تسوية شاملة للتوترات بين الهند وباكستان مع محادثات في أرض محايدة

تسوية شاملة للتوترات بين الهند وباكستان مع محادثات في أرض محايدة

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن موافقة الهند وباكستان على وقف «فوري» لإطلاق النار، في خطوة بارزة أنهت أيامًا من التصعيد العسكري الخطير بين الدولتين النوويتين، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو البلدين إلى استئناف الاتصالات المباشرة «تجنبًا لأي سوء تقدير»، وذكرت مصادر أمريكية أن هناك اتفاقًا بين الجانبين لإجراء محادثات في أرض محايدة
جاء هذا الاتفاق في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لاحتواء الصراع قبل أن يتفاقم إلى حرب شاملة، خاصة بعد أن شهدت الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار تصعيدًا ملحوظًا، حيث تبادل الطرفان القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن سقوط ضحايا من الجانبين، رغم أن مصدرًا حكوميًا هنديًا اتهم القوات الباكستانية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه
قبل ذلك، أعلن ترامب عن وقف «فوري» لإطلاق النار بعد أيام من تبادل الهجمات الدموية بين القوتين النوويتين، حيث قال في منشور عبر منصته تروث سوشيال «بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أُعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري»، مشيدًا بالبلدين «للجوئهما إلى المنطق السليم والذكاء العظيم»
وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار عبر «إكس» أن إسلام آباد ونيودلهي وافقتا على «وقف إطلاق نار بمفعول فوري»، بينما أفاد مصدر حكومي هندي بأن وقف النار تم عبر «تفاوض مباشر» بين الطرفين
كانت القوتان النوويتان تتبادلان القصف منذ الأربعاء، عندما نفّذت الهند ضربات جوية على مواقع داخل باكستان على خلفية هجوم دموي استهدف سياحًا في الشطر الذي تديره الهند من إقليم كشمير أواخر نيسان/إبريل
وشنّت باكستان هجمات مضادة على الهند بعد تعرّض ثلاث من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، مما أثار المزيد من المخاوف من تحول النزاع بين القوتين إلى حرب شاملة
وأفاد الضابط الكبير في سلاح الجو الهندي، فيوميكا سينغ، في إيجاز صحفي أمس السبت بوقوع «عدة هجمات بصواريخ فائقة السرعة» على قواعد جوية ألحقت «أضرارًا محدودة» بالمعدات كما قال
واتهمت الهند جارتها باكستان باستهداف ثلاث من قواعدها الجوية بقصف صاروخي، إحداها في روالبندي على بعد 10 كيلومترات من إسلام آباد، وسُمع صوت الهجوم على روالبندي ليلاً من العاصمة
تُستخدم القاعدة لاستقبال كبار المسؤولين الأجانب، وتعتبر المواجهات التي استخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، هي الأسوأ منذ عقود، حيث أودت بحياة أكثر من 60 مدنيًا
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنّ الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثّفة أجراها هو ونائب الرئيس جاي دي فانس مع رئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني شهباز شريف ومسؤولين كبار آخرين
وذكر عبر «إكس» «يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار، وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد»
غير أنّ مصدرًا في الحكومة الهندية أفاد بأن الدولتين لا تعتزمان حالياً البحث في أي من المواضيع الخلافية بينهما باستثناء وقف إطلاق النار، بينما حضّ روبيو في سلسلة اتصالات كبار المسؤولين في البلدين على استئناف الاتصالات «تجنبًا لأي سوء تقدير»
بينما وصل التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة بين البلدين في الأيام الماضية، دعا قادة العالم، بمن فيهم الصين وبلدان مجموعة السبع، إلى ضبط النفس
قبل إعلان وقف إطلاق النار، كانت المعارك تثير حركة نزوح كبيرة، حيث سارع عدد كبير من الأشخاص في جامو، ثاني كبرى مدن الشطر الهندي من كشمير، للمغادرة على متن قطار خاص أرسل لإجلائهم
قال الجيش الهندي، أمس الأول الجمعة، إنه «تصدى» لسلسلة هجمات باكستانية خلال الليل، وواجهها ب«رد مناسب»، بينما نفى المتحدث باسم الجيش الباكستاني تنفيذ إسلام آباد مثل هذه الهجمات
في المقابل، قال الجيش الباكستاني أمس السبت إن القوات الهندية قصفت أراضيه في أمريتسار من دون تقديم أدلة على ذلك.

قد يهمك أيضاً :-