سفراء الاتحاد الأوروبي في القاهرة يتعاونون لتحسين حياة سكان الفيوم

سفراء الاتحاد الأوروبي في القاهرة يتعاونون لتحسين حياة سكان الفيوم

أعلن وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن زيارة السفيرة انجلينا ايخهورست برفقة وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي إلى محافظة الفيوم، حيث تهدف الزيارة إلى بحث الفرص والتحديات التي تواجه هذه المحافظة المتميزة بيئيًا، إذ أن 50٪ من أراضيها محمية طبيعية، كما أن مبادرات الاتحاد الأوروبي في الفيوم تسهم في تحسين حياة السكان مع الحفاظ على البيئة في الوقت ذاته.

استقبل السفيرة والوفد الأوروبي الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم في ديوان عام المحافظة، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في عدة قطاعات تنموية وخدمية على أرض المحافظة، وقد حضر اللقاء أيضًا الدكتور محمد التونى نائب المحافظ، والدكتورة منى سليمان مستشار المحافظ للمشروعات والتنمية الحضرية، بالإضافة إلى عدد من السفراء الأوروبيين مثل أوليفيا تودرين سفيرة رومانيا، وليتا هرنشار سفيرة المجر، ولارس بو مولر سفير الدنمارك، وميهاو موركوتشينسكى سفير بولندا، وبارت دى جروف سفير بلجيكا، وجويدو كلامى المسؤول الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي، ولورنزو فينجد هورتنج تون مدير مشاريع التحول الأخضر بالاتحاد الأوروبي لدى مصر، والدكتور أيمن عياد مسؤول مشاريع المياه بالاتحاد، ورشا سرى المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي.

تناول اللقاء بحث سبل التعاون بين محافظة الفيوم ووفد الاتحاد الأوروبي في مجالات متعددة مثل الزراعة وآليات دعمها، وإدارة المياه، والمحميات الطبيعية، وتنمية بحيرة قارون، والتنمية السياحية والصناعية، والصرف الصحي، بالإضافة إلى آليات الحفاظ على البيئة والتحول الأخضر، كما تم استعراض آليات تجاوز التحديات لتحقيق التنمية المستدامة، والمشروعات القومية مثل مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصري، ودور التعليم والتطور التكنولوجي في مواجهة الهجرة غير الشرعية.

في بداية اللقاء، رحب محافظ الفيوم بالسفيرة والوفد المرافق لها، مؤكدًا على أهمية التعاون الوثيق مع وفد الاتحاد الأوروبي، بما يسهم في الارتقاء بمستوى مختلف القطاعات التنموية والخدمية على أرض الفيوم، كما أثنى على الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الأوروبي لتنفيذ عدد من المشروعات في المحافظة، والتي تتعلق بالميكنة الزراعية الحديثة، والصرف الصحي، وآليات الري الحديث، وتطوير بحيرة قارون، والتنمية الصناعية، ودور البنوك الأوروبية في دعم وتمويل هذه المشروعات.

وأشار المحافظ إلى أن الفيوم تتمتع بالعديد من المقومات البيئية والطبيعية الفريدة، فهي تمثل مصر في صورتها المصغرة، حيث يشقها بحر يوسف، وتحتوي على بحيرة قارون، كما تتنوع فيها الزراعات من محاصيل استراتيجية كالقطن والقمح وبنجر السكر، بالإضافة إلى زراعة النباتات الطبية والعطرية، فضلًا عن بساتين الفاكهة وزراعات الخضر، كما تحتوي الفيوم على آثار تاريخية عريقة تعود لآلاف السنين، بجانب آثار الحضارات المختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، مما يجعلها من المحافظات الرائدة في مصر.

وأوضح المحافظ أن طبيعة المحافظة وميزاتها النسبية تتطلب تعاملًا خاصًا، خاصة في عمليات الري، حيث تحتاج دقة شديدة في استخدام مياه الري، كما تتفرد المحافظة بتنوع بيئاتها بين صحراوية وزراعية، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية مثل وادي الحيتان وبحيرتي قارون والريان، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، بهدف عودتها لسابق عهدها، كما يتم العمل على الارتقاء بالقطاع الزراعي من خلال الميكنة وأساليب الري الحديث، بالإضافة إلى الأخذ بكل أساليب التنمية السياحية والصناعية، والارتقاء بالإنتاج الحيواني والداجني، والعمل على الاستثمار الأمثل لكافة الأصول على أرض الإقليم.

لفت المحافظ إلى أن الفيوم شهدت تطورًا ملحوظًا في العديد من الخدمات خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، مما ساهم في توفير الخدمات للمواطنين بشكل لائق، وساعد في قدرة المحافظة على مواجهة العديد من التحديات والأزمات، مثل مجابهة فيروس كورونا والسيول التي ضربت المحافظة مؤخرًا في ظل التغيرات المناخية، كما تعمل المحافظة على التعاون البناء مع دول عديدة في قطاع التعليم الفني والتكنولوجيا، خاصة إيطاليا، مع الحفاظ على الطبيعة الريفية للمحافظة، لا سيما في قرية تونس السياحية على ساحل بحيرة قارون، والتي وضعت المحافظة لها اشتراطات بنائية خاصة نظرًا لطبيعتها الفريدة.

من جانبها، أعربت رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي في مصر عن سعادتها بزيارة الفيوم، مثمنة جهود الدكتور أحمد الأنصارى في الارتقاء بالقطاعات الخدمية والتنموية، مشيدة بالتعاون البناء بين وفد الاتحاد الأوروبي ومحافظة الفيوم، خاصة في مجالات البيئة، والحد من التلوث، والميكنة الزراعية والري الحديث، والتنمية السياحية، وتطوير بحيرة قارون، ومواجهة التغيرات المناخية، وإدارة المياه، وغيرها من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وأكدت على العلاقات التاريخية الوطيدة بين الدولة المصرية والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أهمية دراسة كافة المقترحات والمشروعات التي تم استعراضها خلال اللقاء، والتنسيق مع بعض السفارات الأوروبية في هذا الشأن، معبرة عن دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لهذه المشروعات لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، في إطار الشراكة الاستراتيجية، مشيدة بجهود الدولة المصرية في الإصلاح الاقتصادي.

وشددت رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي على أن مشروعات التحول الأخضر تأتي على رأس أولويات الاتحاد، مشيرة إلى عقد عدة اجتماعات مع وزراء البيئة والتنمية المحلية لوضع خطة وجدول أعمال للتنمية المستدامة والتحول الأخضر، وأوضحت أن مصر وضعت نفسها كمركز إقليمي للطاقة الخضراء يخدم إفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والصناعات الخضراء، والسياحة البيئية.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق بين الجانبين على استمرار التواصل لبدء تنفيذ بعض المقترحات التي تم بحثها، كما تبادل محافظ الفيوم ورئيسة وفد الاتحاد الأوروبي والسفراء المشاركون الهدايا التذكارية.

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة.

قد يهمك أيضاً :-