
لم تغادر سحر إمامي، المذيعة الشجاعة، المسرح حتى أثناء قصف إسرائيل لمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
ميدالية ذهبية عالمية لـ سحر إمامي
هذا ما دفع لاعب الرماية الإيراني الشهير جواد فروغي، لإهداء الميدالية الذهبية التي حصل عليها في أوليمبياد طوكيو، لسحر إمامي، حيث قدّمت أداءً شجاعًا خلال العدوان على الإذاعة والتلفزيون الإيراني، لتصبح رمزًا للمرأة الإيرانية القوية.
مقال مقترح: إيران تعلن عن مقتل اثنين من قادة الأركان في هجوم إسرائيلي مفاجئ
سحر إمامي- مذيعة إيرانية.
شجاعة سحر إمامي، مقدمة البرامج والمذيعة في قناة خبر التلفزيونية، جعلتها حديث العالم اليوم، فمن هي هذه المذيعة التي واجهت القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني؟
في لحظات الخطر، حين يغمر الغبار استوديوهات البث التلفزيوني المباشر وتهتز الأرض تحت وطأة القصف، تبرز أسماء قليلة كرموز للصمود والشجاعة، من بينهم سحر إمامي، التي واجهت قصفًا إسرائيليًا على مبنى التلفزيون الرسمي أثناء بث مباشر، لتصبح رمزًا للالتزام المهني والإصرار.
نصيحة غيرت كل شيء
وُلدت سحر إمامي عام 1985 في قلب طهران، حيث بدأت حياتها بطموح أكاديمي بعيد عن عالم الأضواء.
درست الهندسة الزراعية، تخصص علوم الأغذية، في جامعة مرموقة، لكن شغفها بالتواصل والتأثير قادها إلى مسار مختلف تمامًا.
سحر إمامي- مذيعة إيرانية.
في عام 2008، وبدون خبرة مسبقة أو علاقات في الوسط الإعلامي، اجتازت اختبار أداء للانضمام إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، حيث تتذكر إمامي تلك اللحظة بقولها: «كنت متوترة للغاية، لكن نصيحة بسيطة من مخرج – ‘تخيلي أنك تتحدثين لنفسك’ – غيرت كل شيء»
انطلقت مسيرتها في برنامج «نعود إلى الوطن» على قناة طهران نتورك، حيث قدمت فقرات معرفية بأسلوب هادئ وواثق، وفي يونيو من العام نفسه، انتقلت إلى شبكة الأخبار، لتبدأ رحلة طويلة مع البث الإخباري، حيث أثبتت قدرتها على التأقلم مع التحديات والضغوط.
شجاعة تحت النار
في 16 يونيو 2025، وأثناء تقديمها بثاً مباشراً على قناة خبر، تعرض مبنى التلفزيون الإيراني لقصف إسرائيلي مفاجئ، غمر الغبار الاستوديو، واهتزت الكاميرات، لكن إمامي حافظت على رباطة جأشها.
وجهت كلمات قوية قبل أن تضطر للهروب للنجاة بحياتها، حيث قالت: «صوت المعتدي على تراب الوطن هو صوت ضد الحق والحقيقة»، وفي لحظة مؤثرة، رددت «الله أكبر» ثلاث مرات، معبرة عن صمودها وإيمانها
سحر إمامي- مذيعة إيرانية.
لم تكتفِ بالنجاة، بل عادت إلى البث من استوديو آخر، مكملة مهمتها بثبات نادر، هذا العمل البطولي أكسبها إشادات واسعة من زملائها الذين أطلقوا عليها لقب «المرأة الحديدية»، بينما احتفى بها الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي ولقبوها بـ «الزينبية» و«صوت الحقيقة»، مستلهمة من رمز الصمود الإسلامي السيدة زينب، و«صوت الحقيقة» لثباتها في نقل الحقائق تحت الضغط.
.
سحر إمامي المذيعة الشجاعة، في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني تعود إلى غرفة الأخبار ( الصورة) ، بعد أن صمدت لحظة تعرض المبنى للقصف (الفيديو).
مواضيع مشابهة: بداية إنشاء أول جسر بري يربط بين روسيا وكوريا الشمالية
هناك جريمة صهيونية.. وفي المقابل هناك شجاعة امرأة إيرانية تمثل شعبا بالملايين يتحدى الهمجية الصهيوأمريكية.
.
— على شرف المحطوري (@2011arabrevolut).
هذه الألقاب تعكس تأثيرها العميق على المشاهدين، حيث أصبحت رمزاً للشجاعة التي لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل تجسيداً لمسيرة مهنية حافلة بالالتزام والمهنية.
