
شهدت مدينة غزة مساء الإثنين مجزرة جديدة، حيث استشهد ثلاثة مسعفين وصحفي فلسطيني، نتيجة استهداف مباشر لسيارة إسعاف كانت تؤدي واجبها الإنساني في حي التفاح، في مشهد يعكس استخفافًا صارخًا بالقانون الدولي واستمرارًا لسياسة استهداف الطواقم المدنية.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن طائرة حربية إسرائيلية قصفت سيارة الإسعاف أثناء محاولة الوصول إلى الجرحى الذين سقطوا في قصف سابق على مبنى سكني، ما أدى إلى استشهاد المسعفين براء عفانة، حسين محيسن، ووائل العطار، وهم جزء من طواقم الخدمات الطبية التي تخاطر بحياتها يوميًا في ظل العدوان المستمر.
ممكن يعجبك: قتيل وأربعة جرحى: جريمة طعن تهزّ فرنسا داخل صف دراسي
كما استُشهد الصحفي مؤمن أبو العوف أثناء تغطيته الميدانية برفقة طواقم الإسعاف، مما يرفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى أكثر من 140 منذ بدء الحرب.
ووفقًا لشهود عيان، فقد تلقت فرق الإسعاف نداءً عاجلًا لإنقاذ مصابين بعد قصف مبنى “عمارة الحداد” قرب دوار الشرفا في شارع يافا، وعند وصولها إلى الموقع، تعرضت لقصف جديد ومباشر، مما أدى إلى تمزيق جثامين المسعفين على الأرض، ولم تتمكن فرق الإنقاذ الأخرى من انتشالهم بسبب استمرار القصف المدفعي المكثف وإطلاق النار من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
أدانت وزارة الصحة في غزة ما وصفته بـ”جريمة حرب مكتملة الأركان”، مؤكدة أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الطواقم الطبية في محاولة لتدمير ما تبقى من النظام الصحي المنهك، وعرقلة عمليات إنقاذ الجرحى تحت الأنقاض.
وأشارت الوزارة إلى أن استهداف سيارات الإسعاف والمستشفيات أصبح أمرًا ممنهجًا، مما يعكس نية الاحتلال الواضحة في شلّ الجهود الإنسانية وفرض مزيد من المعاناة على السكان المدنيين المحاصرين.
يأتي هذا الاستهداف في إطار تصعيد دموي تشهده غزة منذ فجر الإثنين، حيث شن الاحتلال عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
وأعربت منظمات حقوقية وإنسانية عن قلق بالغ من استمرار استهداف الصحفيين والطواقم الطبية، محذرة من أن ذلك “يجهز على ما تبقى من العمل الإنساني ويضاعف الأزمة الكارثية التي يعيشها القطاع”.
وقال صحفيون فلسطينيون إن “الاحتلال يستهدف كل من يوثق جرائمه أو ينقذ ضحاياه”، مؤكدين أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع تل أبيب على التمادي.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 54,800 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب ما يزيد عن 126,000، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت يعيش فيه 2.3 مليون نسمة تحت الحصار والتجويع والدمار.
تواصل إسرائيل تبرير جرائمها بزعم استهداف “مواقع عسكرية”، بينما توثق الوقائع اليومية سقوط المدنيين وتدمير البيوت والمستشفيات ومراكز الإغاثة، وسط اتهامات دولية متزايدة باستخدام القوة بشكل غير متناسب وانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني.
لا تزال أصوات الفلسطينيين والمسعفين والصحفيين تُخرس بالقنابل، بينما يبقى الرد الدولي عند حدود الإدانات الخجولة، في وقت تستمر فيه آلة الحرب الإسرائيلية في حصد المزيد من الأرواح البريئة في غزة.
ممكن يعجبك: هل أقحم نفسه في خروقات البروتوكولات؟.. انتقادات حادة لترامب بسبب ملابسه في جنازة البابا فرنسيس
قتلت إسرائيل أربعة أبطال هذا المساء في مدينة غزة: ثلاثة مسعفين وصحفي، بصاروخ واحد.
المسعف الذي يظهر في الفيديو قُتل مع من صور الفيديو.
وائل، حسن، براء ومؤمن شهداء.
— Tamer | تامر (@tamerqdh).
قد يهمك أيضاً :-
- أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025
- إزالة 22 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية في المنوفية خلال عيد الأضحى المبارك
- الجزائر تفقد رسمياً لقب كأس العالم لكرة القدم بعد هزيمتها أمام السويد
- محافظ المنوفية يقرر إحالة موظف من الوحدة المحلية في أشمون للنيابة بتهمة الرشوة
- تعرف على الحد الأقصى للسحب النقدي اليومي من البنوك وأجهزة الصراف الآلي بعد قرار البنك المركزي الأخير
تعليقات