الإمارات تلعب دورًا حيويًا في دعم مؤسسات الإغاثة الدولية بالسودان

الشارقة: «الخليج»

من نفس التصنيف: الرئيس الفلسطيني يدعو حماس لتسليم الأسرى الإسرائيليين ونزع سلاحها

تتجلى جهود الإمارات في دعم اللاجئين السودانيين من خلال مساندة فعالة للمؤسسات والبرامج الإنسانية الدولية، التي تعمل على تقديم العون في السودان، وتلك التي تهتم بشؤون اللاجئين، حيث تعكس هذه الجهود التزامًا أخلاقيًا واضحًا، يتم ترجمته إلى سياسات عملية وموارد مخصصة، مما يسهم في تقديم المساعدات لمن هم في أمس الحاجة لها، في ظل الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب.
منذ بداية الأزمة في السودان، أصبحت معالجة آثارها الإنسانية جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية الإماراتية، وهو ما يتضح من البيانات الرسمية المتكررة، بما في ذلك تصريحات المسؤولين الإماراتيين في المؤتمرات المتعلقة بالأزمة، خصوصًا تلك التي تركز على الجانب الإنساني.

على سبيل المثال، بمناسبة مرور عامين على النزاع في السودان، كان بند المساعدات من بين ثلاثة بنود رئيسية دعت الإمارات إلى اتخاذها بشكل عاجل، حيث نص البند الثاني، الذي يحمل عنوان «عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية»، على إدانة عرقلة وصول المساعدات والإمدادات الغذائية، وضرورة السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول بشكل آمن إلى المحتاجين في كافة أنحاء السودان، كما دعت الإمارات الأمم المتحدة إلى منع أي من الأطراف المتحاربة من استغلال المساعدات لأغراض عسكرية أو سياسية، مما يهدد حياة ملايين المدنيين.
يتضمن هذا البند عناصر حيوية تتماشى مع مبادئ القانون الدولي والإنساني، حيث تدين الإمارات استخدام المساعدات كسلاح، وتطالب الأطراف المتنازعة بتأمين وصولها إلى المحتاجين، مما يعني حماية قوافل المساعدات من النهب أو القصف أو التعطيل، فالسرعة في تقديم المساعدات تعني إنقاذ حياة مريض، وإطعام جائع، وإسعاف مصاب، وهذا يشمل جميع أنحاء السودان، كما تطالب الإمارات الأمم المتحدة بدورها في منع استخدام المساعدات لأغراض عسكرية أو سياسية، مما يؤدي إلى خسائر بشرية.

حضور فاعل

في فبراير الماضي، ومن منصة المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان في أديس أبابا، أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، أن الإمارات تواصل تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة في إفريقيا، لتقديم المساعدات بكل الوسائل المتاحة، حيث أشار الشيخ شخبوط إلى أن إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات منذ بداية الصراع في 2023 بلغ 600,4 مليون دولار.
في أغسطس من العام الماضي، كانت الرسالة الإماراتية واضحة حول ضرورة السماح للمؤسسات الإنسانية بأداء عملها، حيث أكدت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، أن الوضع الإنساني في السودان قد «خرج عن مستوى التحمل»، مما جعل الحاجة هائلة إلى المساعدات الإنسانية، لذا يجب أن تكون فرق الإغاثة قادرة على توصيل المساعدات إلى المحتاجين في أي مكان، وقد تقدمت الإمارات خطوة إضافية في مؤتمر لندن حول السودان في منتصف إبريل الماضي، حيث دعت لانا نسيبة المجتمع الدولي إلى إنشاء آليات جديدة لتحقيق تأثير فعال لمواجهة التهديدات الأمنية ووقف عرقلة المساعدات الإنسانية.
في الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين في أوروبا حول السودان، الذي عُقد في بروكسل في مارس الماضي، أكد راشد الحميري، مدير إدارة التنمية والتعاون الدولي في وزارة الخارجية، التزام الإمارات بتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لتخفيف النزاع المستمر، كما أشار إلى استعداد الإمارات لتعزيز جهودها الإنسانية لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين.
وفي فبراير الماضي أيضًا، شاركت الإمارات في إطلاق خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين السودانيين، التي أطلقتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث أكدت شهد مطر، نائبة المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أنه يجب استغلال هذه الفرصة لتعزيز الجهود الدولية نحو تحقيق استجابة إنسانية موحدة.

