جنود خفاء في مسلسلات رمضان: تسليط الضوء على كواليس الموسم خلف الكواليس

تميز موسم دراما رمضان هذا العام بتنافس شديد بين المسلسلات، التي تم عرضها، حيث تنوعت الأعمال بين المسلسلات ذات الـ٣٠ حلقة والـ١٥ حلقة، وتنوعت قصصها بين الكوميديا والدراما، مع وجود بطولات مطلقة وجماعية. وخلف كل عمل فني ناجح، هناك مجموعة من المبدعين الذين لم يظهروا وجوههم بل كان جهدهم واضحًا على الشاشة، سواء في مرحلة الترويج كالأفيشات، أو الموسيقى التصويرية، أو في جوانب بناء المسلسل الأساسية من تأليف وإخراج.

ظهر في كل مسلسل مجموعة من الجنود المجهولين الذين بذلوا جهودًا كبيرة في تفاصيل الأعمال الفنية. ومن خلال موسم ٢٠٢٥، قدمت «بوابة مولانا» سلسلة بعنوان «صنايعية دراما رمضان»، والتي كشفت عن عدد من الأبطال خلف الكاميرا وفعاليات وكواليس مميزة عن المسلسلات التي أحبها الجمهور وتعلق بها.

مسلسل «قلبي ومفتاحه» – صورة أرشيفية

مشهد من مسلسل «منتهى الصلاحية» – صورة أرشيفية

في تصريحات خص بها «بوابة مولانا»، تحدث مصور بوسترات المسلسلات شريف مختار عن كواليس تصميمه لعدة «أفيشات» هذا الموسم، إذ قال: «صممت أفيش «الغاوى» مع أحمد مكى، وهذه هي المرة الثانية لي، وأنا سعيد بفرصة التعاون معه مجددًا. اخترنا أن نركز على لقطة الحمام، حيث كان وجوده بشكل واضح في البوستر، ورأينا أن لها رسالة مهمة جدًا تتعلق بشخصيته في المسلسل. الفكرة جعلت الأفيش يبدو دراميًا وجميلًا، ومكى لديه دائمًا نظرة ممتعة».

وتابع مختار: «بالنسبة للانتقادات والتعديلات، لا أجد فيها إزعاجًا، لأن كثرة وجهات النظر تجعل العمل النهائي يبدو أفضل، خاصة إذا كانت من أشخاص يفهمون العمل بشكل جيد، لذا أراها شيئًا إيجابيًا». وأضاف: «صورت أيضًا «فهد البطل»، وهو عمل درامي شعبي، ولكنهما مختلفان تمامًا، وأعتبر أحمد العوضى صديقًا قريبًا لي، وقد تعاونت معه في عدة أعمال فنية، جميعها مميزة».

بالنسبة لصعوبة تصميم البوستر، قال: «تم تصوير كل ممثل بصورة منفصلة، وبعدها تم تجميعهم في بوستر واحد، لذا كانت عملية التنفيذ صعبة. و«منتهى الصلاحية» كذلك قمت بتصميم بوستره بفكرة جديدة تريدنا ألا نحرق العديد من التفاصيل فيه، ولكن على الأقل كان الهدف توضيح أن المسلسل يركز على الهواتف المحمولة والتطبيقات».

مشهد القرش في «أشغال شقة جداً» – صورة أرشيفية

من المسلسلات التي لفتت الانتباه في النصف الأول من رمضان هو «قلبى ومفتاحه»، حيث كانت القصة تجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل رواية، مع بطل طيب وبطلة فاتنة وشرير يسعى للتفريق بينهما. وكشف سارى هانى، مؤلف الموسيقى التصويرية للمسلسل، في تصريحاته لـ«بوابة مولانا»، أن المخرج تامر محسن هو الذي رشحه لهذا الدور، وأنه استغرق ١٠ أيام لإعداد الموسيقى بعد عدة محاولات غير موفقة.

تابع سارى هانى عن المحاولات غير الموفقة أن السبب كان تقريب وجهات النظر بينه وبين المخرج حتى وصلا إلى الشكل المناسب بعد التجربة الرابعة، فقال: «نفذت أكثر من تجربة، ومن التجربة الرابعة بدأنا نتقارب، وقد استمتعت حقًا مع المخرج تامر محسن».

وعن ميل الموسيقى للشكل الغربي، قال سارى: «لم أتعمد أن تكون الموسيقى غربية، لكنها حدثت بالصدفة، إذ شعرنا مع تامر بأنها الأنسب للقصة والأحداث، لذا بدأنا في ذلك بشكل مباشر».