من الهندسة إلى شغف البث المباشر
رحلة إمامي من الهندسة إلى الإعلام لم تكن تقليدية، حيث تقول: «تخصصي في الهندسة لا علاقة له بعملي، لكنني اخترت ما أحب»، بدأت بتقديم فقرات معرفية في برنامج «نعود إلى الوطن»، وهو البرنامج الذي تصفه بأنه الأقرب إلى قلبها لأنه كان أول تجربة بث مباشر لها
سحر إمامي- مذيعة إيرانية.
واجهت تحديات حفظ النصوص والتحدث بطلاقة، لكنها طورت أسلوباً سلساً وهادئاً مع الوقت، لاحقًا، قدمت برنامج «صبح بخبر»، حيث أظهرت قدرة فائقة على التعامل مع متطلبات الإعلام الإخباري السريع، خضعت إمامي لاختبارات صارمة للانضمام إلى شبكة الأخبار، شملت تقييم الأداء الحي وردود الفعل تحت الضغط.
تقول: «كنت أحاول حفظ النصوص، لكنني تعلمت مع الوقت أن أتحدث بطبيعية الآن، حتى لو أخطأت، أواصل بهدوء»، هذا الأسلوب جعلها واحدة من أبرز المذيعات في إيران
الألوان والحجاب
تتميز إمامي بأسلوبها الفريد في اختيار الملابس، حيث تفضل الألوان الزاهية مثل الأحمر والأخضر الفاتح، بعيدًا عن الألوان الداكنة التقليدية في الإعلام الإخباري، وترى أن الألوان المبهجة تضفي إيجابية على المشاهدين، وتقول: «الألوان الزاهية تغير مزاج الجمهور للأفضل»
سحر إمامي- مذيعة إيرانية.
تلتزم إمامي بقواعد الحجاب الصارمة، مع الحفاظ على لمسة شخصية تميزها، أما المكياج، فهو يقتصر على الإخفاء الخفيف للعيوب، حيث تتجنب استخدام مستحضرات بارزة مثل الكحل أو أحمر الشفاه، وفقاً للمعايير الإعلامية الإيرانية.
حياة شخصية وطموح سياسي
سحر إمامي متزوجة من صحفي ولديها ابن، لكنها تحافظ على خصوصية حياتها الأسرية بعيداً عن الأضواء.
رغم عروض عمل أكثر ربحية، اختارت الإعلام بدافع الشغف وليس المال، وفي مقابلة سابقة، أعربت عن طموحها للعمل في المجال السياسي والإخباري، مع إبقاء الباب مفتوحاً لاحتمالية التمثيل مستقبلاً، حيث تقول: «أحب الإعلام، لكنه ليس كل شيء، أطمح لتقديم المزيد في المجال السياسي»
رمز الصمود على الشاشة
سحر إمامي ليست مجرد مذيعة، بل صارت أيقونة إعلامية في إيران، حيث أثبتت في لحظات الخطر أن الإعلام رسالة تتطلب قلبًا جريئًا، ومن استوديوهات طهران إلى مواجهة القصف على الهواء مباشرة، تركت إمامي بصمة لا تُنسى، حيث ألهمت النساء والإعلاميين على حد سواء.
.
المذيعة الزميلة الشجاعة سحر إمامي تعود على الهواء بعد دقائق من العدوان الإسرائيلي على مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وبينما كانت على الهواء كل التحية والتضامن.
.
— ramia al ibrahim- راميا الابراهيم (@ramiaalibrahim).
بأسلوبها الهادئ وثباتها اللافت، تواصل إمامي نقل الحقيقة، مؤكدة أن الصوت الحر لا يمكن إسكاته، حتى في أحلك الظروف.
كلمات أخيرة تؤمن بها سحر إمامي منذ أول تجربة بث مباشر لها: «الإعلام ليس مجرد وظيفة، بل رسالة، أحب ما أفعل، وسأواصل مهما كانت التحديات»
قد يهمك أيضاً :-
- وزير الشؤون النيابية يؤكد عدم طرد المواطنين بسبب الإيجار القديم ويوعد بتوفير وحدات سكنية جديدة
- محافظ أسوان يلتقي مدير صندوق مكافحة الإدمان لتعزيز الوعي بمخاطر التعاطي
- وزيرة التضامن الاجتماعي تستعرض تقريرًا حول المبادرات التنموية لدعم سكان المناطق الجديدة بديلة العشوائيات
- اجتماع ترامب حول الصراع الإسرائيلي الإيراني يثير اهتمام الإعلام الأمريكي
- توقيع بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل واتحاد بنوك مصر لتعزيز الخدمات الصحية والمالية
تعليقات