“باراسكيفاس” .. قصة أجمل مبنى حصل على لقب “عروس البحر الأبيض المتوسط” (صور)

“باراسكيفاس” .. قصة أجمل مبنى حصل على لقب “عروس البحر الأبيض المتوسط” (صور)

تُعتبر عمارة باراسكيفاس، الموجودة بشارع كانوب- فؤاد حاليًا- تحفة معمارية فريدة من نوعها في مصر والشرق الأوسط، حيث تعد واحدة من أجمل البنايات المعمارية ذات الطرز الهندسية الرائعة، والتي تُشكّل رمزًا للهندسة الإيطالية التي تتجلى في عروس البحر الأبيض المتوسط.

قد نالت عمارة باراسكيفاس لقب عروس البحر الأبيض المتوسط، ولقب أجمل بناية في مصر والشرق الأوسط، بعد عام واحد من إنشائها في ١٩٢٥، وتم تكريمها من قبل مجموعة دول حوض البحر الأبيض المتوسط كأجمل بناء وعروس البحر المتوسط، حيث جرى إنشاؤها في عام ١٩٢٤، ويبلغ عمرها أكثر من ١٠٠ عام، حيث أنها مدرجة ضمن سجل التراث في المدينة الساحلية.

عمارة «باراسكيفاس»

قال الخبير الأثري أحمد عبدالفتاح، عميد الأثريين في الإسكندرية، وعضو اللجنة الدائمة للآثار السابق، إن المبنى حصل على جائزة السياحة كعروس البحر الأبيض المتوسط، وهي جهة سياحية أجنبية، حيث تُعتبر من أجمل وأفخم عمائر شارع فؤاد، فلا يوجد في الشارع عمارة تضاهيها في الجمال والفخامة، وقد اشتراها تاجر ثلج يُدعى ماسخ، وهو تاجر مياه غازية، وكان يقيم في بداية شارع كلية الطب بالأزاريطة، وسط الإسكندرية. وأشار إلى أن العمارة تضاهي نظائرها في باريس وروما، وتعتبر رمزًا للإسكان المعماري الفاخر الذي يتميز بالثقافة المعمارية.

وأوضح «عبدالفتاح»، لموقع «بوابة مولانا»، أن العمارة تخطت عمرها ١٠٠ عام، وتُوصف بأنها أفخم عمارة في الإسكندرية بأكملها، من حيث الموقع والتصميم والقيمة المعمارية في قلب المدينة الساحلية، كما أنها تقع في منطقة جغرافية ذات أهمية كبيرة، مُواجهة لبلدية الإسكندرية سابقًا -محافظة الإسكندرية حاليًا- والتي تعرضت للحريق بسبب أحداث ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وأضيفت كساحة للمتحف اليوناني الروماني، مما يعكس مجد الإسكندرية القديم في العهد اليوناني. تقع على حافة شارع كانوب القديم، المعروف حاليًا بشارع جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى كونها واحدة من مفاخر الإسكندرية ومصر في مواجهة حوض البحر الأبيض بالكامل، مما يجعلها تتفوق على القاهرة الخديوية، إذ لا يوجد في ميدان القاهرة الخديوية عمارة تنافسها أو تضاهيها في الفخامة المعمارية.

عمارة «باراسكيفاس»

وأشار إلى أن مساحة العمارة حوالي ١٠ آلاف متر مربع، وتتكون من حوالي ١٠ طوابق، وتتسم الشقق السكنية فيها بالفخامة والرفاهية غير المعتادة، حيث تحتوي على العديد من مظاهر الرفاهية العالية، مثل الحمامات المصنوعة من الرخام الخالص، ومقابض الأبواب من البرونز، والبهو الواسع، وتتضمن أجنحة للإقامة بدلاً من مجرد شقق، مشيرًا إلى أن من أبرز من سكن فيها المخرجة السينمائية الراحلة أسماء البكرى، حفيدة السكاكينى باشا.

وطالب «عبدالفتاح» بضرورة الاهتمام بالبناية الفخمة التاريخية، من خلال وضع كود زلازل لها وصيانة شاملة ودورية للحفاظ عليها، مُشيرًا إلى ضرورة حصول العمارة على كود زلازل يوضح إمكانية تعرضها للزلزال وكيفية حمايتها منه، بالإضافة إلى إجراء ترميمات وصيانة دورية ومستمرة للحفاظ عليها كونها أثرًا تاريخيًا وتراثيًا مهمًا في مصر والشرق الأوسط، ووجهة للمواطنين المصريين والعرب والأجانب الذين يزورونها، خاصة بعد حصولها على لقب «عروس المتوسط».

وتابع: «تتميز عمارة باراسكيفاس بكونها تراثًا مهمًا وفريدًا من نوعه، مما يجعلها فلتة معمارية لا مثيل لها في مصر، وتظل شاهدة على عصر المجد المعماري في مصر عبر التاريخ»، مشيرًا إلى أنها تدل على تمتع مصر بالازدهار الاقتصادي، وقد أُنشئت في عصر الملك فؤاد باشا، أحد أفراد الأسرة العلوية، وقد زارها الملك فاروق الأول حينما كان يقيم بها أحد أصدقائه، كما زارها ابن عم الملك فاروق أيضًا.

عمارة «باراسكيفاس»

قال الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة الأمانة الفنية للحفاظ على تراث الإسكندرية السابق، وأستاذ العمارة في جامعة الإسكندرية، إن عمارة باراسكيفاس، التي فازت بجائزة أجمل مبنى معمارية في مصر والشرق الأوسط منذ ١٠٠ عام، تُعتبر حكاية معمارية هندسية فريدة من نوعها، ليس فقط في الإسكندرية ولكن في مصر والشرق الأوسط أيضًا، فهي واحدة من أقدم العقارات التراثية في الإسكندرية وأكبرها حجمًا.

وأضاف «عوض»، في تصريحات لـ«بوابة مولانا»، أن العمارة مُسجلة ضمن مجلد التراث بالمدينة، حيث صممها وبناها المهندس المعماري اليوناني نيكولاس باراسكيفاس، على الطراز الإيطالي المعروف بطراز «الباروك»، وذلك في عام ١٩٢٤، وقد حصلت على الجائزة بعد إنشائها بعام واحد فقط بسبب جمالها ورونقها الاستثنائي.

وأشار إلى أن العمارة الساحرة بُنيت على أنقاض كازينو يسمى «حديقة روزيتا»، الذي أنشأه نيكولاس باراسكيفاس سنة ١٩٠٢، ثم هدمه وبنى العمارة مكانه، موضحًا أن تفرد العمارة يكمن في عناصرها الفنية والهندسية والمعمارية التي لا مثيل لها، مشبهاً إياها بما يحدث في باريس.

ولفت «عوض» إلى أن الإسكندرية غنية بالعديد من المباني والمنشآت التاريخية الفريدة، التي جرى تسجيلها في مجلد التراث بالإسكندرية للحفاظ عليها من الاندثار، ومن بينها عمارة باراسكيفاس، بالإضافة إلى المئات من البنايات والعمائر التي تجسد قطعًا فنية تتفوق على مثيلاتها في باريس، وتحتضن عروس البحر الأبيض المتوسط، أجمل سكندريات العالم، حيث لا تزال المدينة الساحلية تحتفظ ببنايات وأبراج تبدو كأنها متاحف سكنية تزين الحارات والأحياء الشعبية القديمة على مستوى المحافظة.

قد يهمك أيضاً :-