
لطالما كانت الصين تمثل تحديًا اقتصاديًا لأوروبا، والآن، مع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تترقب القارة العجوز كارثة اقتصادية.
تُنتج الصين مجموعة متنوعة من السلع الرخيصة – مثل السيارات الكهربائية المدعومة بشكل كبير، والأجهزة الإلكترونية، والألعاب، والصلب التجاري، وغيرها – لكن جزءًا كبيرًا من هذه التجارة كان مُوجّهًا نحو السوق الأمريكية المتعطشة.
ومع مواجهة العديد من هذه السلع الآن لجدار استثنائي من الرسوم الجمركية نتيجة الرئيس ترامب، يزداد القلق من إمكانية إغراق أوروبا بالمزيد من المنتجات، مما يضعف الصناعات المحلية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.
وفقًا لنيويورك تايمز، تجد هذه الدول نفسها الآن عالقة في خضم حرب ترامب التجارية المتصاعدة مع الصين.
ويقف قادتها بين خيار الاستسلام أو المواجهة، على أمل تجنب الخسائر الجانبية.
أفادت ليانا فيكس، الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، أن “تحدي الطاقة الإنتاجية الفائضة قد استغرق وقتًا طويلاً، لكنه وصل أخيرًا إلى العواصم الأوروبية”.
هناك اتجاه عام ورأي سائد في أوروبا بأنها يجب أن تدافع عن نفسها وتحمي مصالحها في هذه الأوقات.
وعدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بـ “التواصل البناء” مع الصين، رغم تحذيرها من الآثار غير المباشرة للرسوم الجمركية الأمريكية، وتعهدها بمراقبة تدفق السلع الصينية عن كثب.
ستقوم فرقة عمل جديدة بمراقبة الواردات بحثًا عن أي علامات إغراق.
وأكدت فون دير لاين، مع بدء تطبيق رسوم ترامب الجمركية، “لا يمكننا استيعاب فائض الطاقة الإنتاجية العالمية، ولن نقبل بالإغراق في سوقنا”.
أثارت رسالتها القوية، وإن كانت مدروسة، لكلا من الصين والولايات المتحدة إعجاب خبراء التجارة الذين يُعتبرون أن هذه فرصة مثالية لأوروبا لتفادي كارثة اقتصادية.
وصفت يانكا أورتيل، مديرة برنامج آسيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هذه الخطوة بأنها رد “رصين” على التهديد من بكين، وأوضحت أنه “يجب عليهم التمسك بموقفهم تجاه الصين، وإلا سيفقدونه”، لكن هذه اللحظة الحاسمة تُختبر وحدة القارة.
زار بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، بكين الأسبوع الماضي للتحدث مع الرئيس شي جين بينغ، ملحًا عليه لتعزيز التعاون مع الصين كإجراء وقائي ضد الرسوم الجمركية الأمريكية.
تأتي جهوده، التي تم نشرها في لقطات خلال مصافحته للزعيم الصيني، في الوقت الذي تستمر فيه فون دير لاين وقيادة المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، في مطالبة بكين بضمانات بعدم تسارع وتيرة الإغراق.
عارضت ألمانيا العام الماضي زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية التي فرضها الاتحاد الأوروبي، خوفًا من أن ترفع الصين الضرائب على صناعتها للسيارات.
فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي لم يعد عضوًا في الاتحاد، إلى علاقات “متسقة ودائمة ومحترمة” مع الصين، في محاولة لإنعاش اقتصاد بلاده المتعثر.
قال نوح باركين، كبير مستشاري مجموعة روديوم، وهي منظمة للأبحاث السياسية، “أسوأ سيناريو هو فرض رسوم جمركية أمريكية مرتفعة، وفي نفس الوقت إغراق الصين السوق الأوروبية”.
وأضاف أن هذا سيكون “ضربة مزدوجة للصناعة الأوروبية، وهذا ما تسعى أوروبا لتجنبه”.
لقد وجد القادة الذين يدّعون أن العلاقات الوثيقة مع الصين قد تكون جزءًا من الحل، مثل سانشيز في إسبانيا وستارمر في بريطانيا، أنها رسالة سياسية مفيدة في وقت تسعى بلدانهم فيه لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==
جزيرة ام اند امز
EE
قد يهمك أيضاً :-
- المطاعم الصينية في الولايات المتحدة: زيادة تكاليف الوجبات بسبب رسوم ترامب
- الأجزاء يابانية والأبواب فرنسية.. رسوم ترامب تؤثر على طائرات بوينغ 'العالمية'
- سياسات ترامب تعزز من هيمنة الصين في المنافسة على الطاقة العالمية
- «بحيرة يوندانغ» الصينية.. رمز الابتكار المستدام في إكسبو 2025 أوساكا
- ضرائب الـ10%: لماذا لا تزال مؤلمة على الرغم من التعريفات الأسوأ التي فرضها ترامب؟
تعليقات