واشنطن تفرض قيوداً على صناعة الرقائق الصينية والشركات الغربية تعاني من تداعيات ذلك

واشنطن تفرض قيوداً على صناعة الرقائق الصينية والشركات الغربية تعاني من تداعيات ذلك

شركات التكنولوجيا الغربية تقترب من دخول مرحلة جديدة من النزيف المالي، بعد أن فرضت واشنطن رسوماً جمركية مشددة في إطار حربها

للكبح من نمو صناعة الرقائق الصينية.

خطوة قد تكلف تلك الشركات مليارات الدولارات، وسط تحذيرات من تداعيات واسعة على مستقبل الصناعة والتنافس العالمي، نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة للحد من نمو صناعة الرقائق الصينية.

أعلنت شركة صناعة الرقائق الإلكترونية للذكاء الاصطناعي “إنفيديا” أنها باتت ملزمة بالحصول على ترخيص لتصدير شريحة “H2O” فائقة الأداء إلى الصين، وفقاً لبيان الشركة. وتطبق القيود الجديدة، المفرضة بسبب مخاوف من إمكانية استخدام هذه الرقائق في الحواسيب العملاقة، أيضاً على شريحة “MI308” التابعة لشركة “أيه إم دي”، وما يعادلها.

تفاجأ كبار مزودي الخدمات السحابية الصينيين بالقيود الجديدة، حيث كانوا يتوقعون استلام شحنات شرائح “H2O” بحلول نهاية العام. قد يفقد شركة إنفيديا طلبات بقيمة 18 مليار دولار، التي حصلت عليها هذا العام من السوق الصينية الضخمة التي حققت إيرادات بلغت 17 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في 26 يناير.

إنفيديا وأيه إم دي في دائرة الخطر

من المتوقع أن تؤدي القيود الجديدة والتعريفات المتبادلة إلى تحمل شركة إنفيديا رسومًا إضافية تصل إلى 5.5 مليار دولار بشكل كل ثلاثة أشهر بدءًا من عام 2026، وفقًا لما ذكرته الشركة. تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 7% يوم أمس بعد هذه الأنباء، ليصل إجمالي خسائرها منذ بداية العام إلى أكثر من 24%، بينما انخفضت أسهم “أيه إم دي” بنسبة 7% أيضًا.

نزيف في سلاسل التوريد الغربية

القيود الجديدة على الصادرات قد تسبب أيضًا خسائر سنوية تزيد عن مليار دولار للشركات الأمريكية المنتجة لمعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية، حسبما أفادت رويترز يوم الثلاثاء عن مصدرين مطلعين. وتشير تقديرات القطاع إلى خسائر سنوية تبلغ 350 مليون دولار من الإيرادات لكل من ثلاث من أكبر شركات معدات تصنيع الرقائق الأمريكية — أبلايد ماتيريالز، ولام ريسيرش، وكيه إل أيه — وفقًا للوكالة.

سلسلة من القيود السابقة

في إطار سعيها لكبح صناعة الرقائق الصينية، فرضت الإدارة الأمريكية السابقة قيود تصدير متتالية على معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية المتقدمة إلى الصين، مما أدى إلى فقدان مليارات الدولارات من عائدات شركات تصنيع الرقائق الأمريكية. على الرغم من تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة، فتحت الإدارة الحالية تحقيقًا في واردات شركات تصنيع الرقائق، وتخطط لفرض رسوم جمركية إضافية على هذه الصناعة.

أوروبا أيضًا في دائرة العاصفة

جاءت طلبات شركة “أيه إس إم إل” الهولندية أقل من توقعات السوق بنحو مليار يورو، مشيرة إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية تزيد من حالة عدم اليقين.

رد فعل السوق

انخفضت أسهم شركة التكنولوجيا الهولندية متعددة الجنسيات بنسبة 16% منذ يناير، منها 6.2% فقط في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء. من المرجح أن تستمر “تفاقم حالة عدم اليقين في البيئة الكلية” لبعض الوقت، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي لشركة “أيه إس إم إل” كريستوف فوكيه لفايننشال تايمز.

قد يهمك أيضاً :-