الديون الأميركية تصل إلى مرحلة خطيرة.. خطر حدوث «أزمة مالية عالمية»

الديون الأميركية تصل إلى مرحلة خطيرة.. خطر حدوث «أزمة مالية عالمية»

تم تحديثه الأربعاء 2025/4/23 02:01 ص بتوقيت أبوظبي

اعتبر خبراء اقتصاد فرنسيون أن تزايد العجز الأمريكي وفقدان الثقة في سندات الخزينة ينذران بحدوث “زلزال مالي عالمي” قد يفوق تأثير أزمة 2008، بينما يستمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدلات الفائدة، ومع احتمال حدوث أزمة ثقة بالدولار.

من جانبه، أشار جون بارتيليمي، خبير الاقتصاد الكلي في “معهد الدراسات المستقبلية بباريس”، في حديثه لـ”العين الإخبارية” إلى أن “سندات الخزينة الأمريكية كانت دائمًا تعتبر ملاذًا آمنًا، لكن الوضع الراهن يشير إلى وجود تغيير جذري في ثقة الأسواق. إذا قامت بكين أو طوكيو بتقليص حيازاتهما، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في التوازنات العالمية وهروب رؤوس الأموال”.

في يوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان الجاري، انتقلت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حيز التنفيذ، مما أحدث اهتزازًا في أسواق المال العالمية. وعلى شاشات البورصات، ارتفعت معدلات الفائدة على سندات الخزينة الأمريكية بشكل غير مسبوق.

حيث قفز العائد على السندات طويلة الأجل (30 سنة) من 4.4% إلى 5%، بينما ارتفع العائد على السندات لعشر سنوات بمقدار 55 نقطة أساس خلال ثلاث جلسات فقط – وهو تسارع لم يحدث منذ 25 عامًا.

وفي تصريحاتها لـ”العين الإخبارية”، حذرت كلير دوبوا، أستاذة الاقتصاد في جامعة السوربون، من أن “العجز الفيدرالي الأمريكي وصل إلى مستويات لا يمكن الاستمرار بها على المدى البعيد دون تحفيز أزمة ديون سيادية. ما نشهده حاليًا هو مقدمة لانفجار محتمل في أسواق الدين العالمية”.

مع هذا الارتفاع المفاجئ، بدأت دوائر المال تثير احتمالية تخلّي الصين واليابان عن جزء من حيازتهما من السندات الأمريكية كاستجابة للتصعيد التجاري، مما قد يزعزع استقرار السوق الأمريكية والدولار على حد سواء.

من جانبه، قال باتريك أرتوان، من مركز CEPII للدراسات الاقتصادية الدولية، لـ”العين الإخبارية”، إن “ارتفاع معدلات الفائدة بهذا الشكل السريع يزيد من تكلفة خدمة الدين الأمريكي، ويضغط على الميزانية العامة، مما قد يسرّع الوصول إلى نقطة اللاعودة اقتصاديًا”.

تداعيات أوروبية محتملة: هل تهب العاصفة من واشنطن إلى باريس؟

يعتقد أرتوان أن أزمة الدين الأمريكي لن تظل محصورة في الولايات المتحدة، بل قد تمتد إلى أوروبا، خصوصًا في ظل ترابط الأسواق المالية والاعتماد المتبادل على الدولار.

وأوضح أنه “أي اضطراب في سوق الدين الأمريكي سيؤثر بشكل مباشر على اليورو، ليس فقط عبر القنوات المالية، بل من خلال التأثير على حركة التجارة وأسعار الفائدة العالمية، مما سيجبر البنك المركزي الأوروبي على إعادة تقييم سياساته النقدية”.

وأضاف: “الاقتصاد الفرنسي، الذي يواجه حاليًا ضغوطًا من عجز الميزانية وتباطؤ النمو، سيكون عرضة لتداعيات موجة تضخمية أو أزمة سيولة، إذا ما انهار الطلب العالمي على الدولار أو على سندات الخزينة الأمريكية”.

بحسب الخبير الاقتصادي الفرنسي، فإن أزمة الدين الأمريكي المحتملة، إذا لم يتم التحكم فيها، قد تكون الشرارة التي تعيد إشعال أزمات اقتصادية قديمة في أوروبا، وتعيد تشكيل خريطة التمويل الدولي لعقود قادمة.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE

قد يهمك أيضاً :-