إعداد: محمد عزالدين
عثر عمال بناء نمساويون، على مقبرة جماعية تضم بقايا هياكل عظمية يعتقد أنها تعود إلى محاربين من الإمبراطورية الرومانية من القرن الأول الميلادي، وذلك أثناء إنجازهم لأعمال ترميم ملعب لكرة القدم في منطقة سيمرينغ بالعاصمة فيينا.
وقالت ميكايلا بيندر، من متحف فيينا، والقائمة على عملية التنقيب الأثري: «تضم المقبرة رفات ما لا يقل عن 129 شخصاً، مع وجود العديد من العظام المخلوعة، ما يشير إلى أن عدد القتلى الإجمالي يتجاوز 150 شخصاً، وهو اكتشاف استثنائي في أوروبا الوسطى من تلك الفترة».
وأضافت ميكايلا بيندر: «في سياق الأعمال الحربية الرومانية، لا توجد اكتشافات مماثلة للمقاتلين».
وأظهرت التحليلات أن جميع الضحايا كانوا من الذكور، وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، ولديهم أسنان صحية، كما عثر على جروح متعددة في هياكلهم العظمية، خاصة في الرأس والجذع والحوض، ما يثبت أنهم كانوا ضحايا معركة عنيفة، كما أظهرت العظام وجود جروح جراء ضرب السيوف وطعن الرماح، ما يعزز فرضية وقوع معركة حقيقية».
وتشير الأدوات الحربية المكتشفة في المقبرة، مثل الدروع وواقيات الخوذات ومسامير الأحذية العسكرية الرومانية المعروفة باسم «كاليجاي»، إلى أن هؤلاء المحاربين كانوا جزءاً من الجيش الروماني، وساعد التحليل باستخدام الكربون 14 في تحديد أن العظام تعود إلى فترة ما بين 80 و130 ميلادياً».
ويعتقد الباحثون أن الاكتشاف مرتبط بالحملات العسكرية التي قادها الإمبراطور الروماني دوميتيان في منطقة الدانوب بين عامي 86 و96 ميلادي.