
تناولت فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفيليب بابتيست، وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، خلال جلسة نقاشية رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات.
وفي كلمته، أكد الدكتور وليد الزواوي، أمين مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية، على قوة العلاقات المصرية الفرنسية، التي شهدت توسعًا ملحوظًا مؤخرًا من خلال أحداث فعالة مثل عام (مصر-فرنسا) 2019، وإطلاق أكبر اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين البلدين، وأخيرًا توقيع 42 بروتوكول تعاون خلال هذا الملتقى.
وأشار الدكتور الزواوي، حسب بيان صحفي اليوم، إلى أن العلاقات بين البلدين في مجال دعم الأبحاث متينة جدًا، معبراً عن أن المؤسسات البحثية في مصر تتلقى دعمًا مستمرًا للتقارب مع نظيراتها الفرنسية عبر مشروعات علمية مشتركة، خصوصًا أن الثقافات بين البلدين متقاربة، والتعاون مع فرنسا دائمًا يكون في جو مليء بالسهولة والتفاهم المشترك.
وأضاف: «بصفتي أمينًا عامًا لمجلس المراكز والمعاهد البحثية، لقد بدأنا منذ عشرين عامًا تعاونًا بحثيًا مثمرًا مع الجانب الفرنسي، تحديدًا عبر المركز القومي للبحوث، مما ساهم في تأسيس علاقات بحثية مستدامة بين البلدين».
كما أشار إلى دور المعهد الفرنسي منذ إنشائه في دعم المنح العلمية للباحثين المصريين، إلى جانب نشر الثقافة واللغة الفرنسية، مبرزًا أهمية دعم الأبحاث التي تدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وشدد على ضرورة تحقيق أقصى استفادة من المنح البحثية المقدمة من الجانب الفرنسي، وتحفيز الباحثين الشباب على تنفيذ مشروعات طموحة مشتركة بالاستفادة من فرص التعاون الدولي.
من ناحيته، قدم الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، عرضًا حول جهود الهيئة، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي تعكس فهمًا عميقًا لمكانة مصر العلمية.
وثمن هذا الاهتمام في تعزيز العلاقات المشتركة، موضحًا أن الهيئة تركز في عملها على تحسين جودة البحث العلمي، مشيرًا إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها مصر في النشر الدولي خلال السنوات العشر الماضية وتأثير هذه المشاريع البحثية على المجتمع.
وأوضح رئيس الهيئة جهود الهيئة في دعم مشاريع بحثية تساهم في المجتمع، خاصة في مجالات الصحة الواحدة، والطاقة المتجددة، والزراعة، مع تركيز خاص حاليًا على «الزراعة الذكية» واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هناك لجنة مشتركة مصرية فرنسية تعمل على تحديد الأولويات البحثية التي تلبي احتياجات المجتمع المصري.
وشدد على تميز الباحثين المصريين في مجالات مهمة عالميًا مثل التراث والتنوع البيولوجي والبيئي، مما يعزز قدرتهم على بناء شراكات دولية فعالة.
أكد الدكتور ولاء شتا ضرورة تسهيل جميع الجوانب للباحثين ليمكنهم من تركيز جهودهم على العمل البحثي وتقديم نتائج علمية متميزة، موضحًا اهتمام الهيئة بدعم مشاريع مشتركة بين الباحثين المصريين والفرنسيين، وتشجيع الأساتذة الفرنسيين على القيام بزيارات علمية قصيرة إلى مصر لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الأكاديمي.
في هذا السياق، أكدت البروفيسور آن فرايس، رئيسة جامعة بول فاليري مونت بيليه، على أهمية العلوم الإنسانية في تعزيز العلاقات الأكاديمية بين البلدين، مشيرة إلى أن جامعتها تعتبر من المؤسسات الرائدة في هذا المجال.
ولفتت إلى التأثير الاجتماعي والاقتصادي للعلوم الإنسانية، خاصة من خلال الصناعات الإبداعية، ودورها في إنتاج معارف جديدة تسهم في تطوير العلوم الأخرى وتحسين جودة حياة الأفراد، معبرة عن تفاؤلها بما تم توقيعه من اتفاقيات خلال الملتقى، معتبرة إياها فرصة لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود وتنمية العلاقات الدولية.
واختتمت كلمتها بتحية خاصة لمشاركة النساء في الجامعات المصرية، معبرة عن إعجابها بأن 53% من مجتمع الجامعات المصرية يتألف من النساء، داعية إلى دعم وتشجيع الباحثات في مختلف المجالات الأكاديمية، وكذلك دعم الفئات الأكثر احتياجًا مثل ذوي الإعاقة.
