مصر تشهد طفرة في عالم المتاحف مع افتتاح المتحف المصري الكبير

أكد أسامة عبد الوراث، رئيس المجلس الدولي للمتاحف بمصر، أن مصر تشهد نهضة متحفية ملحوظة، وذلك بالتزامن مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن المجتمعات المعاصرة تمر بتحولات سريعة بفعل عدة عوامل مثل النزاعات والتغيرات السياسية والاقتصادية، مما يجعل الزوار يتوجهون إلى المتاحف للتكيف مع هذه التغيرات واستكشاف برامجها ومحتواها الثقافي، وفي مداخلة له مع قناة “القاهرة” الإخبارية، قال عبد الوراث إن اليوم العالمي للمتاحف بدأ في عام 1951، عندما اجتمع المجلس الدولي للمتاحف لمناقشة موضوع “المتاحف والتعليم”، ومن هنا نشأت فكرة إنشاء حدث عالمي يجمع المتاحف حول العالم لتوفير إمكانية الوصول إلى المتحف الذي يحتاج إلى تطوير، وفي عام 1977 تم تأسيس اليوم العالمي للمتاحف بشكل رسمي. وأشار إلى أن احتفال هذا العام يحمل شعار “مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير”، لافتًا إلى أن المتاحف تواجه تحديات مستمرة، مما يستدعي تكثيف الجهود لتعزيز الابتكار، لضمان قيام المتاحف بدورها الثقافي المحوري، كما تعكس المتاحف واقع المجتمعات التي نعيش فيها، مما يستوجب تغيير المتاحف لخطابها ورسالتها استجابةً لهذه التغيرات الاجتماعية والثقافية. وأكد أن المتاحف المصرية والعربية بدأت تجدد نفسها وتؤسس رؤية جديدة تتماشى مع التحولات المجتمعية، لتؤدي دورها في إبراز حضارة وثقافة بلادها، مشيرًا إلى أن المتاحف في مصر تضم نماذج غير تقليدية تتفاعل مع تطلعات الزوار. كما أوضح أن الاحتفال هذا العام يتناول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في المتاحف، وكيفية الحفاظ على المقتنيات، وعدم استغلال التراث، وتسهيل التجارة غير المشروعة، مع وضع محاذير لاستخدام الذكاء الاصطناعي. وفي نفس السياق، أعلنت مي السيد، أمين عام المتحف الفن الإسلامي، اليوم عن انطلاق الفعاليات المجانية للكبار والأطفال، وتمكين ذوي الهمم من المشاركة في هذه الجولات احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف. وفي مقابلة خاصة مع قناة (النيل) الفضائية الإخبارية، قالت إن المتحف فتح أبوابه اليوم للجمهور بالمجان احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف الذي أقره المجلس الدولي (ICOM) عام 1977، وأشارت إلى أن المتحف حرص على تنظيم جولات إرشادية وفعاليات عديدة للزوار بشكل مجاني، منها زيارة المعرض الأثري عن الكتابات الذي يبرز العلامات الكتابية وتحولها إلى حروف خطية، من خلال تقديم مجموعة من الممارسات الكتابية التي تم استخدامها عبر العصور، لتعزيز الاستدامة الثقافية والتعلم وإلقاء الضوء على أهمية الكتابة كنوع من توثيق الحياة اليومية في مختلف الحضارات والثقافات. وأوضحت أن هذا المعرض الأثري تم بالتعاون مع المتحف المصري بمنطقة التحرير، وقصر محمد علي بالمنيل، والمتحف الإسلامي والقبطي، مؤكدة أن المتحف يولي اهتمامًا كبيرًا بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تنظيم العديد من الورش الفنية عن إعادة التدوين لتعزيز فكرة الاستدامة الثقافية، بالإضافة إلى تقديم عروض مسرحية تفاعلية لدمجهم وربطهم بالمتاحف والآثار. وأضافت أن المجلس الدولي للمتاحف يحرص كل عام على إثارة قضية معينة تهم المتاحف على مستوى العالم، لذا تم إطلاق هذا العام قضية “مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير”، لإلقاء الضوء على أهمية التبادل الثقافي لمواكبة التغييرات التي تحدث سواء في البيئة أو التطور السريع في التكنولوجيا والتحول الرقمي.

ممكن يعجبك: أوكا: أجمل عيد ميلاد مع عائلتي الصغيرة