في ظل النزاع التجاري مع واشنطن.. الصين تعين مسؤولًا جديدًا للتجارة (تفاصيل)

في يوم الأربعاء، عينت الصين مفاوضًا تجاريًا جديدًا هامًا في أي محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب المتصاعدة للرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، حيث تم استبدال وانج شوين، الذي يعتبر قيصر التجارة المخضرم، بمبعوثها إلى منظمة التجارة العالمية، لي تشنجانج (58 عامًا)، وفقًا لما ذكرته وكالة «رويترز».

وأعلنت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية في بيان لها، أن لي تشنجانج (58 عامًا) سيتولى المنصب خلفًا لوانج شوين (59 عامًا).

ووفقًا لمصدر في مجتمع الأعمال الأجنبي في بكين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ«رويترز» إن وانج كان يعتبر مفاوضًا قاسيًا وقد اختلف مع مسؤولين أمريكيين في اجتماعات سابقة، واصفًا إياه بأنه «متشدد للغاية».

جاءت هذه الخطوة في إطار القيادة العليا في وزارة التجارة الصينية خلال فترة تتبنى فيها بكين موقفًا صارمًا في الحرب التجارية المتزايدة مع واشنطن، والتي اشتعلت بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب على الواردات من الصين.

كما جاء هذا التغيير المفاجئ في خضم جولة الرئيس الصيني، شي جين بينج، في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جيرانه المقربين وسط التوترات مع الولايات المتحدة.

وأكد ألفريدو مونتوفار-هيلو، كبير مستشاري مركز «كونفرنس بورد» الصيني، أن التغيير كان «مفاجئًا للغاية وقد يكون مزعجًا» بسبب سرعة تصاعد التوترات التجارية ومع خبرة لي تشنجانج في التفاوض مع الولايات المتحدة منذ إدارة ترامب الأولى.

وأضاف: «لا يسعنا سوى التكهّن حول سبب حدوث ذلك في هذه اللحظة بالذات؛ لكن القيادة العليا في الصين قد ترى أنه نظرًا لتصاعد التوترات، فإن هناك حاجة لشخص آخر لكسر الجمود الحالي بين البلدين وبدء التفاوض في النهاية».

وعلى عكس العديد من الدول الأخرى التي استجابت لخطط ترامب لفرض رسوم جمركية عقابية عبر السعي لإبرام صفقات ثنائية مع واشنطن، قامت بكين برفع الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية ردًا على ذلك، ولم تسعَ لإجراء محادثات، مؤكدة أنها لا يمكن أن تتم إلا على أساس الاحترام المتبادل والمساواة.

ووفقًا لـ«رويترز»، يتمتع لي تشنجانج، الذي شغل عددًا من المناصب الرئيسية في وزارة التجارة، مثل الإدارات المسؤولة عن المعاهدات والقانون والتجارة العادلة، بخلفية أكاديمية من جامعة بكين النخبوية وجامعة هامبورج الألمانية.

من جانبه، أشار ألفريد وو، الأستاذ المشارك في جامعة سنغافورة الوطنية، إلى أن «بالنظر إلى سيرته الذاتية، يبدو أن لي يعتبر تكنوقراطياً نموذجياً في الصين لديه خبرة واسعة في التعامل مع قضايا التجارة في وزارة التجارة وكذلك في منظمة التجارة العالمية».

وأضاف: «يبدو أن هذه تبدو ترقية روتينية ولا شيء غير عادي، ولكن من الواضح أن هذه الفترة حساسة نظرًا للتوترات بين الولايات المتحدة والصين».