أعلنت “نحن جاهزون لتولي المسؤولية الحكومية”، بينما قال برند باومان، المسؤول في الحزب، “لقد فشلتم وما حدث في المجلس غير مسبوق”، وتأتي هذه الاضطرابات في وقت تجد فيه ألمانيا نفسها أمام معطيات جيوسياسية متغيرة، مما يفرض عليها الخروج عن الوصاية العسكرية الأمريكية وتطوير نموذجها الاقتصادي.
ميرتس، الذي يدعم تقديم دعم كامل لأوكرانيا، وعد بزعامة جديدة في أوروبا، تمر عبر تعزيز العلاقات مع باريس ووارسو، كما يسعى إلى تحديث البنى التحتية الرئيسية، مثل الطرق والمدارس، التي تعاني من نقص التمويل منذ سنوات، وعلى الصعيد الداخلي، ينوي ميرتس تحجيم حزب البديل من أجل ألمانيا من خلال التشدد في موضوع الهجرة.
(وكالات).

قد يهمك أيضاً :-