في الذكرى السنوية لميلاد عمار الشريعي.. حقيقة العبارة التي أهدها “عبد الناصر” إلى مدرسة فاقدي البصر (تقرير)

في الذكرى السنوية لميلاد عمار الشريعي.. حقيقة العبارة التي أهدها “عبد الناصر” إلى مدرسة فاقدي البصر (تقرير)

«بين الحب والشجن» هكذا كانت لحظات حياة عمار علي محمد الشريعي، المعروف بالموسيقار «»، الذي نحتفل اليوم بذكرى ميلاده، الموافق 16 إبريل 1948، في سمالوط بمحافظة المنيا.

عمار الشريعي – صورة أرشيفية

بين عشق الموسيقى والشجن، درس «الشريعي» في مدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، ثم حصل على شهادة ليسانس الآداب من جامعة عين شمس، قسم اللغة الإنجليزية. لم تكن رحلة «الشريعي» سهلة، لكنه واجه كافة التحديات التي مر بها في حياته بصبر. في لقاء نادر مع الراحل عمار الشريعي، تحدث خلال برنامج «واحد من الناس» مع الإعلامي د. عمرو الليثي عن مراحل حياته منذ الطفولة، وفقدانه للبصر، موضحًا أنه وُلد كفيفًا ولكنه كان يرى شعاعًا من النور. في هذا اللقاء الفريد، ذكر «الشريعي» بداياته في سمالوط ، وعن عائلته المكونة من خمسة أشقاء، وأن والده كان عمدة القرية في ذلك الوقت.

– صورة أرشيفية

كشف عمار الشريعي، خلال لقائه، أن شغفه بالموسيقى بدأ منذ أن كان في الثالثة من عمره، عندما كانت أسرته تضعه على كرسي البيانو ليعزف بإصبع واحد على أغنية «يا دنيا اجري بينا» للفنانة الراحلة ليلى مراد، مما جعله يتعلق بالموسيقى بشدة، وفقًا لما رواه له والدته. اعتبر «الشريعي» والدته بمثابة مخزن للفلكلور، حيث كانت تحفظ الغناء الشعبي المصري، وخاصة الصعيدي، وكان يحكي أنها عندما كانت تغني له في صغره أغاني الفرح، كان يضحك، وعندما تدندن بأغان حزينه كان يبكي. كما وصف «الشريعي» صوت والدته بأنه خاص، وأن علاقتهما كانت قوية جدًا، لدرجة أنه كان يعزف لها على العود بينما تغني للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، والتي كانت تحب أغانيه جدًا وكانت ترغب دائمًا ألا يغير ابنها طريقته في الغناء.

– صورة أرشيفية

كواليس زيارة جمال عبد الناصر إلى مدرسة المكفوفين

وفي اللقاء النادر، تحدث الموسيقار عمار الشريعي عن مدرسته التي تُعرف باسم «point 4»، قائلاً: «عندما التحقت بالمدرسة كانت تتبع النقطة الرابعة الأمريكية، وهي خدمة قدمتها الولايات المتحدة لإنشاء أول مدرسة للمكفوفين في الشرق الأوسط، حتى زارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأذن لإدارة المدرسة بطباعة كتاب «ناصر» بطريقة برايل للطلاب المكفوفين، والذي كان يحمل عنوان «فلسفة الثورة». وتابع «الشريعي» أنه خلال زيارة عبد الناصر، قال إنه سيكتب مقدمة خاصة للكتاب، وكان هناك عبارة: «كل ميسر لما خلق له، إن الثورة لا تعرف معنى العجز». وأوضح «الشريعي» أن هذه العبارة كانت بمثابة تأكيد أن الرئيس يؤيد مواصلة التعليم للطلاب حتى بعد المرحلة الإعدادية، لكن الصدمة كانت في إلغاء النقطة الرابعة الأمريكية متهمة بالخيانة وأعمال مضادة للأمن القومي، وتحولت لتصبح المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، ثم سُمّيت مدرسة طه حسين فيما بعد. وعندما تحدث عن التغييرات التي طرأت على المدرسة، قال: «كطلاب لم يكن لدينا رأي في تغيير اسمها، لكن بدأنا نعاني من التغييرات في الطعام، التي أصبحت تختلف تمامًا عما كنا معتادين عليه في السنوات الأربعة الأولى، إذ تغيّرت الأطباق من البورسلين إلى الصاج، والأكواب من الزجاج إلى الألمنيوم».

– صورة أرشيفية

رحلة عمار الشريعي في حب الموسيقى

تابع عمار الشريعي، حديثه عن رحلته في عشق الموسيقى، موضحًا أنه كان يقرأ ويكتب النوتة الموسيقية وهو في الصف الرابع الابتدائي، ويقوم بالتوزيع في الصف السادس.

وعن أصعب اللحظات في حياته، بيّن «الشريعي» خلال اللقاء النادر: «لم يكن والدي مهتمًا بالموسيقى، ولكنه كان يشجعني ويستمع إليّ، كنا سبعة أشقاء، وتوفي اثنان منهم، وكانت أصعب اللحظات عندما فقدت والدي، حيث كنت معه لحظة وفاته، عندما قال أنه سيسافر إلى البلد وسأل من سيرافقه، فأجبت بأنني سأذهب، فاندهش والدي، قائلاً إنه غريب أنني في عطلة ولا أحب السفر، وبالفعل سافرنا وقضينا وقتًا مع أصدقائه، وفجأة قال لي “عمار أنا تعبان، أريد هواء”، وتوفي على الفور. خلال تلك الفترة، كنت أدعو كثيرًا، وقلت: “يا رب، الناس لا تريدني، خذني أنا واترك أبي”، ولكنني عشت بعد وفاته في حالة نفسية صعبة لمدة شهرين أو ثلاثة، وبعدها حاولت استعادة نفسي، شعرت بالعجز التام، وكنت أعاني من نوبات شلل فجأة، وأقع، وكان نفسي ضيقًا ولم أستطع الوقوف».

ماذا قال عمار الشريعي عن فقدان البصر

وحول فقدانه للبصر، أوضح الموسيقار عمار الشريعي، في لقاءه النادر: «أنا ولدت دون أن أرى، وهذا كان أسهل لأنني لم أفقد شيئًا، وقد اعتدت على ذلك منذ الطفولة، وعندما سألوني يومًا، لو قيل لك أن تعيش عملية وتستعيد بصرك، قلت ربما أرفض لأن عالمي سيتدمر وقناعاتي ستنهار، وعلى فكرة، كنت أرى النور عندما كنت صغيرًا، لكن أحيانًا أشعر أنه اختفى». واستكمل «الشريعي» أنه في أحد لقاءاته مع الفنان عمر الشريف، أثناء تقديم فيلم «الأراجوز» قال له: «لا تُركز معايا يا أستاذ»، فكان رد عمر الشريف: «أنا مهما حاولت لن أستطيع التركيز مثلك».

اقرأ أيضا:

قد يهمك أيضاً :-