ترامب يعلن عن اتفاق الهند وباكستان على وقف شامل وفوري لإطلاق النار

مقال له علاقة: حساب المواطن يعلن عن تأجيل صرف دفعة مايو 2025.. تعرف على التفاصيل الهامة!

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل شامل وفوري، وذلك بعد جهود الوساطة الأمريكية، مما أنهى أعمالاً قتالية استمرت لعدة أيام، حيث تبادل الجانبان الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والقصف المدفعي، في أزمة تُعتبر الأشد منذ عقود.

ترامب يشكر الهند وباكستان

ونقلت وسائل الإعلام عن ترامب قوله: «يسعدني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق النار الكامل وبشكل فوري»، وأضاف: «أشكر الهند وباكستان على الحس السليم والذكاء بعد اختيارهما إنهاء الأزمة»، وجاء هذا الإعلان الأمريكي بعد تبادل باكستان والهند للضربات والهجمات على المنشآت العسكرية لكل منهما يوم السبت، مما دفع الولايات المتحدة لدعوة الجانبين لبدء محادثات لنزع فتيل الصراع المتصاعد، وقد زادت المخاوف من احتمال استخدام الأسلحة النووية عندما أعلن الجيش الباكستاني عن اجتماع لهيئة عسكرية ومدنية عليا تشرف على الأسلحة النووية، لكن وزير الدفاع نفى لاحقاً وجود أي نية لعقد هذا الاجتماع.

وكان الجيش الباكستاني قد أعلن يوم السبت عن تنفيذ عملية عسكرية تستهدف عدة قواعد جوية شمال الهند، بما في ذلك موقع لتخزين الصواريخ، وجاء هذا الهجوم بعد فترة قصيرة من إعلان إسلام أباد أن الهند أطلقت صواريخ على ثلاثة قواعد جوية، من بينها واحدة قريبة من إسلام آباد، لكن الدفاعات الجوية الباكستانية تمكنت من اعتراضها.

وقال الجيش الباكستاني في رسالة للصحفيين: «دمرنا موقع براهموس لتخزين الصواريخ في منطقة بياس»، مضيفاً أنه قصف مطار بات هانكوت في ولاية البنجاب الغربية، وقاعدة أدهامبور التابعة للقوات الجوية في الشطر الهندي من كشمير.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الباكستاني جنرال أحمد تشودري في بيان: «أطلقت الهند من خلال طائراتها صواريخ جو-سطح… قاعدة نور خان وقاعدة مريد وقاعدة شوركوت أصبحت أهدافاً»، وتقع إحدى القواعد الجوية في مدينة روالبندي، التي تقع خارج إسلام أباد، والاثنتان الأخريان في إقليم البنجاب بشرقي باكستان، المجاور للهند.

– «البنيان المرصوص»

وأضاف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أن عدداً من الصواريخ نجح في تجاوز الدفاعات الجوية، وأن تلك الصواريخ لم تصب أي «أصول جوية»، وأشار وزير الإعلام الباكستاني في منشور على موقع «إكس»، إلى أن العملية العسكرية تحمل اسم «البنيان المرصوص»، وأوضح وزير التخطيط الباكستاني أنه تم اتخاذ «إجراءات خاصة» لتجنب الأهداف المدنية، مؤكداً أنهم يستهدفون المواقع التي استخدمت لاستهداف باكستان.

شوف كمان: غارات إسرائيلية على غزة تودي بحياة 11 فلسطينياً في يوم مأساوي

وأفاد الجيش الباكستاني أن رئيس الوزراء دعا لاجتماع لهيئة الدفاع الوطني، وهي أعلى كيان يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين، ويشرف على اتخاذ القرارات بشأن الترسانة النووية للبلاد، وقد سُمع دوي انفجارات في سريناجار وجامو في الهند، حيث دوت صفارات الإنذار، كما سُمع دوي انفجارات في مدينتي لاهور وبيشار الباكستانيتين، مع تصاعد خطر اشتداد القتال.

– الهند: باكستان تشن هجمات وتنشر قواتها

من جهته، أكد الجيش الهندي يوم السبت، أن باكستان شنت هجمات جديدة على طول الحدود وزادت من نشر قواتها، حيث قال الجيش الهندي في بيان: «يستمر التصعيد الباكستاني السافر بضربات بواسطة طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول حدودنا الغربية»، وأفاد بأنه «تم رصد العديد من المسيّرات التابعة للعدو تحلق فوق معسكر في أمريتسار في البنجاب، الإقليم المحاذي لكشمير»، حيث «تعاملت معها وحدات دفاعاتنا الجوية ودمّرتها فوراً»، كما أكدت المتحدثة العسكرية، أن الهند لاحظت تحريك الجيش الباكستاني لقواته إلى مناطق متقدمة، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الوضع بشكل أكبر، وأضافت: «لا تزال القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية»، وتابعت: «تؤكد القوات المسلحة الهندية التزامها بعدم التصعيد، شريطة أن يقابل ذلك رد فعل مماثل من الجيش الباكستاني»، وأكد البيان أن الجيش الهندي ألحق أضراراً بالجيش الباكستاني، رداً على استخدامه نيران المدفعية، وبعد محاولة باكستانية للتوغل جواً في 26 موقعاً هندياً، وأوضحت الهند أن الضربات التي نفذتها، كانت رداً على هجوم دموي في الشطر الهندي من إقليم كشمير الشهر الماضي، بينما نفت باكستان اتهامات الهند بضلوعها في الهجوم على السياح، ومنذ الأربعاء الماضي، يتبادل البلدان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، كما أطلقا طائرات مسيرة وصواريخ في المجال الجوي لكل منهما، وقد دار معظم القتال يوم الجمعة في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير والولايات الهندية المجاورة، وأعلنت الهند أنها أسقطت طائرات باكستانية مسيرة.

وحثت مجموعة دول السبع يوم الجمعة، البلدين على الالتزام بضبط النفس، ودعت الطرفين إلى الانخراط في حوار مباشر، حيث قالت جين ماريوت، المفوضة السامية البريطانية لدى باكستان في منشور على موقع «إكس»، إنهم يراقبون التطورات عن كثب.

– وساطة أمريكية

من جهته، عرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم السبت، الوساطة لتهدئة الأوضاع بين البلدين، داعياً الهند وباكستان إلى استئناف الاتصالات المباشرة «تجنباً لأي سوء تقدير» في النزاع المتصاعد بين الطرفين، وشدد روبيو في اتصالين منفصلين مع وزيري خارجية البلدين الخصمين على «ضرورة تحديد الطرفين سبل خفض التصعيد واستئناف الاتصالات المباشرة تجبناً لأي سوء تقدير»، وأفاد مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية، أن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في باكستان منعت تحركات موظفيها، وأوضحت وزارة الخارجية أنها ستعيد تقييم الوضع هذا المساء، مضيفة أن الجيش الباكستاني نصح سكان البلاد يوم السبت بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر، كما حضّت الصين يوم السبت الهند وباكستان على تجنّب أي تصعيد في القتال، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في بكين، وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: «نحضّ بقوة الهند وباكستان على إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار والمحافظة على الهدوء، وضبط النفس، والعودة إلى مسار التسوية السياسية بالطرق السلمية، وتجنّب القيام بأي تحرّكات تؤدي إلى تصعيد التوتر أكثر».