رئيس وزراء الهند يتحدث في أول خطاب متلفز بعد الهدنة مع باكستان

رئيس وزراء الهند يتحدث في أول خطاب متلفز بعد الهدنة مع باكستان

نيودلهي-أ ف ب
يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لإلقاء كلمة متلفزة لمواطنيه مساء الاثنين، وهي الأولى له منذ وقف إطلاق النار الذي أعقب المواجهة العسكرية مع باكستان، مما أزال خطر اندلاع حرب شاملة بين هذين الغريمين النوويين
وقد أعلن مكتب مودي أن كلمته ستبدأ في تمام الساعة الثامنة مساءً (14:30 ت غ)
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن الهدنة مساء السبت، للصحفيين في البيت الأبيض يوم الاثنين: «أوقفنا نزاعاً نووياً، أعتقد أنها كانت تقترب لتكون حرباً نووية مدمرة يُقتل فيها الملايين، لذا أشعر بفخر كبير لذلك»
وقد جاءت الهدنة بعد أربعة أيام من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية، أسفرت عن مقتل 60 شخصاً على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين
ومن المقرر أن يعقد قادة الجيشين الهندي والباكستاني اجتماعاً في وقت متأخر من مساء الاثنين
وستجري المكالمة الهاتفية بين قائدي العمليات العسكرية بعد أن أعلن الجيش الهندي أن الحدود مع باكستان شهدت «أول ليلة هادئة» منذ عدة أيام في كشمير وعلى طول الحدود الغربية مع باكستان
وبعد أن كان من المقرر إجراء المحادثة ظهراً، قال مسؤولون هنود إنه تم تأجيلها إلى المساء
وذكر عبد الباسط من كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، أن المحادثة ستركز على آليات وقف إطلاق النار ولن تتناول قرارات على مستوى السياسات، مضيفاً أن الهدف هو «تجنب أي حسابات خاطئة، لأن شرارة واحدة في الوقت الحالي قد تؤدي بسرعة إلى كارثة نووية»
وقد أثارت المواجهة الأخيرة، وهي الأعنف منذ الحرب التي خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة، وسادت شكوك في البداية إزاء الهدنة، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار بعد ساعات فقط من إعلان ترامب المفاجئ عن التوصل إلى الهدنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وأشار الجيش الهندي إلى أن «الليلة شهدت هدوءاً نسبياً في جميع أنحاء كشمير والمناطق الأخرى على الحدود الدولية»، مضيفاً في بيان: «لم تُسجل أي حوادث، لتكون بذلك أول ليلة هادئة منذ عدة أيام»
كما أعلنت السلطات عن إعادة فتح 32 مطاراً يوم الاثنين، بعد إغلاقها بسبب المواجهة الأخيرة

«نجاحات»

وعقد كبار المسؤولين العسكريين في الهند وباكستان مؤتمرات صحفية مساء الأحد، حيث أعلن كل جانب عن تفوقه، وأكد استعداده للرد في حال حدوث هجمات جديدة، وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري: «لقد وفينا بالوعد الذي قطعناه لشعبنا»، مؤكداً تحقيق «نجاح في ساحة المعركة»
وأضاف الضابط الكبير في سلاح الجو الباكستاني أحمد أورنغزيب للصحفيين: «أعدنا إرساء الردع ونجحنا في القضاء على التهديدات»، بينما أكد الضابط الهندي راجيف غاي: «لقد مارسنا حتى الآن ضبط النفس بشكل كبير، وكانت إجراءاتنا مركزة ومدروسة وغير تصعيدية»، وأكد أن «أي تهديد لسيادة وسلامة أراضينا وسلامة مواطنينا سيُواجَه بقوة حاسمة»

«أسوأ كابوس»

كانت هذه الليلة أيضاً الثانية التي توقف فيها إطلاق النار والقصف في بونش، وهي بلدة حدودية تقع في الجزء الذي تديره الهند من كشمير المقسمة
وقد كانت بونش من أكثر المناطق تضرراً في الهند، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، وفرّ معظم السكان الذين يُقدّر عددهم بنحو 60 ألفاً من منازلهم، ومع ذلك، بدأ الناس بالعودة تدريجياً يوم الأحد، رغم أن القلق لا يزال يعتري الكثيرين بشأن استمرار وقف إطلاق النار
عبد الرزاق، الذي فر مع أربعة أطفال واثنين من أقربائه على متن دراجتين ناريتين، قال بعد عودته إلى منزله: «عشنا أسوأ كابوس، رأينا أقاربنا يسقطون قتلى من حولنا، لذا لا يرغب أحد منا في الحرب»
وأكد المسؤول في المنطقة نافد الحسن بخاري أن آلاف المدارس ما زالت مغلقة في أنحاء كشمير الخاضعة لإدارة باكستان، حيث يُجري رفع الحطام الناجم عن الغارات وإطلاق النار
واندلع النزاع فجر الأربعاء، عندما شنت الهند هجمات صاروخية قالت إنها دمرت «معسكرات إرهابية» في الجزء الباكستاني من كشمير
جاء ذلك بعد هجوم شهدته كشمير الخاضعة لإدارة الهند في 22 نيسان/ إبريل، وأسفر عن مقتل 26 مدنياً
واتهمت الهند باكستان بدعم الهجوم، لكن إسلام أباد نفت تورطها، وردت على الفور على الضربات بنيران المدفعية الثقيلة، ثم أعلنت إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وهو أمر لم تعلق عليه نيودلهي

قد يهمك أيضاً :-