رعب باكستان والهند في أخطر مواجهة عسكرية نووية منذ عشرين عامًا

رعب باكستان والهند في أخطر مواجهة عسكرية نووية منذ عشرين عامًا

مظفر آباد – أ ف
عاش سكان باكستان والهند لحظات من الرعب، حيث شهد البلدان تبادلًا للقصف العنيف يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا في الجانب الباكستاني و12 في الجانب الهندي، في واحدة من أخطر المواجهات العسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقدين من الزمن
التوتر بين البلدين، الذي تصاعد منذ الهجوم الذي وقع في 22 إبريل/نيسان والذي أودى بحياة 26 شخصًا في كشمير الهندية، تحول إلى مواجهة عسكرية ليل الثلاثاء والأربعاء، بينما سارعت بكين ولندن إلى عرض وساطتهما لنزع فتيل الأزمة، ودعت الأمم المتحدة وموسكو وواشنطن وباريس والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس
تبادل الجيشان القصف المدفعي على طول الحدود المتنازع عليها في كشمير، بعد أن شنت الهند ضربات على أراضٍ باكستانية، ردًا على اعتداء باهالغام
وزير الدفاع الهندي رجنات سينغ أكد أن الضربات استهدفت “معسكرات إرهابية” تم تحديدها بعناية، وأضافت الناطقة باسم الجيش الهندي اللفتنانت كولونيل فيوميكا سينغ أن الضربات “استهدفت تسعة معسكرات إرهابية ودمرتها”، موضحة أن الأهداف “اختيرت لتجنب أي أضرار للمنشآت المدنية ووقوع خسائر بشرية”
الهند أكدت أنها دمرت مواقع مرتبطة بالجماعة المتطرفة التي تُحمّلها مسؤولية الهجوم في باهالغام، والذي لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه، بينما تتهم الهند باكستان بالضلوع في الهجوم، لكن إسلام آباد نفت أي دور لها في ذلك
الصواريخ الهندية التي أصابت ست مدن في كشمير والبنجاب في باكستان أسفرت عن مقتل 26 مدنيًا على الأقل وإصابة 46 آخرين، بحسب الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شودري، كما تسببت هذه الضربات في أضرار بسد نيلوم-جيلوم لتوليد الطاقة في باكستان، حسبما ذكر شودري
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قال خلال جلسة برلمانية: “ظنّ أعداؤنا أنهم يستطيعون مهاجمتنا تحت جنح الظلام، لكنهم منيوا بالفشل”
وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف اتهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشن الضربات لتعزيز شعبيته، مشيرًا إلى أن إسلام آباد “لن تتأخر في تصفية الحسابات”، وأكدت وزارة الدفاع الباكستانية أنها أسقطت “خمس طائرات معادية” في المجال الجوي الهندي دون مزيد من التفاصيل
وفي صباح اليوم، أفاد مصدر أمني هندي بتحطم ثلاث طائرات مقاتلة لسلاح الجيش الهندي لأسباب لم تُوضح على الفور

مراسم تشييع

الهند أكدت من جانبها سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلاً و38 جريحًا في بلدة بونش في كشمير الهندية جراء القصف، واندلعت المعارك خلال الليل واستمرت صباحًا حول البلدة التي استُهدفت بوابل من القذائف
وكالة “برس تراست أوف إنديا” نقلت عن أحد سكان بونش قوله: “استيقظنا على القصف، سمعت انفجارات، وخشيت انهيار السقف علينا”
وفي وقت سابق من الليل، هزت انفجارات عنيفة أيضًا محيط مدينة سريناغار الرئيسية في الشطر الهندي من كشمير
وفي الشطر الباكستاني، روى محمد سلمان الذي يعيش قرب مسجد طالته الصواريخ الهندية في مظفر آباد: “حالة الذعر منتشرة في كل مكان”، مضيفًا “سمعنا دوياً فظيعاً في الليل”، بينما قال طارق مير الذي أصيب في رجله بشظايا قذيفة: “نذهب إلى مناطق أكثر أمناً اليوم، وأصبحنا بلا مأوى”
بدأت مراسم تشييع الضحايا، وفي موقع إحدى الضربات، كان مراقبون عسكريون موفدون من الأمم المتحدة في المنطقة يعاينون الأضرار
بعد اجتماع طارئ، دعت لجنة الأمن القومي الباكستانية، التي لا تجتمع سوى في حالات الطوارئ، في إسلام آباد “المجتمع الدولي إلى إدراك خطورة أفعال الهند غير القانونية وغير المبررة، ومحاسبتها على انتهاكاتها الصارخة للأعراف والقوانين الدولية”، واعتبرت وزارة الخارجية التركية أن “الهجوم الذي شنته الهند الليلة الماضية يؤجّج خطر اندلاع حرب شاملة”
أما وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، فقد كثّف الاتصالات الهاتفية مع اليابان وفرنسا وألمانيا وإسبانيا لتبرير الضربات

«دوي انفجار قوي»

الاستخبارات الهندية تفيد بأن أحد المواقع التي استهدفها الجيش الهندي خلال الليل، وهو مسجد سبهان في باهاوالبور في بنجاب الباكستانية، يرتبط بجماعات قريبة من حركة “عسكر طيبة” المتطرفة
الهند تتهم هذه الجماعة، التي يُشتبه بأنها تقف وراء الهجمات التي أودت بحياة 166 شخصًا في بومباي في 2008، بشن الهجوم في 22 إبريل/نيسان
في البنجاب الباكستانية، روى محمد خورام أحد سكان مدينة موريدك التي طالها القصف أيضًا، أنه سمع “دوي انفجار قوي غريب جدًا”، مضيفًا “شعرت بخوف كبير، كما لو أن زلزالًا ضرب، ثم أتى صاروخ تلاه آخر بعد دقيقة، ثم ثلاثة أو أربعة صواريخ في الدقائق الثلاث أو الأربع التالية”
مارة في شوارع نيودلهي رحبوا بالرد الهندي، حيث قال راجاكومار إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي “انتقم لقتلى” هجوم 22 إبريل/نيسان
تظاهر نحو 200 باكستاني يوم الأربعاء في مدينة حيدر آباد الجنوبية، وقال محمد مدسر أحد سكان مدينة كراتشي الباكستانية: “يجب علينا الرد، نحن فخورون بجيشنا الذي رد خلال الليل، طالما أن الهند تتصرف على هذا النحو سنستمر في القتال”
المحلل برافين دونتي من “مجموعة الأزمات الدولية” رأى أن “مستوى التصعيد تجاوز الأزمة الأخيرة في 2019، مع تداعيات رهيبة محتملة”

حرب المياه

نيودلهي كانت قد ضربت الأراضي الباكستانية في تلك السنة، بعد هجوم قاتل على موكب عسكري هندي في كشمير
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي توجه إلى نيودلهي يوم الأربعاء بعد زيارته لإسلام آباد في وقت سابق من مايو/أيار الحالي
مساء الثلاثاء، أعلن مودي أنه يريد تحويل مياه الأنهار التي تنبع في الهند وتعبر في باكستان، وهو تهديد يصعب تنفيذه على المدى القصير، بحسب خبراء
وغداة هجوم باهالغام، علقت الهند مشاركتها في اتفاقية لتقاسم المياه التي وُقعت بين البلدين في 1960، والثلاثاء، اتهمت باكستان الهند بتعديل منسوب نهر شيناب الذي يعبرها آتياً من الهند.

قد يهمك أيضاً :-