3 ملايين حالة وفاة خلال عام واحد.. دراسة تنبه من أدوية شائعة تشكل خطرًا على حياة الأطفال

3 ملايين حالة وفاة خلال عام واحد.. دراسة تنبه من أدوية شائعة تشكل خطرًا على حياة الأطفال

نتيجة مثيرة للقلق توصلت إليها دراسة جديدة أجراها باحثان مختصان في مجال صحة الطفل، حيث أوضحت الأرقام الصادمة أن نحو 3 ملايين طفل فقدوا حياتهم في جميع أنحاء العالم جراء العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في عام 2022 فقط.

أعلن البروفيسور هيرب هارويل والدكتورة يانهونج جيسيكا، اللذان يُعتبران من الرواد في مجال صحة الأطفال العالمية، عن نتائج هذه الدراسة خلال مؤتمر علمي في فيينا، محذرين من أن هذه الأزمة لا تعترف بالحدود الوطنية، إذ تتأثر بها بشكل أساسي الأطفال في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا.

الخلفية وراء هذا الرقم المخيف من الوفيات تعود إلى ظاهرة تُعرف بـ«مقاومة مضادات الميكروبات»، والتي تشير ببساطة إلى تطور البكتيريا لأساليب تمنحها القدرة على تفادي تأثير هذه الأدوية، مما يجعلها عاجزة عن مواجهتها، وفقاً لمجلة «ماي هيلث».

هذه الظاهرة ليست جديدة، ولكنها تتفاقم باستمرار، والسبب، كما يشير الباحثان، يعود إلى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، خاصة في الحالات التي لا تحتاج لها مثل نزلات البرد والإنفلونزا.

استندت الدراسة إلى بيانات من منظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وغيرها من المنظمات الموثوقة، حيث أظهرت أن استخدام ما يُعرف بـ«المضادات الحيوية الاحتياطية»، التي يجب استخدامها فقط في الحالات الحرجة، زاد بنسبة 160% في جنوب شرقي آسيا و126% في أفريقيا بين عامي 2019 و2021.

والأخطر من ذلك أن هذه الأدوية بدأت تفقد فعاليّتها، ويُحذر الخبراء من احتمال مواجهة فصل نبطل فيه علاج بعض العدوى البكتيرية.

المضادات الحيوية – صورة أرشيفية

في ظل هذه الإحصائيات المفزعة، تطرح الأوساط الصحية العالمية السؤال: هل هناك مخرج؟ ليجيب البروفيسور «هارويل» من قلب المؤتمر في فيينا أنه لا يوجد حل بسيط، فالمضادات الحيوية متواجدة في طعامنا وبيئتنا، ويتطلب الحل خطة عالمية شاملة.

وأضاف: «يجب أن نركز على الوقاية، من خلال تحسين مستوى النظافة العامة، وتعزيز الوعي والحد من الإفراط في استخدام الأدوية».

كما أكدت الدكتورة ليندسي إدواردز، الخبيرة في علم الأحياء الدقيقة بجامعة «كينجز كوليدج» في لندن، أن هذه الدراسة تشير إلى زيادة مثيرة للقلق في معدلات الوفيات مقارنة بالبيانات السابقة، مشددة على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لفهم مقاومة المضادات الحيوية التي تُهدد التقدم الذي أُحرز في مجال صحة الطفل، خاصة في البلدان الأكثر ضعفاً من الناحية الطبية.

قد يهمك أيضاً :-