
إعداد: محمد كمال
أعلنت أوكرانيا عن تعرضها لأكبر هجوم جوي بالطائرات المسيرة من قبل روسيا منذ بداية الحرب في عام 2022، حيث شمل الهجوم 273 طائرة مسيرة، ورغم إسقاط 88 منها، إلا أن الدفاعات الأوكرانية فقدت 128 طائرة، مما يشير إلى أن روسيا استخدمت استراتيجية خداعية لتحديد مواقع الدفاعات الأوكرانية أو لتضليلها.
اقرأ كمان: قوائم الناجحين في مسابقة سوناطراك 2025 لتوظيف 6000 مترشح متاحة الآن على المنصة الرسمية sonatrach.com
أوضحت السلطات الأوكرانية أن هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه منذ بداية الحرب الشاملة، حيث استهدف بشكل رئيسي منطقة كييف ومناطق دنيبرو بيتروفسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي شهد استخدام 267 طائرة مسيرة، وذلك عشية الذكرى الثالثة للحرب في 23 فبراير
كما أشار بيان القوات الجوية الأوكرانية إلى اختفاء 128 طائرة من شاشات الرادار أثناء الهجوم، إما بسبب أعطال في برمجياتها أو نفاد وقودها، أو لأنها كانت طُعماً بدون متفجرات.
ـ سر الهجمات الوهمية
تتجه روسيا بشكل متزايد لاستخدام طائرات مسيرة وهمية في أسراب بهدف التغلب على الدفاعات الجوية، حيث تم تصميم بعض هذه الطائرات لتبدو أكبر حجماً على أنظمة الرادار، ويؤكد سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني، أن «العديد من الطائرات بدون طيار التي تطلقها روسيا ضد أوكرانيا هي طائرات وهمية».
وكشف الخبير العسكري أن هذه المسيرات مزودة بـ«عدسات لونبيرغ»، التي تخدع أجهزة الرادار لتبدو أكبر، مما يجعلها تحاكي مظهر الصواريخ المجنحة أو التهديدات الجوية الأخرى.
وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، يتم تصنيع الطائرات المسيرة الوهمية في نفس المصنع الموجود في ألابوغا في تتارستان الذي ينتج الطائرات المسيرة شاهد 136، حيث تصنع من الخشب الرقائقي ومصممة لتبدو مثل طائرات شاهد.
ويؤكد كوزان أن «الطعوم تجبر المدافعين الأوكرانيين على إسقاطها»، مما يسمح للروس بتحديد مواقع ووحدات الدفاع الجوي التي يمكن تجاوزها أو ضربها لاحقاً.
استمرت التحذيرات من الغارات الجوية على مدى تسع ساعات في كييف والمناطق المحيطة بها والجزء الشرقي من أوكرانيا حتى تم إلغاؤها في حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش).
تسعى روسيا بشكل متسارع لتوسيع قدراتها في مجال الطائرات المسيرة، حيث تنتج آلاف الطائرات بدون طيار الحقيقية والتمويهية لاستخدامها ضد أوكرانيا.
ـ تحديثات مؤثرة
شهدت الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا زيادة في الفتك خلال الأشهر الأخيرة، حيث حصلت الطائرات المسيرة الروسية على تحسينات ملحوظة منذ بداية العام، بما في ذلك محركات نفاثة وملحقات أقمار صناعية، مما زاد الضغط على الدفاع الجوي الأوكراني الذي يعاني بالفعل من الإرهاق.
بفضل مداها الطويل وتحليقها العالي وتكلفتها المنخفضة، أصبحت أسراب طائرات «شاهد» سلاحاً أساسياً للضربات العميقة بالنسبة لموسكو، كما زودتها بمحركات نفاثة، مما يمكنها من التحليق بشكل أسرع، وحمل قنابل أكبر، والحفاظ على ارتفاعات أعلى، مما يعقد مهمة الدفاع الجوي الأوكراني في جميع أنحاء البلاد.
حوالي نصف الطائرات المسيرة التي تلتقطها أجهزة الرادار الأوكراني تعتبر «زائفة»، أي بدون رؤوس حربية، مما يجعلها أرخص عموماً، وتُشتت نيران الدفاع الجوي، ويظهر العديد منها في البيانات على أنها «مفقودة».
مواضيع مشابهة: فرصة لا تعوض: لجنة التظلمات تفتح باب الطعن على سحب الجنسية الكويتية لمدة 5 أيام فقط!
ـ يولكا
في هذا السياق، أفاد ناشطون عسكريون أوكرانيون بأن الهجوم تضمن مسيرات تُدعى «يولكا»، وهي ذخيرة حركية، مما يعني أنها لا تحمل رأساً حربياً، على الرغم من أن هذا الخيار متاح لها، ويتم تنفيذ نظام التوجيه بناءً على مبدأ «أطلق النار وانس»، حيث تلتقط الطائرة بدون طيار الهدف وتُوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ـ المحادثات
على الرغم من أن نطاق الهجوم كان كبيراً، إلا أنه يحمل أهمية أكبر من حيث الرسالة التي يرسلها، تزامناً مع المفاوضات بين موسكو وكييف، وقبيل مكالمة منتظرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث وقف القتال، حيث أرادت موسكو تأكيد مدى سيطرتها على ساحة المعركة، وفقاً لمراقبين.
لم تسفر أول محادثات مباشرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا عن التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي دعت إليه كييف وحلفاؤها، بينما أدت المحادثات التي جرت في إسطنبول الجمعة إلى اتفاق لتبادل ألف أسير حرب من كل جانب.
خلال المحادثات، أبلغ الفريق الروسي الأوكرانيين أنه لتحقيق وقف إطلاق النار الذي يسعون إليه، ينبغي على كييف الانسحاب الكامل من المناطق الأربع في شرق أوكرانيا التي ضمتها موسكو أواخر عام 2022، وفقاً لمسؤول تركي مطلع على المناقشات، ولا تزال أوكرانيا تسيطر على مساحات شاسعة من تلك الأراضي، بما في ذلك عاصمتان إقليميتان.
ومع ذلك، ترغب كييف في وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، يليه مفاوضات بشأن اتفاق سلام محتمل، بينما يرفض الجانب الروسي، الذي يملك التفوق في ساحة المعركة، وقف القتال قبل الحصول على تنازلات كبيرة من كييف والغرب.
مع احتفاظ روسيا بزمام المبادرة على الجبهة لأكثر من ستة عشر شهراً، خلص العديد من الأوكرانيين إلى أنه من غير المرجح أن يتمكنوا من طرد الروس من أراضيهم عسكرياً، لذلك تسعى أوكرانيا لتجميد القتال في مكانه الحالي، ثم إثبات أن أي اعتراف رسمي بضم روسيا للأراضي الأوكرانية ينتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي ويشكل سابقة خطرة.
قد يهمك أيضاً :-
- أول رحلة لطيران الحج السياحي تنطلق.. اكتشف الصور والمزيد!
- مقتل 50 شخصًا في غزة والجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية شاملة
- نهائي كأس أفريقيا تحت 20 سنة.. المغرب يواجه جنوب أفريقيا في مواجهة حاسمة
- سعر جرام الذهب اليوم وعيار 24 يصل إلى 5183 جنيهًا في السوق
- إيران تؤكد استمرار تخصيب اليورانيوم سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا
تعليقات