تحدث سارى أيضًا عن كيف تخيل الموسيقى: «تخيلت أنها ستكون حوارًا بين شخصين، لذا ناقشت مع تامر محسن الآلات المناسبة للأفكار واخترنا الأكورديون والجيتار، وأعتقد أنهما كانا ملائمين».

وأضاف عن تفاعل تامر محسن بعد سماعه اللحن: «أعتقد أن تامر كان راضيًا كثيرًا عن الموسيقى، كما شكرني آسر ياسين، وكنت سعيدًا جدًا برد فعله».

المؤثرات الخاصة كانت أيضًا جزءًا من تفاصيل مسلسل «أشغال شقة جداً»، إذ أحب الجمهور حلقات القرش والمومياء. وكشف إسلام أليكس، في تصريحات لـ«بوابة مولانا»، كواليس الأعمال التي شارك فيها بين «أشغال شقة جداً» و«جودر ٢» و«المداح» مع مكياج محمد شاهين في «لام شمسية»، الذي يُعرض في النصف الثاني من رمضان ٢٠٢٥، وحقق نجاحًا بسبب فكرته المختلفة.

بدأ إسلام حديثه عن «أشغال شقة جداً»، قائلاً إن مجسم القرش استغرق شهرًا في التنفيذ.

وأضاف: «في البداية تواصلت مع خالد دياب وفريق الإنتاج، وأخبروني بالقصة. وقدمت في البداية قرشًا بحجم أصغر، لكن خالد دياب طلب قرشًا أكبر وأكثر رعبًا، لذا قمت بتصميم قرش جديد، وبعد أن نال إعجابهم، نسخنا منه ٣ نسخ، كل منها مختلفة في خاماتها، بين الصلب والنصف رخو لتصوير مشهد «السيخ» مع مصطفى غريب وحمدى، الذي قدمه هشام ماجد، والطبيب المتخصص في عالم البحار الذي جسده أحمد الرفاعى.

كشف إسلام أيضًا أنه صمم أكثر من نموذج للتصوير والتفاصيل المختلفة، وعن تصميم مومياء «سقنن رع»، فقد استغرقت جهداً، ولكنها أخذت أسبوعًا في التنفيذ بسبب خبرته السابقة في كيفية تصميمها.

حول تجربة «جودر»، قال إسلام إنها كانت صعبة لأن المكياج الخاص به يحتاج وقتًا طويلاً مثل «الشمعيين» الشعبيين، إذ بذلوا مجهودًا لصنعه بالشكل المطلوب بالتعاون مع منى التونسي والمخرج إسلام خيري.

حول صعوبات شخصية على صبحى، قال إسلام: «استغرق الأمر بعض الجهد، خاصة في تصميم شكل الأذنين، لكنني سعيد جدًا لأن التجربة لم تكن سهلة. ومن الشخصيات الصعبة كان مشهد هنادي مهنا في الموسم الأول حين جسدت دور حورية بحر، لأن التصوير كان في الشتاء والماء، مما جعل الأمر صعبًا».

فيما يتعلق بمسلسل «لام شمسية»، ذكر إسلام أن المخرج كريم الشناوي أراد أن يظهر «لاين» العمليات بشكل واقعي، فاختصر في النهاية على مرحلتين للجرح، واحدة حين كان أصلع والثانية حين استمر الجرح في شعره أثناء التعافي، ورأينا صورًا حقيقية للعمليات الجراحية لتبدو الجروح طبيعية وواقعية.

شهد الموسم الثاني عرض العديد من المسلسلات التي تتناول قضايا اجتماعية تحتاج إلى النقاش، مثل «منتهى الصلاحية» الذي ناقش أزمة المراهنات الإلكترونية. وكشف تامر نادى، مخرج العمل، في تصريحاته لـ«بوابة مولانا» كواليس التجربة، قائلاً: «عملنا كثيرًا على الفكرة والسيناريو، وأجرينا بحثًا شاملًا. وقد حدثت تغييرات وتطورات كثيرة خلال التصوير، وكنت متعجبًا في البداية لفكرة وجود المراهنات في مصر، لكن اكتشفت أنها واسعة الانتشار بين جميع الطبقات، حتى الأطفال والمراهقين، وأخبروني أن نتائج هذا الموضوع تكون صعبة للغاية بين تلك القضايا، مثل بيع الأملاك، والقتل، والخطف، كأنه مسلسل عن الإدمان، لذلك انجذبت لهذه الفكرة لعلاقتها بآفة من آفات المجتمع».

