إسرائيل تعيد النظر في توسيع عملياتها العسكرية في غزة تحت ضغط أمريكي للعودة إلى المفاوضات

غزة – رويترز.

ممكن يعجبك: طريقة التسجيل في منحة 300 دينار تونسي عبر social.gov.tn بأهم شروط الاستفادة

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن هناك تراجعًا في احتمالية توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، وذلك بعد الضغوط التي مارستها واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات، عقب الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر من قبل حركة “حماس”.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الرهينة عيدان ألكسندر قد عاد إلى داخل إسرائيل يوم الاثنين، بعد أن أطلقت حركة “حماس” سراحه في وقت توقفت فيه الأعمال القتالية في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار أو الإفراج عن باقي الرهائن، بينما حذر المراقبون من تفاقم أزمة المجاعة في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم إيدان ألكسندر بعد أن قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسهيل نقله بشكل آمن إلى السلطات الإسرائيلية بعد احتجازه لمدة 19 شهرًا، ويعتبر عيدان هو آخر أمريكي محتجز لدى “حماس”.

شكراً ترامب

وكتب ألكسندر من داخل مروحية عسكرية: “شكراً للرئيس ترامب”

ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن احتمالية توسيع العملية العسكرية في غزة قد تراجعت بعد الضغوط الأمريكية للعودة إلى المفاوضات، وأوضح المسؤول: “الإفراج عن ألكسندر أحدث زخمًا، ونحاول استنفاد الخيارات خلال الأيام المقبلة”

وفي السياق ذاته، دعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة الإفراج عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، مشيرة في بيان لها إلى أن “الحصار يجب أن ينتهي، فالناس يموتون بينما الإمدادات جاهزة للتوزيع”.

توقف القتال في غزة عند الظهر بعد أن صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستوقف عملياتها للسماح بالمرور الآمن للرهينة.

بادرة حسن نية

وأعلنت حركة “حماس” في بيان أنها أفرجت عن ألكسندر كخطوة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يزور المنطقة يوم الثلاثاء.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي أن “حماس بصدد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه قد توفي، إنه خبر رائع!”.

وذكر نتنياهو أن إطلاق سراح ألكسندر جاء نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي في غزة، بالإضافة إلى الضغط السياسي الذي مارسه ترامب.

وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأنه تحدث مع ترامب اليوم، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن التزامه تجاه إسرائيل، في حين نفى نتنياهو أي نية لوقف إطلاق النار، وأكد أن خطط توسيع العملية العسكرية مستمرة.

وذكر شهود عيان في قطاع غزة أن حركة الطيران الحربي والطائرات المسيرة الإسرائيلية استؤنفت فوق غزة بعد تسليم ألكسندر.

يمكن أن تفتح عملية الإفراج عن الرهينة اليوم، والتي جاءت بعد محادثات رباعية بين حماس والولايات المتحدة ومصر وقطر، الطريق أمام إطلاق سراح باقي الرهائن المحتجزين في غزة، والذين يبلغ عددهم 58 بعد 19 شهرًا من الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكد نتنياهو أن خطط الحملة العسكرية الموسعة على غزة ستستمر.

وأفادت السلطات الصحية في غزة بأن قصفًا إسرائيليًا أسفر عن مقتل 15 شخصًا كانوا يحتمون في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا.

وكشف أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، مع تزايد احتمال حدوث مجاعة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

«أعيدوهم جميعاً»

من المقرر أن يقوم ترامب بزيارة دول الخليج في جولة لن تشمل إسرائيل، وأفاد مسؤولان إسرائيليان بأنه من المتوقع أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إسرائيل يوم الاثنين.

شوف كمان: غوتيريش يحذر من تلاشي حل الدولتين ويدعو لتجنب العودة إلى الوراء

وفي بيان، عبرت عائلة ألكسندر عن شكرها لترامب وويتكوف، معبرة عن أملها في أن يمهد هذا القرار الطريق لإطلاق سراح باقي الرهائن.

وأضافت: “نطالب الحكومة الإسرائيلية وفرق التفاوض: رجاء لا تتوقفوا”

ويعمل المسؤولون الأمريكيون على تهدئة المخاوف في إسرائيل من تزايد الفجوة بين إسرائيل وترامب، الذي أعلن الأسبوع الماضي انتهاء الحملة الأمريكية على جماعة الحوثي اليمنية، والتي تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

بعد هدنة أوقفت القتال في غزة لمدة شهرين، وأتاحت تبادل 38 رهينة مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، استأنفت إسرائيل عملياتها في القطاع في مارس/آذار الماضي، ومنذ ذلك الحين، وسعت سيطرتها على القطاع، وأخلت نحو ثلثه من أجل ما تصفه بأنه “منطقة أمنية”، كما تمنع دخول المساعدات إلى القطاع، مما ترك السكان البالغ عددهم مليوني نسمة يعانون من نقص متزايد في الغذاء.

عرضت واشنطن الأسبوع الماضي خططًا لمنظومة جديدة لإيصال المساعدات عبر شركات خاصة، دون أن تكون لإسرائيل علاقة بها.

منذ بدء الحرب الإسرائيلية في عام 2023، قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، ولحق الدمار بمساحات شاسعة من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.