كما تناولت الدكتورة نهى جمال سيد، أستاذة العمارة بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، تجربة التعاون الأكاديمي بين مصر وفرنسا، من خلال الاتفاقيات المشتركة التي أبرمتها الجامعة مع الجانب الفرنسي، والتي تهدف إلى تطوير مناهج كلية الهندسة وإنشاء مختبرات بحثية مشتركة، مما ساهم في تحسين العديد من المجالات الأكاديمية والبحثية، مؤكدة على الدور المحوري لهذا التعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، وتعاون البلدين في دراسة تأثير الضوضاء على جودة الحياة وتطوير العمارة بشكل مستدام.
استعرض الجزء الثاني من الجلسة النقاشية الاحتفال ببرنامج التعاون المصري الفرنسي «إيمحوتب»، بمناسبة مرور 20 عامًا على البرنامج الذي ساهم في بناء قدرات الشباب الباحثين كأحد أبرز برامج التعاون المصرية الفرنسية الناجحة.
وفي كلمتها، استعرضت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الدور المركزي للأكاديمية كملتقى للباحثين من مجالات متنوعة وجهودها المتميزة في توجيه طلاب المدارس نحو العلوم من خلال برنامج «جامعة الطفل»، مشيرة إلى أن مصر هي العضو الوحيد غير الأوروبي في البرنامج الأوروبي لدعم طلاب المدارس، إلى جانب دعم تمكين المرأة وشباب الباحثين.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي جهود التعاون التي تقوم بها الأكاديمية مع العديد من الجهات الدولية، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، ومنها مشروع «إمحوتب» مع فرنسا، الذي يمثل علامة فارقة في تبادل الخبرات والثقافات العلمية بين البلدين على مدار عقدين من الزمن، معبرة عن تطلع الأكاديمية إلى تعزيز هذا التعاون وتوسيع قاعدة المشاركين في البرنامج لتشمل المزيد من الهيئات البحثية. ودعت الباحثين لمتابعة الفرص التي تقدمها الأكاديمية للحصول على فرص تدريب أو منح بحثية.
من جانبها، أشادت الدكتورة إيناس مازن، الباحثة في علم الوراثة بالمركز القومي للبحوث، بالتجربة الغنية التي اكتسبتها من خلال عملها في فرنسا، مشددة على ضرورة التعاون المصري الفرنسي في تعزيز مكانة مصر كبوابة للبحوث ونقل المعرفة والتكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.
وقدمت الدكتورة إيناس مازن عرضًا حول آليات إقامة تعاون بحثي دولي فعال، مؤكدة على أهمية تحديد مجالات الاهتمام المشتركة والأهداف والمؤسسات الشريكة، وضمان الالتزام بالقوانين في كلا البلدين، ووضع خطط تنفيذ واضحة ونشر النتائج، والتركيز أيضًا على توفير التدريب اللازم للباحثين الشباب، وتشجيع زيارات الباحثين الفرنسيين لتبادل الخبرات وإنشاء شبكات علمية في مجالات حديثة مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنشاء منصات رقمية لدعم تبادل المعرفة والتكنولوجيا.
وخلال الجلسة، تم استعراض قصص نجاح باحثين مصريين وفرنسيين شاركوا في برنامج «إمحوتب» والإنجازات الكبرى التي حققوها من خلاله.
وأبرز الدكتور سيدريك كوران، مدير بحث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي وباحث رئيس ببرنامج «إمحوتب»، بداية التعاون في مجال طب الأورام، مؤكدًا على الهدف المشترك في استقدام خبرات متكاملة، مشيرًا إلى أن أولى الإنجازات تمثلت في طباعة المجلات العلمية وتنظيم ورش العمل وتحفيز التدريب والأبحاث المبتكرة.
من جهته، أعرب الدكتور أيمن متولي، مدير بحث بالمركز القومي للبحوث وباحث رئيسي ببرنامج «إمحوتب»، عن سعادته بالمشاركة في البرنامج، معبرًا عن أمله في تحقيق المزيد من الإنجازات من خلال برنامج «إمحوتب» الذي يعد حيويًا لشباب الباحثين لاستكمال مسيرتهم العلمية.
وأعربت الدكتورة أميرة سمبل، عميدة كلية الصيدلة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، «منسق الجلسة»، عن أن هذه المناقشات تبرز عمق علاقات التعاون البحثي بين مصر وفرنسا، التي تسعى دائمًا للعمل وفقًا للاهتمامات الاستراتيجية التي تجمع البلدين وتنبع من تاريخهما الحضاري والثقافي، مشيرة إلى التعاون المثمر في مجال حماية الآثار على وجه الخصوص.
قد يهمك أيضاً :-
- بعد مغادرته دور العرض.. عرض فيلم عصابة الماكس على هذه المنصة
- قفزة ملحوظة في سعر الذهب عيار 21.. تحديث الأسعار اليوم السبت 19 أبريل 2025 في بداية التداولات
- تحول غير متوقع في تصنيف الكرة الذهبية لعام 2025: تراجع صلاح واختفاء مبابي من القائمة
- أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 19 أبريل 2025.
- استمتعنا وضحكنا.. شريف منير يروي تفاصيل آخر لقاء له مع سليمان
تعليقات