أضاف تامر نادى: «فكرة المسلسل تشبه القمار، وهو مُحرم في الدين الإسلامي. والمراهنات عبر التطبيقات الإلكترونية تشبه السم في العسل، لأنها تبدو مثل اللعبة، والجيل الجديد يظن أنها مجرد لعبة وليست قمارًا. لذلك يجب التوعية بأن القمار ليس محصورًا في الكازينو، بل لعبة المراهنات الإلكترونية تتشابه في الفكرة، وأصبحت متاحة للاستمتاع بها في أي وقت، لكل عمر وكل طبقة اجتماعية. قبل المسلسل، لم أكن أعلم بوجود هذه اللعبة، وأنا اكتشف هذا العالم مع الجمهور».

وعن تنسيق الأدوار، ذكر تامر نادى: «قبل بدء التصوير، جلست مع كل ممثل على حدة، وتحدثنا مع أقسام الملابس والديكور، وأعطينا لكل شخصية الشكل والقوانين الخاصة بها، ثم أصبح كل ممثل يعرف ما هو مجاله وخط درامته، ومع بداية اليوم الأول من التصوير أصبح الجميع على دراية بتفاصيل الدور وحيثياته، ويدخلون الشخصية بشكل مباشر».

فيما يتعلق بالتعاون مع محمد فراج، قال تامر نادى: «فراج ممثل محترم وذكي، وقد فهم الشخصية جيدًا، ودائمًا يقدم تطويرًا لها. نحن متفاهمان في العمل، لذا أنا سعيد بالتعاون معه، وأتمنى أن يواصل العمل نجاحه في الموسم الرمضاني».

وحول كيفية إعداده للأعمال الفنية، قال: «أحب أن أعتمد على تكنيك معين في الإخراج، وهو أن يكون كل كادر بمثابة «فريم» على حدة، شبيه بالشخصية. بشكل عام أُفضل التفاصيل والتركيز في الإحياء الدرامي الذي يتناسب مع العمل، بحيث يشعر المشاهد بشيء معين أو يدخل في حالة معينة، وأعتني بشكل كبير بالصورة والألوان والديكور».

ومن التترات المميزة في الموسم الرمضاني نجد «ظلم المصطبة»، إذ قدم خطيب أغنية «حالي وحالك»، التي تحكي قصة مماثلة لأحداث المسلسل. وقال في تصريحاته لـ«بوابة مولانا»: «كتبت تتر «ظلم المصطبة» بعد أن علمت بقصة المسلسل، وكتبت الأغنية خصيصًا له. أنهينا كتابة الأغنية في «قعدة واحدة» مع «الوايلي»، وكانت سهرة طويلة، وأنهينا الأغنية بكل سلاسة، ولكن سهرنا لساعات».

وتابع خطيب: «بشكل عام أكتب وألحن العديد من أعمالي، وهذا أمر إيجابي يجعل التواصل مع نفسي أسهل، ويساعدني على التعبير عن أفكاري كما أريد، وأحيانًا ألحن وأكتب في ذات الوقت، مما يجعل الإحساس قريبًا جداً مني».

أما بالنسبة للوقت الذي استغرقته أغنية «حالي وحالك»، فقد أخذت الكلمات واللحن سهرة واحدة، لكن اللمسات الأخيرة تطلبت بعض الوقت، ثم قدمنا النسخة النهائية، وأعتقد أنه لم يستغرق وقتًا طويلاً.

وعن توقعاته بشأن نجاح الأغنية، قال خطيب: «منذ اليوم الأول، أعجبتني الأغنية جدًا، وأخبرت «الوايلي» في الاستوديو أن الأغنية جميلة وثابتة في ذهني، وكنت متأكدًا أنها ستنال إعجاب الجمهور، لكن ما كان يُقلقني هو إمكانية عدم إعطائها حقها في السباق الرمضاني بسبب كثرة الأغانى والتترات المختلفة».

بالنسبة لصعوبات التجربة، أوضح: «كنت أخاف من تقديم أغنية تبدو بسيطة أو خفيفة أو أقل من العمل الفني، فالقصة كانت درامية وقوية جدًا، لذا كنت أسعى لتقديم إحساس صادق، كأنها أغنية «سينجل» بعيدًا عن قصة المسلسل. وأعتقد أنني نجحت في تقديم أغنية مؤثرة تعبر عنى، ولها تفاصيل تلمس المستمع، وأن تكون مُعبرة ومتوافقة مع القصة».