عطاء عبر المؤسسات الدولية

تتجلى المبادئ الإماراتية في سلوكها الواقعي عبر المنابر الدولية، ومن ذلك الاتفاق مع برنامج الغذاء العالمي في يونيو من العام الماضي على تقديم مساعدات غذائية طارئة للشعب السوداني المتضرر، بما في ذلك اللاجئين والمجتمعات المضيفة والنازحين داخليًا، حيث تضمنت الاتفاقية تقديم الإمارات 25 مليون دولار، 20 مليون منها للسودان والخمسة المتبقية لجنوب السودان.
وفي الشهر نفسه، وقعت الإمارات اتفاقًا مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تقدم الإمارات 20 مليون دولار لتحسين المأوى والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لآلاف النازحين في السودان وجنوب السودان، كما اتفقت الإمارات مع منظمة الصحة العالمية على تقديم 8 مليون دولار.
كانت هذه الإسهامات جزءًا من التزامات الإمارات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان من خلال هيئات الأمم المتحدة، حيث تم تقديم 10,25 مليون دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات في سبتمبر من العام الماضي، وبعد شهرين، قدمت الإمارات تمويلاً لمنظمة الصحة العالمية بقيمة ثلاثة ملايين دولار لدعم جهود المنظمة في تشاد بين اللاجئين السودانيين، خاصة النساء والأطفال، بما في ذلك التطعيم والتغذية وتعزيز النظام الصحي المحلي، كما تعهدت الإمارات في مؤتمر باريس الدولي الإنساني بشأن السودان بتقديم 100 مليون دولار بعد مرور عام على اندلاع الحرب.

مقال له علاقة: ملايين الأطفال يعانون من تخفيضات المساعدات الأمريكية وتأثيرها عليهم

تقدير دولي

هذا الالتزام الإماراتي الثابت يحظى بتقدير دولي، حيث عبر فرانسوا باتالينجيا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في تشاد، عن تقديره العميق لالتزام الإمارات بتقديم 10.25 مليون دولار، ودعمها لتشاد في استضافة أكثر من مليون لاجئ، حيث أن وجود الشركاء على أرض الواقع يعد أمرًا بالغ الأهمية لمعاينة الوضع مباشرة، كما فعلت الإمارات، حيث استمعوا إلى أصوات النساء اللاجئات، مما يعكس التفاني في تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين.
أما فيلبو جراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فقد أعرب عن شكره للإمارات على إسهاماتها المالية، ودعا جميع المانحين إلى تعزيز الجهود العاجلة لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الشعب السوداني، حيث يستمر اللاجئون، خاصة النساء والفتيات، في مواجهة تحديات الحرب والنزوح، مما يجعل كل إسهام يؤثر إيجابيًا على حياتهم.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة تشكر الإمارات على دعمها، مما سيمكنها من مواصلة تقديم خدمات صحة الأم والطفل للاجئين السودانيين في تشاد، ويجب أن نستمر في العمل معًا لحماية حياة الأشخاص الأكثر ضعفًا، هذه بعض الشهادات الدولية التي تؤكد جهود الإمارات تجاه الشعب السوداني في محنته المستمرة منذ أكثر من عامين، حيث يتكامل الشق الإنساني في رؤية الإمارات مع الجانب السياسي الذي يدعو إلى الانتقال إلى الحكم المدني، مع ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء هذا الصراع المأساوي.