
تستمر فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية، التي تختتم في 17 إبريل الجاري، حيث تتضمن العديد من البرامج المتنوعة والعروض المسرحية والأمسيات الفكرية. وقد شهدت الأيام الماضية عددًا من الفعاليات والعروض التي جذبت اهتمام رواد المهرجان. وفي إطار الاحتفال بشخصية الدورة الأولى من المهرجان، الدكتور أشرف زكي، كان «زكي» محور الفقرة الأولى في الأمسية الفكرية التي عُقدت في قاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون، حيث قام «زكي» بتوقيع كتابه الذي كتبته الدكتورة ياسمين عبدالحسيب، بمشاركة كريم صقر وطارق حبيب، وهو أول الإصدارات المطبوعة في المهرجان.
أشرف زكي خلال توقيع كتابه هاني كمال خلال الأمسية الفكرية لتكريم اسم سعد أردش
تبع ذلك تكريم اسم الراحل الدكتور سعد أردش بمناسبة مئويته، حيث تحدث دكتور جهاد أبوالعينين عنه كأستاذ في معهد فنون مسرحية، واستذكره بكثير من الاحترام، مبرزًا دعمه المستمر لطلابه الأكاديميين ليكتسبوا الخبرة من خلال المشاركة في تقييم الطلاب وغيرها من المواضيع الأكاديمية.
وروى «أبوالعينين» بعض التفاصيل عن الجانب الإنساني في حياة «أردش» وعلاقته بالطلاب، قائلًا: «الفرق بين أستاذ وأستاذ هو التعامل الإنساني قبل العلمي أو الأكاديمي».
وعقَّب دكتور هاني كمال، مدير الأمسية، بأن الأشخاص العظماء لا يحتاجون إلى الانتقام من الآخرين أو تعذيبهم، بل الذين يفعلون ذلك هم من يفتقرون إلى الكمال، وهذا غالبًا ما يعود إلى التربية والأصل الطيب.
واستعرضت الدكتورة نهلة إيهاب بعض الآراء النقدية عن العروض المشاركة في المهرجان وركزت أيضًا على الجانب الإنساني في هذه العروض، خاصًة في أعمال الفضاءات المتعددة والصراع الداخلي الذي يعاني منه الفرد من منطقة اللاوعي وكيفية التعبير عنه في منطقة الوعي من خلال استغلال عناصر العرض والمكان، الذي يعزز رسالة الصراع.
وأشارت «نهلة» إلى أن عرض مباراة القمة ليس مجرد مباراة ملاكمة، بل يدور حول الصراع الداخلي بين «أنا والأنا»، وكذلك في عروض «كابتن يحيى ناشد» و«مسافر ليل» و«صراع السلطة»، معتمدة على توظيف عناصر الإضاءة والبؤر الضوئية وصعوبة التلاقي بين الفرد والآخر.
وأضافت «نهلة» أن عرض «حلم ليلى» أثار الكثير من النوازع والرغبات والمشاكل النفسية، بينما عروض الديودراما مثل «المفتاح» و«دمى من ورق» سلطت الضوء على الصراع بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى عروض المونودراما في «يوميات ممثل مهزوم»، والتي استخدمت السينوغرافيا البسيطة في مكان مفتوح، لكن رمزيتها وصلت للجمهور.
وانتهت الأمسية بفقرة الأوراق البحثية، حيث قدم الدكتور محمد جمال الدين محاضرة حول المخرج المسرحي البولندي ييجى جروتوفسكى، الذي درس المسرح النقي أو الفقير في الفضاءات المغايرة أو غير التقليدية، وتحدث عن ظهوره في المسرح المصري من خلال مجموعة من التجارب، بما في ذلك تجربة الراحل كرم مطاوع في مسرح الجيب، الذي تحول إلى مسرح الطليعة، وتجربة الراحل سعد أردش بعنوان «المحفظاتى في دمياط».
وأضاف جمال الدين أن جروتوفسكى اعتمد على تدريبات استانسلافسكي التي ترتكز على العلاقة بين الممثل وإعادة تشكيل المساحة الإبداعية المتاحة وتمرده على الشكل المسرحي الإيطالي التقليدي، وأشار إلى بعض الأمثلة الجديدة الناجحة في مصر، مثل همة مصطفى في عرض «اسمها أنثى»، ومنار زين في عرض «التغريبة بنت الزناتى»، ومحمود فؤاد صدقي في عرض «مسافر ليل» بالهناجر.
