الأمم المتحدة تصف خطة إسرائيل لتوزيع مساعدات غزة بأنها مسرحية هزلية

نيويورك ـ (رويترز).

مواضيع مشابهة: جامعات أمريكية: طرد الطلاب الدوليين يضر بسمعتنا ويكلفنا 44 مليار دولار

انتقد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل لقطاع غزة، واصفًا إياها بأنها «غطاء لمزيد من العنف والنزوح» للفلسطينيين في المنطقة التي تعاني من آثار الحرب.

من نفس التصنيف: بوتين يعبّر عن استعداده للتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا عقب تصريحات ترامب

وفي حديثه لمجلس الأمن، وصف فليتشر هذه الخطة بأنها «مسرحية هزلية وتشتيت متعمد».

منذ الثاني من مارس/ آذار، لم تدخل أي مساعدات إلى غزة، وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، مما يمثل ربع سكان القطاع.

أعرب معظم أعضاء مجلس الأمن البالغ عددهم 15 عن قلقهم العميق تجاه خطط توزيع المساعدات المقترحة.

وفي بيان مشترك صدر قبل اجتماع المجلس، أكدت بريطانيا وفرنسا وسلوفينيا واليونان والدنمارك أنه «لا يمكننا دعم أي نموذج يضع الأهداف السياسية أو العسكرية فوق احتياجات المدنيين أو يقوض قدرة الأمم المتحدة والشركاء الآخرين على العمل بشكل مستقل».

ـ المقترح الإسرائيلي:

اقترحت إسرائيل الأسبوع الماضي أن تتولى شركات خاصة مهمة توزيع المساعدات في جنوب غزة، وذلك خلال بدء هجوم إسرائيلي موسع في حربها على القطاع التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بعد هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل، بينما تتولى منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة عملية تسليم المساعدات.

وأضاف فليتشر «يمكننا إنقاذ مئات الآلاف من الناجين، لدينا آليات صارمة لضمان وصول مساعداتنا إلى المدنيين وليس إلى حركة حماس، لكن إسرائيل تمنعنا من الوصول، وتضع إخلاء غزة من سكانها هدفًا مقدماً على (حماية) أرواح المدنيين».

تتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، وأعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول البضائع والإمدادات إلى غزة حتى تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن المتبقين لديها.

رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المقترح الإسرائيلي، محذرًا في أبريل/ نيسان من أنه يُخاطر «بمزيد من السيطرة على المساعدات وتقييدها بصورة قاسية حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق».

تشدد الأمم المتحدة على ضرورة أن يكون أي توزيع للمساعدات مستقلاً ونزيهاً ومحايداً بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية.

وأشار فليتشر إلى أن الأمم المتحدة اجتمعت أكثر من 10 مرات مع السلطات الإسرائيلية لمناقشة نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي المقترح، لكن دون جدوى، حيث تشمل الشروط الأساسية القدرة على إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين في غزة، أينما كانوا.

وفي ظل هذا الجمود، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي دعمها لآلية تُسند مهمة توصيل المساعدات إلى شركات خاصة، وهو نهج بدا مشابهًا لمقترح إسرائيل، لكنها لم تقدم تفاصيل دقيقة حول الخطة.

قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون للمجلس «لن نسمح للنظام القديم البالي بأن يظل على حاله، نثمن الجهود المبذولة لبناء آلية جديدة قائمة على المساءلة».

* الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل.

أعلنت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، أن مسؤولين أمريكيين كباراً يعملون مع إسرائيل لتمكين مؤسسة غزة الإنسانية المنشأة حديثاً من «تقديم آلية آمنة قادرة على إيصال المساعدات مباشرة إلى المحتاجين دون أن تقوم حماس بسرقة أو نهب أو استغلال هذه المساعدات لأغراضها الخاصة».

وحثت شيا الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون، مؤكدة أن المؤسسة ستقدم المساعدات بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية، وستضمن أمنها حتى تصل السلع إلى المدنيين المحتاجين.

أضافت «بينما قد تختار بعض المنظمات الإنسانية في نهاية المطاف عدم المشاركة في هذه المناقشات، فإن منظمات أخرى اختارت مسارًا بناءً بشكل أكبر، وستكون قادرة على تقديم المساعدات بطريقة مناسبة، ونأمل أن يتم ذلك في القريب العاجل».

قال فليتشر «إن أسلوب التوزيع الذي وضعته إسرائيل ليس هو الحل»، حيث أعلنت إسرائيل أنها ستحد من توزيع المساعدات في جنوب غزة خلال الهجوم المخطط له، مما سيجبر السكان على الانتقال إلى أماكن أخرى للحصول على المساعدات.

أضاف للمجلس «سيؤدي ذلك إلى مزيد من عمليات النزوح، ويعرض آلاف الأشخاص للأذى، ويحصر المساعدات في جزء واحد فقط من غزة، بينما لا يلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، ويجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية، مما يجعل من المجاعة ورقة مساومة».