السياحة في الإمارات: آفاق استثمارية واعدة في وجهة عالمية رئيسية

تستمر دولة الإمارات في تعزيز مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمار السياحي، مستفيدةً من بيئة استثمارية مغرية، وبنية تحتية متطورة، وسياسات تشجع على نمو القطاع.

يشهد القطاع السياحي في الإمارات ازدهارًا في الفرص الاستثمارية على كافة الأصعدة، بدءًا من البنى التحتية، مرورًا بالفنادق والمنتجعات والمشاريع الترفيهية، وصولاً إلى الاستثمارات في السياحة المستدامة التي تتماشى مع اتجاه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر.

تواصل الجهات الحكومية المعنية دعم القطاع السياحي من خلال تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى تطوير الوجهات السياحية وتعزيز الابتكار، والتعاون مع القطاع الخاص لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والتميّز.

الاستراتيجية الوطنية للسياحة

تسعى الإمارات من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 إلى تعزيز موقعها ضمن أفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم؛ إذ تهدف الاستراتيجية إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية بحلول عام 2031.

حققت الإمارات خلال العام الماضي معدلات نمو ملحوظة وإنجازات هامة في القطاع السياحي، حيث بلغت إيرادات المنشآت الفندقية في الدولة قرابة 45 مليار درهم بمعدل نمو 3% مقارنةً بالعام 2023، بينما ارتفع معدل الإشغال الفندقي ليصل إلى 78% وهو من بين أعلى المعدلات على المستويين الإقليمي والعالمي.

احتلت دولة الإمارات المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمركز الـ18 عالميًا في مؤشر تنمية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في 2024.

وفقًا لشركة “آرثر دي ليتل” العالمية للاستشارات، فإن الإمارات لم تكتف ببناء أفخم الفنادق، بل نجحت أيضًا في دمج الضيافة مع التجارب الثقافية والترفيهية.

الكثير من الفرص

أفاد مسؤولون وخبراء في القطاع السياحي بأن القطاع لا يزال يحمل الكثير من الفرص، مشيرين إلى أن المشاريع الكبرى، سواء على مستوى القطاع أو فيما يتعلق بالقطاعات الأخرى، ستساهم في تنمية القطاع السياحي وزيادة جدوى الاستثمار فيه.

قال محمد الريس، رئيس مجموعة عمل وكلاء السفر والسياحة بدبي، والرئيس التنفيذي لمجموعة الريس للسفريات، إن الإمارات شهدت العديد من المشاريع الريادية والاستثنائية في القطاع السياحي خلال السنوات الماضية، مما أوصل القطاع إلى المستويات التي بلغها من الريادة على مستوى المنطقة في التجارب السياحية والابتكار العالمي في الكثير من المجالات المرتبطة بالسياحة.

أكد أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للاستثمار والسياحة من خلال المشاريع الكبرى التي تشهدها الإمارات، ما يعكس ثقة المستثمرين بآفاق النمو المستدام في قطاع السياحة.

أوضح أن القطاع السياحي يتضمن السياحة الترفيهية، وسياحة الأعمال والمؤتمرات، والسياحة العلاجية، وأن هناك مشاريع في كل إمارة تنتمي إلى إحدى هذه الأنواع أو تغطيها جميعًا، مما يدل على رؤية استراتيجية شاملة لتنويع المنتج السياحي في الدولة.

أكد أن المشاريع الكبرى الحالية والمستقبلية التي تطلقها الإمارات هي رسالة واضحة للمستثمرين بأن قطاع السياحة في الدولة ما زال يوفر الكثير من الفرص ولديه القدرة على تحقيق إيرادات متزايدة، واستيعاب المزيد من الاستثمارات النوعية.

أضاف أن الزخم في المشاريع السياحية لا يقتصر على إمارة واحدة، بل هو توجه عام على مستوى الدولة، مشيرًا إلى أن هذه الطفرة في الاستثمار السياحي تمثل قوة دفع كبيرة لجذب المزيد من السكان والسائحين على حد سواء.

زخم كبير

أكد حسني عبد الهادي، الرئيس التنفيذي لفنادق كارلتون الإمارات، أن الزخم الكبير الذي يشهده القطاع السياحي في الدولة يعكس رؤية قيادية واضحة لتعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية واستثمارية عالمية متكاملة، مشيرًا إلى أن التوسعات الجارية في مشاريع البنية التحتية السياحية والفندقية تعزز من ثقة المستثمرين وتفتح آفاقًا جديدة للنمو.

قال إن المشاريع العملاقة التي تشهدها الدولة، سواء في المطارات أو الوجهات السياحية الكبرى مثل الجزر الاصطناعية والمعالم الثقافية، تؤكد أن الإمارات لا تكتفي بالحفاظ على مكتسباتها، بل تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر تطورًا وتنوعًا في قطاع السياحة.

أضاف: “نشهد اليوم نموًا ملحوظًا في الطلب على الضيافة من مختلف الأسواق العالمية، مدفوعًا باستقرار الدولة وتنوع أنماط السياحة فيها”.