كما تحدث فادي نشأت عن المسرح الغامر وفكرة الفضاء البديل من خلال خلق حالة شعورية للمتلقي ليكون داخل الحدث وتفعيل دوره الإيجابي، حيث يشارك الجمهور في التمثيل بخط درامي معين ثم يعود لمشاهدة العرض ليجرب نفسه في المشاركة بخطوط أخرى داخل نفس العرض.
وانتهى «نشأت» حديثه بفكرة الصراع بين السوشيال ميديا والواقع الافتراضي، ومحاولة المسرح لجذب الجمهور مرة أخرى من خلال استخدام الهولوجرام والتمثيل الحي في هذه العروض البديلة.
وشهدت الأمسية حضور كل من دكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، ورئيس المهرجان، ودكتور محمود فؤاد صدقي، مدير المهرجان، والمخرج محمد النقلي، ودكتور ياسر علام، رئيس اللجنة العلمية بالمهرجان، ودكتورة غادة محمود، ودكتورة أسماء حجازى، ودكتورة ندى طارق، والفنان عزوز عادل، عضو اللجنة العليا وعضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، والإعلامي محمد بدر، رئيس اللجنة الإعلامية بالمهرجان.
كما تضمنت الفعاليات تقديم عدد متنوع من العروض، ومنها عروض مسابقة مسرح العلبة الإيطالي، عرض «حكاية من الذاكرة» على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، والذي تدور قصته حول حياة طفلة وُلدت كفيفة وصماء، يتابع الجمهور رحلتها مع تحدي الظروف حتى تحقق ذاتها وأملها بالتخرج من الجامعة.
العرض مستوحى من رواية «قصة حياتي العجيبة» للكاتبة الأمريكية هيلين كيلر، ترجمة محمد وهدان، وبطولة ماريا أسامة، كارما وليد، إسلام شوقي، أحمد إيهاب، داليا سمير، معتز إدريس، مريم عثمان، جنى فريد، محمد القصرى، رياض الشربينى، تمصير وإعداد مسرحي عبدالرحمن سالم، ومن إخراج إبراهيم حسن.
كتبت كلمات أغاني العرض أنس النيلي، وترجمة لغة الإشارة كانت صفاء منتصر، ألحان محمد أغا وندى خيري، والهندسة الصوتية لعبد الرحمن أغا، وغناء إسراء أحمد كاشون، وحركة محمد صلاح، ديكور لينا عباس، إكسسوار لورا عباس، إضاءة أحمد صبحي، أزياء ومكياج محمد شاكر، ومساعدو إخراج محمود أبوكيفه ومحمد الزيدية وكريم عبده ومحمد زغلول، مخرج منفذ إبراهيم عادل.
على جانب آخر، وضمن عروض مسابقة الفضاءات غير التقليدية، عُرضت مسرحية «الضيف» داخل قاعة سعد أردش بالدور الثاني بمبنى معهد الفنون المسرحية.
العرض مأخوذ عن «ثورة الموتى» لأروين شو، و«أنشودة الدم» للدكتور مصطفى محمود، ورواية «1984» لجورج أورويل، وهو من بطولة محمد الحضري وصلاح عبدالعزيز، إضاءة محمود الحسينى كاجو، ديكور أحمد تيفا، ملابس عالى على، إعداد موسيقى مهند أسامة، دراماتورج وإخراج محمد الحضري.
تدور قصة العرض حول جدوى الحروب وعبثيتها وأثرها السلبي على علاقات الناس، من خلال شخصية إنسان مهزوم أو محطم رضخ لأوامر ليس لها معنى. يتجسد ذلك عبر صراع بين العاجز والشاعر الذي فقد عقله وأصبح يهذي. ومع تطور الحديث، يكتشف أن ما حدث هو خدعة من الشاعر لجر الجندي واكتشاف ما في قلبه، ليهزم أي أمل فيه للإصلاح.
كما تضمنت العروض «أحفاد دافنشي» على مسرح مدرسة الفنون، ثم عرض «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» على مسرح نهاد صليحة، وأخيرًا عرض «مسافر ليل» في ساحة المدرسة الثقافية.
قد يهمك أيضاً :-
- احمِ نفسك واكتشف أسباب كثرة النوم: صحتك تهم كل شيء في الحياة
- زيادة أسعار الذهب اليوم الأربعاء في محلات الصاغة.. كم سجل عيار 21؟
- وفاة بوبيندزا المهاجم السابق لنادي الزمالك.. التفاصيل حول سبب الوفاة
- أسعار الدينار الكويتي في البنوك ليوم الأربعاء 16 أبريل 2025
- قتيل وجرحى نتيجة هجومين روسيين على أوكرانيا
تعليقات