
قبل أكثر من مئة عام، انطلقت من الحجاز ثورة عربية كبرى، حملت آمال الشعوب العربية في التحرر من السيطرة العثمانية، ورسمت معالم جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، قادها الشريف حسين بن علي، لتصبح واحدة من أبرز حركات التحرر الوطني في بدايات القرن العشرين.
ممكن يعجبك: أحمد عز يسافر إلى المجر بسبب “فرقة الموت” (التفاصيل)
خلفية تاريخية: التهميش والهوية العربية
في أوائل القرن العشرين، كانت الدولة العثمانية تحكم معظم البلاد العربية بنظام مركزي سلطوي، تميز بالإهمال والتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي للعرب، ومع دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914–1918) إلى جانب ألمانيا، اشتد قمع الحكم العسكري بقيادة جمال باشا، مما زاد من قمع الحريات وأثار نقمة الحركات القومية العربية، وبدأت بوادر الثورة تتشكل من خلال الجمعيات السرية في دمشق وبيروت وبغداد، مثل “جمعية العربية الفتاة” التي كانت تدعو إلى الاستقلال العربي.
بداية الثورة: 10 يونيو 1916
في صباح يوم 10 يونيو 1916، أعلن الشريف حسين بن علي، شريف مكة، الثورة على الدولة العثمانية، مدعومًا بأبناء قبيلته وبعض القبائل العربية، وبمساندة بريطانية تمثلت في دعم لوجستي وعسكري من شخصية بارزة هي “لورنس العرب” (توماس إدوارد لورنس)، واستهدفت الثورة السيطرة على مدن الحجاز، ثم التوسع شمالًا نحو الشام، وكان أبرز إنجازاتها إسقاط سيطرة العثمانيين عن طريق سكة حديد الحجاز والسيطرة على العقبة ودمشق لاحقًا.
اقرأ كمان: اكتشف تأثير وضع الهاتف بجانبك أثناء النوم على صحتك مع استشاري الجن الأزرق.. معلومات ستدهشك!
دور لورنس العرب والوعود البريطانية
لعب الضابط البريطاني لورنس دور الوسيط بين العرب والحكومة البريطانية، حيث وعد البريطانيون، عبر مراسلات حسين – مكماهون، بدعم استقلال العرب بعد الحرب مقابل الثورة ضد العثمانيين، لكن تلك الوعود تبخرت بعد انتهاء الحرب، حين تم تقسيم بلاد الشام والعراق وفق اتفاقية سايكس – بيكو (1916)، وفرض الانتداب الفرنسي والبريطاني على المنطقة.
نتائج الثورة: بين النصر والخديعة
رغم أن الثورة نجحت في طرد العثمانيين من مناطق واسعة، فإن الثمار لم تكن بحجم التضحيات، بعد انتهاء الحرب، تأسست مملكة الحجاز بقيادة الشريف حسين، لكن ابنه فيصل خسر عرش سوريا أمام الفرنسيين عام 1920، وفيما بعد، تم تنصيبه ملكًا على العراق بدعم بريطاني، وأصيب العرب بخيبة أمل كبيرة بعد أن تبين أن نوايا بريطانيا وفرنسا لم تكن دعم الاستقلال العربي، بل تقاسم النفوذ الاستعماري، ما مهد لاحقًا لتشكيل خرائط المنطقة الحديثة التي ما زلنا نعيش تداعياتها.
قد يهمك أيضاً :-
- فرمان مصر.. الوثيقة التي أسست حكم أسرة محمد علي لأكثر من 100 عام
- فخر الدين الثاني: الأمير الذي طمح إلى إقامة إمبراطورية كبرى وأُعدم على يد العثمانيين
تعليقات