
في تصعيد جديد من قبل الجيش الإسرائيلي، استمر القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة يوم أمس الأربعاء، الذي صادف اليوم الرابع والعشرين من استئناف حرب الإبادة. وقد أسفر القصف عن مجزرة أخرى في حي الشجاعية، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى، وكان معظم الضحايا من النساء والأطفال. كما أعرب وزير الجيش يسرائيل كاتس عن فخره بتقليص مساحة غزة عن طريق الاستيلاء على “مساحات واسعة” منها. وفي الوقت ذاته، أظهرت تقارير إسرائيلية أخرى أن هناك خططاً لتحويل رفح بالكامل إلى جزء من المنطقة العازلة، مما يمنع عودة السكان إليها. هذا، ويستمر الوضع الإنساني بالتدهور مع استمرار الحصار ونفاد الغذاء، إضافة إلى عودة أزمة نقص المياه بسبب انقطاع خدمة شركة “ميكروت” عن الخط الرئيسي في حي الشجاعية.
نفذت الطائرات الإسرائيلية هجمات مفاجئة على منزل عائلة أبو عمشة المكون من عدة طوابق، مما أدى إلى تدميره وتدمير ثمانية منازل أخرى. وأفاد شاهد عيان بأن المنزل يضم 16 عائلة، بينهم نازحون، وأصيب جميعهم بجروح أو لقوا حتفهم. وتم انتشال بعض القتلى، بينما لا تزال أعداد أخرى عالقة تحت الأنقاض. كما ذكر ناطق باسم الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ تعمل على إخراج الضحايا من تحت الأنقاض بعد قصف سكني بالقرب من مسجد الهواشي في حي الشجاعية، وما زالت جهود البحث قائمة حتى الآن. وتساءلت تقارير محلية عن أعداد القتلى، حيث أشارت إلى أن 38 شخصاً بينهم نساء وأطفال قتلوا، وأصيب أكثر من 50 آخرين جراء القصف الإسرائيلي. وصرح متحدث باسم وزارة الصحة بأن الهجمات “أسفرت عن عدد كبير من القتلى والمصابين”، محذراً من وجود نقص في الدم في مستشفى المعمداني. بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “قيادياً كبيراً من حماس” دون أن يذكر اسمه.
يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية على قطاع غزة من خلال الضربات الجوية والمدفعية التي تستهدف المنازل والمراكز الإيوائية وخيام النازحين، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم أمس أنه يواصل العملية البرية في القطاع، مشيراً إلى أنه أغار على أكثر من 45 هدفاً خلال الساعات الأخيرة. وأفادت القناة الإسرائيلية الثانية عشر عن مصادر أمنية رفيعة أن الجيش دمر حوالي ربع الأنفاق فقط، أو ما يعادل 25% من الشبكة المعقدة، بينما أشاروا إلى وجود عدد كبير من أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، مما يشكل تحدياً أمنياً مستمراً.
في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن “الجيش يعتزم تحويل رفح إلى جزء من المنطقة العازلة، مما سيمنع عودة السكان”. وأضافت المصادر أن هناك مشاورات بشأن هدم جميع المباني في رفح، مع ضرورة ممارسة ضغوط جديدة على حماس. وكشفت ذات المصادر أن الجيش بدأ في توسيع ممر موراج، وتدمير المباني على طوله. تمتد المنطقة التي تشغل 75 كيلومتراً مربعاً وكان يسكنها 200 ألف فلسطيني، بين طريقي فيلادلفيا وموراج، ولن يُسمح للسكان بالعودة إليها، بينما يجري التفكير في هدم جميع المباني هناك. وفي وقتٍ نفسه، تثير شهادات جنود من مناطق أخرى من القطاع تساؤلات حول المخاطر التي تواجه الجنود والمدنيين وأيضًا الرهائن.
من ناحية أخرى، حذرت وكالة “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في حين تستمر إسرائيل في تدمير البنية التحتية الأساسية مثل خزانات المياه والطاقة الشمسية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”. وأشارت الأونروا أن المياه والغذاء والمأوى والرعاية الطبية أصبحت نادرة بشكل متزايد. وكتبت الأونروا في منشور على فيسبوك، أنه “في شمال غزة، الأطفال لا يبحثون عن ألعابهم بل عن الماء، ولن يذهبوا إلى المدرسة، بل يدفعون العربات إلى مساعدتهم في الحصول على القليل من المياه”. وأضافت: “لقد مر أكثر من 5 أسابيع منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزة، وأصبح الماء والغذاء والرعاية الطبية نادرة بشكل متزايد”. وأكدت أن تأثير ذلك على الأطفال يدمر حياتهم، داعيةً إلى “وقف إطلاق النار الآن”.
من جانبه، صرح المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، يوم أمس الأربعاء، أن المدينة تعاني من أزمة مياه بعد توقف خط مياه “ميكروت” الذي يغذي 70% من إمدادات المدينة. وأوضح أن إسرائيل تسببت في قطع مياه شركة “ميكروت” عن الخط الرئيسي المغذي للحي الشرقي من غزة، حيث ينفذ الجيش عمليات عسكرية منذ الخميس. وذكر مهنا أن صيانة خط مياه “ميكروت” تعتمد على الوضع الأمني في المنطقة الشرقية من المدينة، مشيراً إلى أن البلدية تحاول تشغيل بعض الآبار الخاصة بالتعاون مع السكان لتخفيف الأزمة في المناطق المتضررة.
(وكالات)
قد يهمك أيضاً :-
- أنغام تتألق بفستان قيمته أكثر من 300 ألف جنيه في حفل جدة وتجذب الأنظار (صور)
- أسعار الذهب في مصر اليوم 19 أبريل لجميع العيارات: جدول مفصل
- مصر تفوز بـ 15 ميدالية في بطولة أفريقيا للمواي تاي
- سعر اليورو مقابل الجنيه المصري في البنوك اليوم السبت 19 أبريل 2025
- إيرادات الأفلام: عمر عصام وطه دسوقي يحققان النجاح وسامح حسين يأتي في المركز الرابع
تعليقات