مقتدى الصدر يعبّر عن رفضه للحرب الجديدة بعد استهداف المنشآت النووية في إيران

مقتدى الصدر يعبّر عن رفضه للحرب الجديدة بعد استهداف المنشآت النووية في إيران

بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية والعسكرية في إيران فجر اليوم الجمعة، خرج زعيم التيار الصدري في العراق عن صمته ليطلق تحذيرًا لافتًا في ظل أجواء إقليمية محتقنة.

وفي بيان نشره عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أشار إلى أن شرارة الحرب قد اشتعلت بالفعل، وأن نيرانها بدأت تتسع، مؤكدًا أن العواقب لن تقتصر على إيران وحدها، بل قد تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة إذا استمرت دوامة التصعيد.

الصدر، الذي يُعتبر من أبرز الوجوه السياسية والدينية في العراق، شدد على أن بلاده «لا تحتمل مغامرات دموية جديدة»، داعيًا إلى تهدئة عاجلة لإعادة السلام إلى الشرق الأوسط.

وفي موقف لافت، طالب الصدر بكبح ما وصفه بـ«الخطابات الفردية الوقحة»، معتبرًا أن بعض الأصوات تسعى لتأجيج المشهد العراقي وزرع الفوضى بين المواطنين، مؤكدًا على ضرورة الإصغاء إلى صوت العقل والحكمة، مناشدًا الشعب العراقي تجاهل التصريحات المتهورة التي تُبث بغرض إثارة الذعر والتشويش، في وقت يعيش فيه الإقليم حالة من الترقب الحذر.

لم يكتف زعيم التيار الصدري بالدعوة للتهدئة، بل وجه انتقادًا لاذعًا لما وصفه بـ«العدوان الإسرائيلي» على الأجواء العراقية، في إشارة إلى المعلومات المتداولة حول استخدام إسرائيل للمجال الجوي العراقي في عملياتها الأخيرة، ودعا الصدر حكومة بغداد إلى اتخاذ خطوات قانونية ودبلوماسية عاجلة للرد على هذا الانتهاك، مطالبًا بإجراءات تحفظ هيبة الدولة وتردع تكرار هذه الخروقات.

.

.

— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr).

في المقابل، كانت إسرائيل قد شنت مع ساعات الفجر الأولى عملية جوية كبرى على مواقع إيرانية حساسة، حملت اسم «عام كلافي»، ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، استهدفت العملية منشآت نووية ومقار عسكرية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، ضمن حملة وصفت بأنها «الأكثر جرأة» منذ سنوات، وأسفرت عن مقتل شخصيات رفيعة في المؤسسة العسكرية الإيرانية.

وأكدت وكالة «فارس» المقربة من الحرس الثوري مقتل عدد من كبار القادة، من بينهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان، كما طالت الغارات علماء بارزين في المجال النووي، على رأسهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي دواني، في ضربة وصفتها الأوساط الإيرانية بأنها «موجعة وغير مسبوقة».

وفي أعقاب ذلك، سارعت القيادة الإيرانية إلى تعيين اللواء أحمد وحيدي لقيادة الحرس الثوري مؤقتًا، وتكليف الأميرال حبيب الله سياري بتسيير شؤون الأركان العامة.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الغارات استهدفت «المفاصل الحيوية للبرنامج النووي الإيراني»، بما في ذلك منشأة نطنز، مضيفًا أن «العملية لن تتوقف عند هذا الحد»، وأن إسرائيل «ستواصل توجيه الضربات متى اقتضت الضرورة».

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد تأكيد هيئة البث الرسمية في إسرائيل أن العملية استهدفت 10 علماء وقادة عسكريين، فيما بدا وكأنه خطة لشلّ البنية التحتية النووية الإيرانية من الداخل.

عملية «عام كلافي» الإسرائيلية ضد إيران.

لم تمرّ الغارات دون ردود فعل غاضبة من الجانب الإيراني، إذ أعلن المرشد الأعلى أن «الثأر قادم»، مهددًا بأن «الرد سيكون بمستوى الجريمة».

وتوعد المتحدث باسم القوات المسلحة، أبو الفضل شكارشي، بـ«ردّ حازم»، رافضًا الكشف عن توقيته أو طبيعته، لكنه أكد أن «العدو سيدفع الثمن».

قد يهمك أيضاً :-