
في عالم الأدب، يُعتبر الفوز بجائزة بوليتزر أو نوبل قمة الإنجاز، وهي لحظة يتطلع إليها الكُتاب طوال حياتهم، لكن الكاتب الأمريكي الأرمني ويليام سارويان قرر أن يغير القواعد، إذ رفض استلام جائزة بوليتزر عام 1940، مما أثار جدلاً واسعاً لا يزال مستمراً حتى اليوم.
مقال له علاقة: ليلى علوي تكشف لجمهورها عن هدية مميزة حصلت عليها قبل 28 عاماً
بوليتزر 1940: مسرحية ناجحة وجائزة مرفوضة
نال سارويان جائزة بوليتزر عن مسرحيته الشهيرة “زمن حياتك”، التي حققت نجاحاً كبيراً في الأوساط الجماهيرية والنقدية، واعتُبرت بمثابة نقطة تحول في مسيرته المسرحية، لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في فوزه، بل في قراره الجريء برفض الجائزة، حيث كتب قائلاً:
“جائزة لا تعني شيئًا إذا جاءت من مؤسسة لا أفهم دوافعها”.
لماذا رفض سارويان الجائزة؟
كان سارويان دائماً مدافعاً عن الحرية، ليس في السياسة فحسب، بل في الأدب أيضاً، ورأى أن الجوائز، حتى الرفيعة منها، قد تمثل نوعاً من الهيمنة أو التقييم السلطوي للفن، وهو ما يتعارض مع إيمانه بأن الأدب لا يُقاس بمعايير ثابتة.
مقال له علاقة: غدًا مشيرة إسماعيل تتحدث باسم مصر في احتفالية اليوم العالمي للرقص الشعبي من تنظيم القومي للمسرح
قال في أحد تصريحاته:
“الأدب ليس سباق خيول. لا أحد يفوز. الجميع يحاول أن يقول الحقيقة بطريقته”.
فلسفة سارويان: اكتب كأن لا أحد يراقبك
كانت كتابات سارويان تعكس إيمانه بالإنسان وبساطة الحياة، حيث تمنح هذه الأمور معنى عميقاً، وهو ما يتماشى مع موقفه من الجوائز، إذ لم يكن يسعى للتكريم، بل كان يفضل التواصل الحقيقي مع القارئ، لم يكتب من أجل الربح، بل ليضيء جزءاً صغيراً من روح الإنسان.
تمرد رافق مسيرته
رفض سارويان أيضاً بعض الأشكال الرسمية في النشر، وكتب عن صراعاته مع دور النشر والنقاد، وكان موقفه من بوليتزر جزءاً من سلسلة مواقفه “العنيدة” تجاه كل ما قد يقيد حرية الكاتب أو يُضعف صدق الكتابة.
موقف نادر… لكن ليس وحيدًا
على الرغم من أن موقف سارويان كان نادراً، إلا أنه ألهم العديد من الأدباء حول العالم لرفض جوائز كبرى، مثل جان بول سارتر الذي رفض نوبل، وألبرتو مورافيا الذي شكك في مصداقية بعض الجوائز الأدبية، وأصبح رفض الجوائز أحياناً علامة على النزاهة بدلاً من الجحود.
قد يهمك أيضاً :-
- بدرية طلبة تكشف لجمهورها أسرار كواليس مسرحية "ألف تيتة وتيتة"
- بدرية طلبة تنشر صورًا مميزة من عرض مسرحية ألف تيتة وتيتة مع أكرم حسني
تعليقات