موسكو تعزز أنشطتها في أوكرانيا وتترقب «مفاوضات ملموسة»

استهدفت القوات الروسية مرفقاً أوكرانياً مخصصاً لإنتاج الصواريخ وورشاً متخصصة في تصنيع الطائرات المسيرة، حيث أسقطت 158 مسيرة أوكرانية في مناطق متنوعة. وفي الوقت نفسه، أكدت روسيا استعدادها للحوار الجدي حول الأزمة الأوكرانية، بينما نفت بكين ادعاءات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بشأن مشاركة مواطنين صينيين في القتال إلى جانب القوات الروسية، مصوّرةً تلك الاتهامات بأنها “لا أساس لها”.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قصف قواتها استهدف مرفقاً لإنتاج الصواريخ العملياتية التكتيكية وورشاً لصناعة الطائرات المسيرة ومواقع تخزينها، إضافة إلى تجمعات للقوات الأوكرانية في 149 منطقة. ووفقاً للتقرير اليومي الصادر عن الوزارة يوم الأربعاء، فإن إجمالي الخسائر البشرية الأوكرانية خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ حوالي 1295 جندياً في محاور خاركيف ودونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون. وأشارت الوزارة إلى أنه في الليلة السابقة، نجحت دفاعاتها الجوية في تدمير وإسقاط 158 مسيرة أوكرانية في 11 منطقة من روسيا ومياه بحر آزوف والبحر الأسود. كما تمكنت الدفاعات الجوية في مقاطعة أورينبورغ من صد هجمات مسيرات أوكرانية على مطار عسكري في المقاطعة، دون تسجيل أي ضحايا أو أضرار.
من جانبه، أعلن قائد الجيش الأوكراني يوم الأربعاء، عن بدء روسيا “لغزو فعلي” في منطقتي سومي وخاركيف بشمال شرق أوكرانيا، مشيراً إلى أن الهدف الروسي لا يزال يشمل إقامة منطقة عازلة على طول الحدود الروسية الأوكرانية في مناطق خاركيف، وسومي، وتشيرنيهيف.
في سياق متصل، امتنعت الرئاسة الروسية يوم الأربعاء عن التعليق على إعلان كييف الثلاثاء عن اعتقال مواطنين صينيين كانا يقاتلان إلى جانب القوات الروسية، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “لا يمكنني الإدلاء بأي تعليق على هذه المسألة” رداً على استفسار حول تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما رفضت الصين، يوم الأربعاء، اتهامات كييف بأن “الكثير” من مواطنيها يقاتلون في أوكرانيا، مشيرةً إلى أن تلك الادعاءات “لا أساس لها على الإطلاق”. وفي مؤتمر صحفي دوري، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: “تقوم الصين حالياً بالتحقق بالتعاون مع أوكرانيا بشأن هذه المسألة”، مع التأكيد على أن “الحكومة الصينية تطالب دائماً مواطنيها بالابتعاد عن المناطق التي تشهد صراعات وتجنب الانخراط في الصراعات المسلحة بأي شكل من الأشكال”.
ومن الجانب الأمريكي، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس أن الولايات المتحدة على علم بتقارير تفيد بأن أوكرانيا احتجزت مواطنين صينيين كانوا يقاتلون لصالح روسيا.
على صعيد آخر، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن روسيا مستعدة لحوار جدي حول الأزمة الأوكرانية، لكنها لن تسمح باستخدام عملية التفاوض لتعزيز القدرات العسكرية لنظام كييف. وعبر نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عن استعداد روسيا “لحوار جاد وعملي”، لكن مع التحذير بأنه “لا يمكن السماح لأحد بخداعنا”.
في هذا السياق، يشارك وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث افتراضياً في اجتماع للداعمين الدوليين لأوكرانيا المزمع انعقاده في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. ووفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن “الوزير هيغسيث يعتزم المشاركة افتراضياً في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا يوم غد الجمعة”، دون توضيح المزيد من التفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن “مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا” عقدت أول اجتماعاتها بمشاركة لويد أوستن، وزير الدفاع السابق، وذلك بعد بدء روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. كما قامت واشنطن بتقليص مدى مشاركتها في هذه الاجتماعات منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية. بينما قدمت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن مساعدات عسكرية لكييف بمليارات الدولارات، إلا أن واشنطن لم تعلن عن أي حزمة مساعدات جديدة منذ بدء ترامب لولايته الرئاسية الثانية. (وكالات)