العاملون في صناعة دباغة الجلود: “الروبيكي” مركز صناعي يطمح لتطويرنا نحو العالمية

العاملون في صناعة دباغة الجلود: “الروبيكي” مركز صناعي يطمح لتطويرنا نحو العالمية

اتفق العاملون في مجال دباغة الجلود على أن المدينة تمثل قلعة صناعية متطورة تهدف إلى تحقيق العالمية، وهي نتيجة لما ابتكره أجدادنا منذ 7000 سنة في حرفة تشتهر منذ القدم.

وأشاروا إلى أن الهدف من إنشاء المدينة بمواصفات عالمية وصديقة للبيئة هو مضاعفة إنتاج الجلود بنسبة تتجاوز 280% وزيادة حجم صادرات القطاع ليصل إلى 300 مليون دولار سنويًا.

من جانبه، صرح حمدي حرب، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، بأن نقل المدابغ من سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي يعد نقلة قوية أسهمت في تطوير وتحسين جودة القطاع.

وأكد في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن القيادة السياسية، بفضل تبنيها للقطاع، ساهمت في إنشاء هذا الصرح ببنية تحتية فريدة لا مثيل لها في العالم.

كما نوه أن القيادة السياسية تدرك تمامًا أن قطاع دباغة الجلود يعد من الصناعات الواعدة ذات التاريخ العريق منذ عهد أجدادنا المصريين القدماء، خاصة أنهم من ابتكروا هذه الصناعة وصدروا منتجاتها إلى بقية دول العالم، ومن خلال هذه النقلة تسعى القيادة إلى الحفاظ على التاريخ العريق لتلك الصناعة.

وأشار إلى توفير بيئة عمل جيدة داخل المدينة، مما أتاح للمصنعين فرصة تطوير صناعة الجلود وتحسين جودة المنتج المحلي.

وأوضح أنه تم توفير مراكز تدريب في هذا القطاع بالتعاون مع الجانب الإيطالي داخل المدينة، الذي قدم كل الدعم الفني والمالي، مما ساهم في توفير عمالة ماهرة ومدربة، بالإضافة إلى توفير بيئة صحية جيدة حيث تم اتخاذ كافة إجراءات السلامة والمراعاة للاشتراطات البيئية التي تلعب دورًا في تطوير هذا القطاع.

واستعرض حرب التعاون المثمر مع الجانب الإيطالي في إنشاء محطة لمعالجة المياه الناتجة عن عمليات الدباغة لإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى في زراعة غابات شجرية تساهم في تنقية الهواء.

وأشار إلى أن المدينة ساهمت أيضًا في جذب استثمارات عديدة من دول عدة، بما في ذلك الجانب التركي والألماني.

ووافقه الرأي أسامة الطوخي، عضو غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، مؤكدًا أن تخصيص مناطق صناعية واستثمارية متخصصة يسهم في تطوير ورفع كفاءة المنتجات المحلية الصنع، ولها أيضًا مردود اقتصادي كبير، حيث تساهم في دفع عجلة الإنتاج وتطوير وتوسيع قاعدة الصناعة المصرية.

وأكد أن مدينة الروبيكي حققت ما نطمح إليه في القطاع، حيث شجعت المدينة والقائمون على إدارتها الصناع على تطوير وتحسين جودة المنتجات، مما ساهم في فتح أسواق جديدة في العديد من الدول.

وأشار إلى خطة الحكومة المصرية وتوجهاتها نحو الاعتمادية الكاملة على استغلال الثروات المصرية وتصنيعها بأيدٍ مصرية، مما يساعد على توفير فرص عمل للشباب وزيادة القيمة المضافة للمنتجات بدلاً من تصديرها كمواد خام.

فيما أكد محمود محزر، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة القاهرة للاستثمار والتطوير، أن مدينة الجلود بالروبيكي تعد من أهم المشاريع القومية ولها أبعاد تنموية واقتصادية وحضارية ساهمت بشكل كبير في تطوير وزيادة فرص التصدير للقطاع.

وأوضح أنه تم تصميمها وتخطيطها لتوفير المساحات المختلفة والمرافق المطلوبة للصناعات المتكاملة والخدمات العصرية، وفقًا للمعايير الدولية، وهي واحدة من أبرز التجمعات الرائدة في الشرق الأوسط، المصممة والمخططة على أعلى مستوى عالمي.

يُذكر أن المدينة تمتد على مساحة 506 أفدنة، وتقع في نطاق مدينة بدر، بالإضافة إلى 282 فدانًا لمحطات المعالجة. تم تنفيذ المدينة على ثلاث مراحل؛ حيث تم في المرحلة الأولى تسكين وتشغيل 213 مصنعًا تشمل (مدابغ، مخازن كيماويات، مخازن جلود، وغيرها)، بينما تم في المرحلة الثانية بناء وتخصيص 135 مصنعًا (40 مصنع غراء، 95 مصنع دباغة ومخازن جلود وكيماويات)، وجارٍ الانتهاء من الأعمال الداخلية لهذه الوحدات تمهيدًا لتشغيلها خلال الربع الأول من عام 2025.

أما المرحلة الثالثة، فقد شهدت إنشاء منطقة للصناعات الجلدية النهائية (100 مصنع، 68 وحدة إنتاجية صغيرة، مبانٍ للخدمات مثل المركز التكنولوجي ومركز التدريب، مبنى المعارض، ومحلات لمستلزمات الإنتاج، ومبنى إداري وخدمي)، بالإضافة إلى 282 فدانًا لمحطات معالجة بسعة حالية 8000م3/يوم، وجارٍ أعمال التطوير والتوسعات لتصبح إجمالي سعة المحطات 24000م3/يوم.

تتمتع بشبكة طرق خارجية وداخلية عالية الكفاءة، بالإضافة إلى إنشاء خط سكك حديد (العاشر من رمضان – بلبيس) بطول 63 كيلومترًا، لربط المدينة بالمنطقة اللوجستية والميناء الجاف بمدينة العاشر من رمضان، كما تم توفير وسائل نقل داخلية لنقل العاملين من المصانع إلى محطة الروبيكي، وكذلك توفير خطوط نقل لخدمة المترددين على مدينة الجلود بالروبيكي. وقد تم تسكين جميع المدابغ المنقولة من منطقة مجرى العيون إلى المدينة.