بعد تطبيق القوانين الصارمة لتصدير الرقائق في الولايات المتحدة.. هل ستسمح الولايات المتحدة للصين بالاستحواذ على سوق الرقائق؟

بعد تطبيق القوانين الصارمة لتصدير الرقائق في الولايات المتحدة.. هل ستسمح الولايات المتحدة للصين بالاستحواذ على سوق الرقائق؟

بينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تقليل صادرات الرقائق الحاسوبية الهامة استراتيجياً إلى الصين، يعتقد الخبراء أن هذه الجهود قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ مما يعزز الابتكار في الشركات الصينية ويساعدها على السيطرة على سوق أشباه الموصلات العالمية، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وأشار جاك جولد، المحلل الرئيسي في شركة جيه جولد أسوشيتس، إلى أن ما يحدث في الواقع هو أن الحكومة الأمريكية تمنح الصين فوزًا كبيرًا في الوقت الذي تحاول فيه تعزيز أعمالها في مجال الرقائق.

وأضاف جولد في تصريح لوكالة فرانس برس: «حالما يصبحون قادرين على المنافسة، سيبدأون في بيع منتجاتهم في جميع أنحاء العالم وسيقوم الناس بشراء رقائقهم».

وتابع أنه عندما يحدث ذلك، سيكون من الصعب على شركات تصنيع الرقائق الأمريكية استعادة حصتها المفقودة في السوق.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت بالفعل قيودًا على صادرات وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) المتطورة من إنتاج شركة إنفيديا، المصممة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إلى الصين، التي تعد أكبر مشتر للرقائق في العالم.

وقد طورت شركة إنفيديا شريحة H20 بشكل رئيسي للسوق الصينية، بهدف تحسين الأداء مع الالتزام بالقواعد الأمريكية السابقة للتصدير، ولكن المتطلبات الجديدة للتراخيص تمثل عائقًا.

وبالنسبة لشركة AMD، فإن إجراءات الرقابة الجديدة على الصادرات الأمريكية تشمل وحدات معالجة الرسوميات MI308 الخاصة بها، المصممة لتطبيقات عالية الأداء مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي، كما أوضحت الشركة في ملفها، مع العلم بأنه لا يوجد ضمان لمنح تراخيص المبيعات إلى الصين.

هل تسلم الولايات المتحدة سوق الرقائق إلى الصين؟

هل الولايات المتحدة تسلم سوق الرقائق إلى الصين؟

توقع المحلل التقني المستقل، روب إنديرل، أن تزيد شركات تصنيع الرقائق الصينية، وبالأخص شركة هواوي، من جهودها للسيطرة على السوق.

وقال إنديرلي معلقًا على القواعد الأمريكية المشددة: «ستكون هذه بمثابة هدية من السماء للصين، لأنها ستبدأ في إنشاء أعمالها الخاصة في مجال المعالجات الدقيقة، وهذا سيسرع من تسليم القيادة الأمريكية في هذا المجال».

وأضاف أن الحكومة الصينية تمتلك موارد ودوافع كافية لدعم صناعة الرقائق لديها، موضحًا أنه بينما قد يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يمكنه تحقيق أهدافه، فإن الاقتصاد العالمي ليس على نفس المنوال.

وأكد المحلل أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب أدت إلى نفور الحلفاء، مما زاد من رغبتهم في الاتجاه إلى الصين للحصول على الرقائق.

واختتم إنديرلي بالقول: «بشكل عام، سيسبب ذلك مشاكل حقيقية للشركات الأمريكية على المستويين التنافسي والعملي، وستصبح الشركات الأجنبية فجأة في وضع أفضل للتنافس».

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانج، إن الشركة العملاقة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي يمكنها الامتثال للمتطلبات الأمريكية الجديدة دون المساس بالتقدم التكنولوجي، مضيفًا أنه لا شيء سيوقف التقدم العالمي للذكاء الاصطناعي.

وذكر المحلل دان إيفز من شركة ويدبوش في مذكرة للمستثمرين: «إنفيديا هي واحدة من أهم القطع في لعبة الشطرنج الأمريكية مع الصين».

وأضاف أن «إدارة ترامب تدرك أن هناك شريحة واحدة تعمل على تغذية ثورة الذكاء الاصطناعي، وهي إنفيديا»، ولذلك وضعت «علامة ممنوع الدخول أمام الصين» لإبطاء تقدمها، ومع ذلك، حذّر إيفز من أن حرب الرقائق لم تنتهِ بعد، متوقعًا مزيدًا من التصعيد بين الطرفين.

قد يهمك أيضاً :-