ارتفاع حرارة المحيطات يكشف أسرار عالمنا الغامض في دراسة جديدة

ارتفاع حرارة المحيطات يكشف أسرار عالمنا الغامض في دراسة جديدة

تمتص المحيطات حوالي 30% من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي، مما يجعلها تُعتبر بمثابة بالوعة كربونية، ويعقد العلماء آمالًا كبيرة عليها لتخفيف آثار التغيرات المناخية، ولكنها في الوقت نفسه تتأثر بالاحتباس الحراري، وقد كشفت العديد من الدراسات عن هذه العلاقة المعقدة.

يسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات اضطرابات عديدة في النظم البيئية البحرية، وكذلك في فيزياء المحيطات نفسها، ويتجلى ذلك في تغيرات في درجات حرارة وحمضية المحيطات، بالإضافة إلى التغيرات في مستويات الملوحة، كما أن زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، تؤثر على أنماط العواصف المطرية، ولها دور بارز في حدوث الظواهر الطقسية المتطرفة.

احترار متزايد

لأن المحيطات عالم شاسع، لا نعرف سوى جزء بسيط منه، أو هكذا يزعم العلماء، وما زالوا في بحث مستمر في أعماقها وظلماتها؛ لكشف المزيد عن هذا العالم الغامض، ويسعى الكثيرون لدراسة مدى تأثر المحيطات بالتغيرات المناخية والاحترار العالمي الذي يعاني منه كوكبنا اليوم.

في هذا الإطار، قامت مجموعة بحثية بدراسة مدى تأثر المحيطات بارتفاع درجات الحرارة، ووجدوا أن حرارة المحيطات ترتفع في نطاقين يمتدان حول العالم بوتيرة أسرع، أحدهما في نصف الكرة الجنوبي والآخر في نصف الكرة الشمالي، وقد نشر الباحثون نتائجهم في 23 أبريل/نيسان 2025.

معالجة

عالج الباحثون بيانات ضخمة تتعلق بالغلاف الجوي والمحيطات، لتقييم شرائط من المحيطات حتى عمق 2000 متر خلال الفترة ما بين عامي 2000 إلى 2023، وقارنوا التغيرات في محتوى الحرارة مع خط الأساس للفترة ما بين عامي 2000 إلى 2004.

وأظهر الباحثون أن نطاقات الحرارة قد تطورت منذ عام 2005 بالتزامن مع التحولات القطبية في التيار النفاث، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تهب من الغرب إلى الشرق.

حدد الباحثون نطاقين ترتفع فيهما درجات الحرارة بأسرع وتيرة في العالم، الأول يقع بين 40 إلى 45 درجة جنوبًا، ويتجلى هذا حول تسمانيا ومياه المحيط الأطلسي شرق الأرجنتين ونيوزيلندا، أما النطاق الثاني، فيقع حول خط عرض 40 درجة شمالًا، ويظهر تأثيره الأكبر في المياه الواقعة شرق الولايات المتحدة في شمال المحيط الأطلسي وشرق اليابان في شمال المحيط الهادئ.

كما لاحظ الباحثون غياب الاحترار في المناطق شبه الاستوائية بالقرب من خط عرض 20 درجة في نصفي الكرة الأرضية، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الظاهرة.

قد يهمك أيضاً :-