ترامب يوجه ردًا حاسمًا للصين بعد تفاقم حرب الرسوم الجمركية.. ما هي تصريحاته؟

متابعات – «الخليج»
اعترف ترامب أن الصين لا تستغل الولايات المتحدة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه يفكر في التواصل مع شي جين بينغ.
ويعتقد الرئيس الأمريكي أن الاستثمار في الولايات المتحدة سيكون أعظم فرصة استثمارية. وأكد للصحفيين في البيت الأبيض: «سنقوم بإجراء اتصال هاتفي في وقت ما، وسيسير كل شيء بسرعة بعد ذلك». كما أضاف أنه لا يتمنى زيادة الرسوم الجمركية على الصين، لكنه أشار أيضاً إلى أن الصين ستظل تحت ضغط كبير.
وأشار ترامب إلى أن العديد من الدول تفرض رسوماً جمركية تتجاوز 100 أو حتى 125%، وهو ما ينطبق أيضاً على الصين. وذكر أن كندا تفرض رسوماً أعلى بكثير على منتجات الألبان الواردة من الولايات المتحدة.
قبل أن يتحدث بشكل غير متوقع عن الثناء على الرئيس الصيني، أشار ترامب إلى قوة الولايات المتحدة وتحدث عن قوة الجيش الأمريكي.
كرر ترامب كيف تعرضت الولايات المتحدة لسوء معاملة على مدار سنوات عديدة، موضحاً أن الإدارات السابقة هي المسؤولة عن هذه الأوضاع.
ترامب يصف الرئيس الصيني بـ “القائد الذكي” رغم التصعيد التجاري
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه «رجل ذكي جداً». وأعرب ترامب يوم الأربعاء عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين. جاءت تصريحاته في ظل تصاعد التوترات بين اثنين من أقوى اقتصادات العالم. كان ترامب قد رفع يوم الأربعاء الرسوم الجمركية المتبادلة على الصين إلى 125%، بعد أن ردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 84% على الواردات الأمريكية.
أثناء حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، أشاد الرئيس الأمريكي بنظيره الصيني، مشيراً إلى وجود مجال للحوار بين البلدين. من المهم أن نلاحظ أنه منذ تولي ترامب منصبه لولاية ثانية، لم يتواصل بعد مع شي جين بينغ، مما يجعل هذه الفترة الأطول خلال العشرين عاماً الماضية دون تواصل بين رئيس أمريكي ونظيره الصيني، وفقاً لموقع بيزنس ستاندرد.
هل تؤثر التوترات التجارية بين أمريكا والصين في العلاقات الاقتصادية العالمية؟
تمثل الولايات المتحدة والصين معاً نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمي، تصل إلى حوالي 43% هذا العام وفقاً لصندوق النقد الدولي. وهذا يعني أن أي حرب تجارية شاملة بين القوتين قد تؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، أو قد تدفع كلا البلدين نحو ركود اقتصادي، ما سينعكس سلباً على بقية دول العالم.
ولن يبقى أي تصعيد تجاري بين الصين وأمريكا محصوراً بينهما، حسب هيئة الإذاعة البريطانية، ويمكن تصور التداعيات العالمية من خلال النقاط التالية:
1- إذا تراجعت الاستثمارات العالمية بسبب حالة عدم اليقين، فستواجه الاقتصادات الناشئة والمتقدمة على حد سواء ضغوطاً، خاصة تلك المعتمدة على التصدير أو المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية.
2- ستؤدي حالة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم إلى تراجع الثقة، ما قد يجعل الشركات والمستثمرين أكثر تحفظاً في ضخ رؤوس الأموال، خصوصاً في الدول النامية.
3- تنتج الصين، باعتبارها أكبر دولة صناعية، أكثر بكثير مما تستهلكه داخلياً، حيث تحقق فائضاً تجارياً يقارب تريليون دولار، وإذا أغلقت السوق الأمريكية أمام صادراتها، فقد تلجأ الشركات الصينية إلى إغراق الأسواق الأخرى بمنتجات بأسعار منخفضة جداً.
4- رغم أن المستهلكين قد يستفيدون من انخفاض الأسعار، إلا أن المصانع الوطنية في دول مثل بريطانيا، ألمانيا، الهند، وتركيا قد تواجه صعوبات، مما قد يؤدي إلى إغلاق مصانع، وتسريح موظفين، وتقلص اقتصادي محلي.
تداعيات حرب الرسوم الجمركية: كيف يغير ترامب لهجته بعد تصعيد الصين؟
قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الصين أظهرت نفسها كـ “جهة سيئة السلوك” أمام العالم.
من جانبها، وصفت صحيفة الشعب، الناطقة باسم الحزب الحاكم في الصين، الاستراتيجية الأمريكية بأنها تنمر واضح عبر فرض التعريفات الجمركية.
كما سلطت الصحيفة الضوء على خبرة الصين التي اكتسبتها من ثماني سنوات من التوتر مع الولايات المتحدة، مبينة في الوقت نفسه أن بكين لم تُغلق باب التفاوض، بحسب أسوشيتد برس.
قد يصعب على الرئيس الصيني شي جين بينغ تصديق أن ترامب يُشعل النار في الاقتصاد الأمريكي ويهز مكانته العالمية.
وقالت شبكة CNN إن أحداً في أكبر اقتصاد آسيوي لا يستمتع بسباق ترامب المنفرد في فرض التعريفات الجمركية. وقد فرض الرئيس الأمريكي رسوماً جمركية تصاعدية على الصين وصلت إلى 145%، بينما منح معظم الدول الأخرى استثناءات هذا الأسبوع.
بالنسبة لاقتصاد غير متوازن يعتمد على التصدير ويعاني الانكماش مثل الصين، قد يبدو هذا تهديداً وجودياً. كما تمثل هذه الفوضى أيضاً فرصة استثنائية للصين. في حين ينشغل ترامب بنشر تغريدات قد تهز الأسواق، تخطط الصين بقيادة شي للعقود المقبلة.
ومع ذلك، يبدو أن الرئيس الأمريكي واثق من الوصول إلى تفاهم مع نظيره الصيني، موضحاً أنه رجل يعرف مصلحة بلاده جيداً.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي يدرك أيضاً مصالحه من خلال إصداره قرار اليوم يتضمن استثناء لأجهزة الكمبيوتر والهواتف والرقائق الإلكترونية من الرسوم الجمركية.