بائع المحاجب يثير الجدل بعد مسامحته للدركي.. ماذا عنكم؟

بائع المحاجب يثير الجدل بعد مسامحته للدركي.. ماذا عنكم؟

في ظهور جديد أثار جدلاً واسعًا، ظهر “بائع المحاجب”، الذي تعرض لاعتداء من أحد عناصر الدرك الوطني في تيبازة، في مقطع فيديو جديد كشف فيه عن مواقفه التي كانت مفاجئة للآلاف الذين تضامنوا معه.

وقال البائع في الفيديو الذي انتشر بشكل كبير: “أنا سمحت للدركي الذي اعتدى عليّ، وأنتم لماذا تأثرتم في مكاني؟ لا تركبوا الموجة وتوقفوا عن الفتنة… الدركي ابن بلدي وأخي”.

وفي مقطع فيديو آخر، أوضح: “أشكر كل من وقف معي، لكنني أحب بلدي، وما قمت به من تصوير للفيديو كان من أجل تجنب الفتنة، لا أكثر”.

وأكد الشاب، الذي أصبح رمزًا للتعاطف الشعبي بعد انتشار فيديو الحادثة، أن “المحاجب التي اعتاد بيعها ستكون متاحة مجانًا لزبائنه اليوم”، في خطوة رمزية تحمل رسالة تهدئة.

متابعو الموقع يشاهدون:

الحادثة التي أشعلت مواقع التواصل في الجزائر

ترجع تفاصيل القصة إلى بداية الأسبوع، عندما انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة اعتداء دركي على “بائع محاجب” في الكورنيش بمدينة تيبازة.

وأظهر الفيديو الشاب وهو يحضّر الفطائر التقليدية “محاجب” على عربة بسيطة بمحاذاة الطريق، وكان يقوم بتصوير نفسه في خطوة اعتبرها البعض ترويجًا لعمله، بينما اعتبرها آخرون خطة مسبقة للإطاحة بالدركي.

أخذ المشهد منحى صادمًا عندما اقترب منه الدركي بلباسه الرسمي، وركل العربة وأسقطها أرضًا، ثم خاطب البائع بطريقة نابية مطالبًا إياه بالمغادرة.

وانصاع البائع للأوامر، ولملم أغراضه وغادر المكان، لكن الفيديو سرعان ما أثار موجة غضب عارمة في الجزائر.

أعرب الآلاف من مستخدمي الإنترنت عن تضامنهم مع الشاب، معتبرين ما تعرض له إذلالًا علنيًا يستدعي تدخلًا رسميًا، وهو ما حدث بالفعل، إذ سارعت قيادة الدرك الوطني إلى إصدار بيان استنكرت فيه سلوك العنصر المعني.

قيادة الدرك الوطني ترد

في بيان رسمي، وصفت قيادة الدرك تصرف الدركي بأنه “فردي ومعزول”، وأكدت أنه “مخالف للقانون ولا يعكس صورة المؤسسة”.

وأضاف البيان أن القيادة “تستنكر مثل هذه التصرفات التي تسيء لسمعة الجهاز” وشددت على أن “الإجراءات اللازمة تم اتخاذها في هذا الشأن”، مع التأكيد على ضرورة الالتزام الصارم بالقوانين والأنظمة.

من تعاطف إلى مصالحة: موقف الشاب يثير تفاعلات متباينة

أثار موقف البائع الذي دعا إلى وقف حملات التضامن، واعتبر الدركي “أخًا وابن بلد”، ردود فعل متباينة بين من رأى في خطوته شجاعة وحكمة تهدف لحقن الفتنة، وبين من شعر بالخذلان بعد أن تحوّل التعاطف الشعبي إلى مشهد تصالحي سريع، رغم ما تضمنه الفيديو من مشاهد مهينة.

ورغم ذلك، تبقى الحادثة محطة لطرح نقاش أوسع في الجزائر حول التزام المواطنين بالأطر القانونية والابتعاد عن التجارة الفوضوية، وكذا سلوك بعض عناصر أجهزة الأمن، وحقوق المواطنين البسطاء في الفضاء العام، وطريقة تعامل الدولة مع هذه القضايا في زمن الرقمنة وسرعة تداول المعلومة.

قد يهمك أيضاً :-